يعود لأكثر من قرن.. تعرف على قصة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة
بدأت قصة اليوم العالمي للمرأة سعيًا للمساواة وما زالت، حيث يحتفل العالم يوم 8 مارس من كل عام بأجواء اليوم العالمي للمرأة باعتباره يومًا مميز لكل نساء العالم ولكل القيادات العالمية الذين يؤكدون في كل مناسبة أهمية دورها في مختلف مناحي الحياة.
وتستعرض "بوابة الفجر" في السطور التالية أصل قصة اليوم العالمي للمرأة، وأول احتفاليه به، ومسيرة الخبز والورد.
اليوم العالمي للمرأة
يرجح كثيرون أن تاريخ اختيار 8 مارس كي يكون اليوم العالمي للمرأة وللاحتفال في كل أنحاء العالم، إلى النساء العاملات في مدينة نيو إنجلاند بولاية ماساتشوستس الأمريكية عام 1820، اللاتي خرجن إلى شوارع المدينة احتجاجًا على قسوة ظروف عملهن.
لم تعتقد تلك النساء الفقيرات أنهن سيطلقن الشرارة الأولى لمسيرة المطالبة بالمساواة داخل الولايات المتحدة؛
فمصانع القماش الصغيرة التي كانت منتشرة عبر الولايات المتحدة لم تكن تتوانى عن تشغيل النساء لأكثر من 12 ساعة يوميًا مقابل أجر زهيد يقل عن ذاك الذي تمنحه للرجال بكثير.
في عام 1834، جاء إضراب عاملات مصنع للقطن كان اسمه "لوريل" كخطوة ثانية في مسيرة الاحتجاجات التي تبنتها النساء داخل الولايات المتحدة في سبيل تحقيق المساواة مع الرجال.
وتصف الكثير من المراجع ذلك الإضراب بالتاريخي لأنه كان بداية فعلية لانبثاق أول جمعية نسوية في الولايات المتحدة وكان ذلك سنة 1844.
في عام 1857 ب نيويورك لجأت النساء إلى الاحتجاج على الظروف غير الإنسانية وطالبن بتحديد 10 ساعات عمل يوميًا، لكن لم تقابل التظاهرة بالتأييد أو الدعم،
وإنما تعاملت معها الشرطة حينها بمزيد من القمع، ولم يتوقع أحد أن تكون مثابرتهن لبنة في طريق تحديد اليوم العالمي للمرأة وتكليل جهودهن.
أول احتفالية
بعد مرور عام من اليوم نفسه، كان الاحتفال الأول بالمناسبة تخليدًا لتلك الاحتجاجات النسوية وذلك في 8 مارس 1909، ومن ثم انتشرت الحركة نفسها إلى أوروبا إلى أن تم تبني اليوم على الصعيد العالمي بعد أن وجدت التجربة صدى داخل العالم، وفقا لما نشره الموقع الإلكتروني لمنظمة الأمم المتحدة، ومن هنا بدأ الاحتفال بالثامن من مارس يومًا للمرأة الأمريكية تخليدًا للمظاهرات اللاتي قمن بها، وكنوع من الاعتراف بحقوقها وتقديرا لمجهوداتها، على الرغم من أن منظمة الأمم المتحدة لم تعترف باحتفال اليوم العالمي للمرأة لعقود حتى عام 1975.
قصة اليوم العالمي للمرأة
وتحمل قصة اليوم العالمي للمرأة رواية أخرى في دول الاتحاد السوفيتي، ويعود بدء اعتماده من احتجاج العاملات في مصانع النسيج في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية يوم 8 مارس 1917، مطالبين بإنهاء الحرب العالمية الأولى، ويقال إن احتجاجات النساء كانت مقدمة لما عُرف بالثورة الروسية الثانية.
انتمى تحرك النساء للمطالبة بتحسين أوضاعهن إلى الحركة العمالية الشيوعية الاشتراكية في كثير من الدول، وظلت الدول الشيوعية تقوم بمنح النساء يوم 8 مارس إجازة رسمية، حتى اعترفت الأمم المتحدة بالاحتفال به عام 1975، ثم اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة يوما دوليًا للمرأة بقرار صادر عام 1977، هكذا تحول ذلك اليوم العالمي للمرأة رمز للنضال، تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن، وتذكير الضمير العالمي بالحيف الذي ما زالت تعاني منه ملايين النساء عبر العالم.
ويتم التركيز كل عام على قضية تخص النساء منذ قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالدعوة إلى الاحتفال به، وتسلط الضوء من خلال اليوم العالمي للمرأة على قضايا العنف المنزلي وسبل تحقيق المساواة.
مسيرة "الخبز والورد"
وفي الثامن من مارس 1908 عادت الآلاف من عاملات النسيج للاحتجاج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك، لكنهن حملن هذه المرة قطعًا من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار "خبز وورود".
طالبت المسيرة، التي من الممكن أن تكون السبب الرئيسي في اختيار اليوم العالم للمرأة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع، ولكن تدخلت الشرطة بطريقة وحشية لفض المظاهرات.