على مائدة النقاش العربي الصيني.. التفاصيل الكاملة لندوة مستقبل الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية (صور)
عقدت اليوم الأربعاء، ندوة تحمل عنوان "واقع وآفاق الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية في العصر الجديد"، برعاية المجموعة الصينية للإعلام الدولي، نظمتها مجلة الصين اليوم، ومعهد البحوث والدراسات العربية بجامعة الدول العربية، ونفذتها مجموعة بيت الحكمة للثقافة.
وشارك في الندوة نخبة من المسؤولين في مصر والصين وأكثر من عشر دول عربية، حيث تزامنت الندوة مع انعقاد الدورتين السنويتين لمجلس نواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.
وناقشت الندوة، كيفية تعزيز العلاقات الصينية العربية وتعزيز التعاون الثنائي بين الجانبين، بما يعود بالنفع على شعوب الدول العربية والصين، وخاصة بعد الانعقاد الناجح للقمة العربية الصينية الأولي في الرياض والقمة الصينية الخليجية، والتي شارك فيها رؤساء الدول العربية كافة والرئيس الصيني شي جين بينج.
وفي الندوة التي أداراها الدكتور أحمد السعيد الرئيس التنفيذي لبيت الحكمة والخبير في الشأن الصيني، قدم حسين إسماعيل نائب رئيس الطبعة العربية لمجلة الصين اليوم، تعريفا بالدورتين السنويتين لمجلس نواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني وأهميتهما للصين والعالم وخاصة الدول العربية وما يمكن أن يسفر عنهما من قرارات تدعم العلاقات العربية الصينية.
وأشار حسين إسماعيل، إلى أن الصين أعلنت في ديسمبر الماضي تعديل إجراءات الاستجابة لكوفيد- 19، حيث خفضت الصين مستوى إدارة المرض من الفئة "أ" إلى الفئة "ب".
وفي حديثه ممثلا لجامعة الدول العربية، صرح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير جمال رشدي، أن القمة العربية الصينية التي عقدت بالمملكة العربية السعودية كانت قفزة في تاريخ العلاقات الثنائية بين الجانبين، حيث أن الجانبين يتمتعان بجذور تعاون تاريخية.
وأضاف السفير جمال رشدي، أن حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية في وقت سابق بلغ 36 مليار دولار، وهو الذي لا يليق بحجم الاقتصاد بين الجانبين، ولكن بالتدرج والتنشيط نما حجم التبادل التجاري؛ ليصل إلى 330 مليار دولار، وهناك خطط ليتجاوز 400 مليار دولار.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن التعاون الصيني العربي ليس موجه ضد أي طرف وهو نابع من المصلحة المشتركة بين الطرفين، ويركز على موضوعات لا تهم الجانبين فقط بل العالم أجمع.
ومن ناحية أخري، صرح الوزير المستشار بسفارة الصين لدي مصر تشاو ليانج، أن الحضارتين الصينية والعربية تألقتا على طرفيْ قارة آسيا، وتعارفتا وتواصلتا عبر طريق الحرير القديم، وتشاركتا السراء والضراء في النضال؛ من أجل التحرر الوطني، وتعاونتا في عملية العولمة الاقتصادية والتزمتا بالحق والأخلاق في التقلبات الدولية وكتبتا قصة رائعة للتلاحم والتنافع والتآزر بين شرق آسيا وغربها.
وقال تشاو، إن الجانب الصيني يدعم الجانب العربي لاستخدام الحكمة العربية لإيجاد الحل السياسي للقضايا الساخنة والمستعصية وإقامة إطار الأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام في الشرق الأوسط.
وأكد المستشار بالسفارة الصينية في القاهرة، أن الصين تدعم جهود الدول العربية للحفاظ على السيادة والاستقلال وسلامة الأراضي، ولم يتغير يوما دعمُها الثابت والدائم للدول العربية في القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا.
ومن جانبه قال المدير العام لمعهد البحوث والدراسات العربية بجامعة الدول العربية الدكتور محمد كمال، إن العالم يسعى لبناء نظام دولي جديد لأن النظام الدولي الحالي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية لم يعد معبرا عن العالم الذي نعيش فيه الآن.
وأكد الدكتور محمد كمال، أنه ليس من مصلحة الصين والعرب واى دولة في العالم العودة للتنافس بين الكيانات الكبرى ولا يجب وضع العالم في الاختيار بين القوى الكبرى بل يجب أن يكون للدول حق الاختيار.
وأضاف، القمة العربية الصينية الأخيرة أبرزت رفضها لفكرة من ليس حليفي فهو عدوى وترفض الحرب الباردة.
وصرح نائب رئيس المجموعة الصينية للإعلام الدولي قاو آن مينج، أن الصين والدول العربية تعاونا بشكل كبير في الآونة الأخيرة وحققتا إنجازات بارزة في العديد من المجالات كان أهمها بناء الملعب الرئيسي لنهائيات كأس العالم قطر 2022، وبناء منطقة التعاون الاقتصادي "تيدا" السويس، بالإضافة إلي بناء مشروع مصفاة ينبع بين الصين والسعودية.
وقال قاو آن مينج، يجب على كل من الصين والدول العربية الإصرار على تحديد موقفها لكي يصبح الطرفان قوة إيجابية هائلة للحفاظ على السلام العالمي وتعزيز الإنصاف والعدالة، التطوير الفعال للشراكة الإستراتيجية الصينية العربية.
كما أكد رئيس دار مجلة الصين اليوم هو ب أو مين في كلمته، أن الصين والدول العربية لهما تاريخ طويل من الحضارة الرائعة، كما تسارعت وتيرة التعاون البراغماتي الصيني العربية، في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وأضاف هو ب أو مين، أن بكين تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع الدول العربية، وعلى استعداد لبذل المزيد من الجهد لخلق مستقبل أفضل.
وقد تحدث في الندوة أيضا الدكتورة بدرة قعلول، رئيسة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية في تونس، والسفير علي الشريف (السودان)، رئيس اتحاد جمعيات الصداقة العربية- الصينية، الدكتور حسن عبد الله الدعجة (الأردن)، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسين بن طلال، الدكتور قاسم المحبشي (اليمن) أستاذ فلسفة التاريخ والحضارة بجامعة عدن، الدكتور حسام الدين سالم جابر (البحرين)، الباحث والمحاضر في العلاقات الدولية بالبحرين، الدكتور ما فو ده الأستاذ في جامعة شيآن للدراسات الدولية بالصين، الأستاذ أحمد سلام، المستشار الإعلامي السابق بسفارة مصر لدى الصين، الأستاذ وارف قميحة (لبنان)، رئيس جمعية طريق الحوار اللبناني- الصيني، وعلق على الندوة الأستاذ عماد الأزرق رئيس مركز التحرير للبحوث والدراسات الدولية، والدكتورة فاتن الدوسري من البحرين المتخصصة في العلاقات الدولية، والدكتور شيماء كمال أستاذ اللغة الصينية وغيرهم من الحضور الذين بلغوا 40 خبيرا ومتخصصا وباحثا في الشأن الصيني من أغلب الدول العربية.