بيد من حديد وقفاز من حرير.. السعودية تتدخل بقوة لحل الأزمة الروسية الأوكرانية
شهدت الآونة الأخيرة جهود دولية مكثفة لإنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية، على الرغم من التأثيرات السلبية التي تمخضت عن هذه الأزمة، إلا أنها أتاحت الفرصة لتنويع الشراكات الاستراتيجية مع القوى الدولية.
وجاءت السعودية لتقوم بدور الوساطة السياسية لتهدئة منسوب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتبني المبادرات الإنسانية تجاه أسرى الحرب، ودفع أطراف النزاع إلى مائدة الحوار لإنهاء الحرب، عبر الحلول السياسية التفاوضية.
دعم سعودي لحل الأزمة سياسيًا
وفي السياق ذاته، التقى الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية السعودي، الاثنين، نظيره البريطاني جيمس كليفرلي، في مقر وزارة الخارجية البريطانية، وجاء ذلك في إطار زيارة وزير الخارجية الرسمية إلى المملكة المتحدة، وفقًا لما ذكرته فرانس 24 الفرنسية.
وتحدث الجانبين خلال اللقاء عن أوجه الشراكة بين السعودية والمملكة المتحدة، وسبل تعزيزها وتطويرها في كافة مجالات التعاون، التي تعود بالنفع على الجميع.
وتبادل الطرفين وجهات النظر حيال الأزمة الروسية الأوكرانية، والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها، حسب واس السعودية.
وحضر اللقاء بين البلدين، الأمير خالد بن بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، ومدير عام مكتب وزير الخارجية عبدالرحمن الداود، والمستشارة بوزارة الخارجية الدكتورة منال رضوان.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن بلاده مستعدة لحل الحرب الطاحنة بين روسيا وأوكرانيا، ودعم بلاده للجهود الدولية الرامية لحلحلة الأزمة سياسيًا.
وعقد الوزير السعودي جلسة محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمقر الرئاسة، وبحث فيها الجانبان عدد من القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى بحث العلاقات الثانية بين الجانبين.
وعلى الصعيد نفسه، التقى الأمير فيصل بن فرحان نظيره الأوكراني دميترو كوليبا، وتناقش الطرفين حول مستجدات الأزمة في أوكرانيا، مع دعم المملكة لكل ما يساعد بشدة في خفض حدة التصعيد، وحماية المدنيين.
وتسعى السعودية على قدم وساق من أجل حل الأزمة سياسيًا عبر المفاوضات الجدية بين طرفي الصراع، وحضر اللقاء وزير الخارجية السعودي مع الرئيس الأوكراني، الدكتور عبد الله الربيعة المستشار المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وسلطان المرشد الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية، ومحمد المسهر الجبرين سفير السعودية لدى أوكرانيا، وعبد الرحمن الداود مدير عام مكتب وزير الخارجية.
سلسلة مساعدات سعودية
وفي العام الماضي، قدمت السعودية مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا بلغت قيمتها 400 مليون دولار، وحضر خلالها الأمير فيصل بن فرحان، ومدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك مراسم للوقيع على اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين، وذلك بقيمة تصل إلى 400 مليون دولار أمريكي.
وكانت هذه الاتفاقية عبارة عن برنامج تعاون مشترك لتقديم المساعدات الإنسانية من السعودية لأوكرانيا بقيمة 100 مليون دولار أمريكي.
ووقع على الاتفاقية الدكتور عبد الله الربيعة المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ونائب رئيس الوزراء لإعادة الإعمار أوليكساندر كوبراكو
وتحتوي مذكرة التفاهم تمويل مشتقات نفطية بلغت قيمتها إلى 300 مليون دولار بمثابة منحة مقدمة من حكومة السعودية لصالح أوكرانيا من خلال الصندوق السعودي للتنمية، ووقع على المذكرة سلطان المرشد الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية، ووزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو.
وحرصت السعودية على دعم أوكرانيا وشعبها الصديق في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها البلاد الناتجة عن الحرب، كنوع من أنواع تخفيف الآثار الناجمة عنها.
ورحب السفير مكسيم صبح المبعوث الأوكراني الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، بزيارة وزير الخارجية السعودي إلى كييف.
وتابع قائلًا":" إن هذه الزيارة تندرج في سياق التنسيق المتواصل بين حكومتي البلدين، وتأتي تأكيدًا على حرص المملكة على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وتقديم المساعدات الإنسانية التي تم الإعلان عنها بموجب قرار حكومي سعودي".
وأشار السفير صبح إلى أن هذه الزيارة فتحت آفاق واسعة للتنسيق بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة، مؤكدا أن الجانب السعودي تعهد بإقامة مشاريع اقتصادية وتجارية مع أوكرانيا، وتقديم العون اللازم لتجاوز الأزمة الاقتصادية بسلام والتي نتجت عن القصف الروسي.
وأكد أن السعودية تبذل قصارى جهدها من أجل وقف العدوان الروسي حقنًا للدماء وإنقاذ أرواح المدنيين الذي يسقطون قتلى وجرحى جراء الحرب الطاحنة.
ومن جانبه أعرب أندرية يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني عن امتنانه للأمير فيصل بن فرحان على الحوار البنّاء والتفاهم المتبادل.
شراكة سعودية بريطانية
وفي سياق متصل، وقعت السعودية وبريطانيا شراكة مستقبلية بشأن القدرات الجوية القتالية (إف سي إيه إس) والمشاريع الصناعية المحتملة، وذلك عقب لقاء جمع بين وزيري دفاع البلدين، وذكر محللون في مجال الدفاع أن مثل هذه التحالفات تحتاج شهورا وسنوات للتفاوض بشأنها.
وتضمنت الشراكة تحديد رؤية شاملة ومشتركة للشراكة المستقبلية لعمليات القتال الجوي والبحث في الشراكة التي توفر احتياجات القدرات المطلوبة وتحديد مشاريع المشاركة الصناعية.
مبادرة مصرية إماراتية لوقف الحرب
وفي سياق آخر، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن مصر مستعدة للمساهمة في حل أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، موضحًا موقفه الداعم للجهود الدولية التي تسعى لحل النزاع بين الدولتين.
ومن جانبه، قاد محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات جهود كثيرة للدفع بحل سلمي ينهي الأزمة واستئصالها من الجدار.