شنت السلطات الإيرانية حملة اعتقالات موسعة لمنتقدين حوادث تسمم طلاب المدارس التي اجتاحت مختلف أنحاء البلاد
تسمم طلاب المدارس.. أزمة جديدة تهدد النظام الإيراني (تقرير)
شنت السلطات الإيرانية حملة اعتقالات موسعة لمنتقدين حوادث تسمم طلاب المدارس التي اجتاحت مختلف أنحاء البلاد
وتأتي الاعتقالات في الوقت الذي توجه فيه طهران حملة على الانتقادات الموجهة لموقفها من الهجمات المشتبه بها، حيث تم استدعاء صحفيين ومعاارضين بينهم أكاديمي متقاعد للإستجواب بعد الاعتراض على طريقة تعاطي الحكومة مع الحوادث الأخيرة في البلاد.
وزعم مسؤولون من وزارة التعليم الإيرانية أن بعض الفتيات على الأقل اللاتي أصيبن بالمرض يعانين من أحد أشكال "الهستيريا الجماعية".
وظلت رسائل الحكومة متناقضة بعد أن قال المرشد الأعلى "علي خامنئي" أمس الاثنين، إن أي شخص تثبت إدانته بتسميم الأطفال يجب أن "يعاقب بشدة".
وكان تدخل المرشد الأعلى بمثابة اعتراف كبير بازدياد الشعور بقلق عميق إزاء ما كان يحدث، بالنظر إلى أن الحكومة لم يكن لديها في السابق الكثير لتقوله عن حوادث إصابة الفتيات بالمرض، والتي بدأت في نوفمبر الماضي.
استمرار ارتفاع إصابات حالات التسمم
ومنذ انتشار حوادث تسمم طلاب المدرس الإيرانية في نوفمبر الماضي وحتي اليوم الثلاثاء، ستم نقل المزيد من الفتيات في سيارات الإسعاف يوم الثلاثاء، وهو الأمر الذي اشعل احتجاجات خارج وزارة التعليم في طهران، وبحسب ما ورد تم اعتقال قادة نقابة المعلمين خلال اشتباكات مع قوات الأمن.
وقالت جماعات حقوق الإنسان الإيرانية إن ما لا يقل عن 7068 طالبًا تأثروا في ما لا يقل عن 103 مدارس، وتم تسجيل إصابات في 99 مدينة على الأقل من أصل 28 مقاطعة في البلاد، وكان أكبر عدد من الاصابات المسجلة في يوم واحد هو 81 هجوما.
ودعت المنظمات الطبية السلطات إلى بذل المزيد من الجهد لحماية أطفال المدارس ومعارضي النظام، وقالت إن الأجهزة الأمنية ربما غضت الطرف عن المتطرفين الدينيين الذين يُزعم أنهم يعاقبون الفتيات لمشاركتهن في حركة الاحتجاج على مستوى البلاد.
النظام يتهم المتظاهرين بتعريض أطفالهم للخطر
و بحسب السردية الإيرانية يزعم النظام أن الأفراد المشاركين في الاحتجاجات الأخيرة استخدموا أطفالهم لنقل السم إلى المدارس ثم قاموا بتصوير أطفال المدارس المسمومين قبل إرسال اللقطات إلى محطات الأخبار الأجنبية، وتلمح هذة السردية إلى أن المتظاهرين كانوا على استعداد لتعريض أطفالهم للخطر في محاولة لإلحاق الضرر بنظام بالثورة الإيرانية.
حيث أكد "يوسف نوري" وزير التعليم الإيراني أن 95% من الفتيات اللاتي يذهبن إلى المستشفيات أو المراكز الطبية لا يعانين من أي مشكلة طبية، قائلًا:"فقط الخوف والقلق في حين يعاني عدد قليل منهن من أمراض كامنة".
وحث "نوري" أولياء الأمور على عدم الالتفات إلا إلى المعلومات التي تنقلها وسائل الإعلام الرسمية الموثوقة، مضيفا أنه “كان من الطبيعي أن يتآمر عدونا على إغلاق المدارس ومنع الطلاب من الدراسة”.
وجاءت تصريحات "نوري" بعد فترة وجيزة من نشر وزارة الصحة الإيرانية التقرير الأول لتحقيق لجنتها العلمية في حالات التسمم المشتبه بها، والتي أعلنت أن بعض الطلاب تعرضوا لمادة مهيجة يتم استنشاقها بشكل رئيسي.
اعتقال صحفيين وزعيم حزب إصلاحي وأكاديمي
وبحسب البيانات المتداولة فأن الصحفيون الثلاثة الذين تم استدعاؤهم للاستجواب من قبل المدعي العام في طهران بعد عقد مقابلات مع الأطباء النفسيين الذين رفضوا الردود الرسمية بأن الفتيات يعانين من مشاكل نفسية، بالإضافاة إلي اعتقال "علي بورتباتاباي" مدير موقع أخبار قم الذي كان يرصد حالات التسمم المشتبه بها.
والأفراد الثلاثة الآخرون الذين تم استدعاؤهم للاستجواب هم "عازار منصوري" الأمين العام لحزب اتحاد ملت الإصلاحي و"صادق زيباكلام" أستاذ إصلاحي في طهران؛ ور"ضا كيانيان" ممثل وكاتب، حيث تم اتهامهم بنشر الأكاذيب حول حالات التسمم المشتبه بها ولكنهم قد يواجهون أسئلة حول منشورات وسائل التواصل الاجتماعي الداعمة للاحتجاجات الأوسع.