بولتون: على أمريكا زيادة عدد رؤوسها النووية ليتساوى مع روسيا والصين معا
دعا جون بولتون، المستشار السابق للأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلى زيادة عدد الرؤوس النووية الأمريكية حتى يتعادل مع ترسانة روسيا والصين إجمالا.
واعتبر بولتون في مقال له، نشر في صحيفة "واشنطن بوست"، أن الولايات المتحدة قد تدخل في "المجابهة النووية مع روسيا" في المستقبل القريب، مشيرا إلى أنه في حال انتصار واشنطن في تلك المواجهة، فإنها ستضطر للدخول "في المواجهة النووية الثانية مع الصين" فورا.
وأشار إلى أن "أزمة محتملة أخرى قد تتمثل في مواجهتنا لمحور الصين وروسيا، الذي يهددنا وحلفاءنا الآسيويين في آن واحد".
وأعرب بولتون عن رأيه، بأنه على واشنطن ألا تعمل على صياغة اتفاقيات مستقبلية حول الرقابة على الأسلحة، بل أن تحدد موقفها بشأن "المسائل الأساسية، المتعلقة بحجم الترسانة النووية الأمريكية" لتكون الولايات المتحدة "قادرة على مواجهة الخصمين".
وقال بولتون في مقاله: "سيكون انتحارا الإصرار على الموقف الذي ينص على رضا الولايات المتحدة عن امتلاك كافة الدول الثلاث عددا متساويا من الرؤوس النووية، وهذه هي نتيجة طبيعية للاتفاقيات في مجال الرقابة على الأسلحة".
وتابع: "وكم شحنة نووية قابلة لإطلاقها قد تتطلب الولايات المتحدة للدفاع عن نفسها وضمان الردع؟ كم سلاحا سيكون العدد المثالي أو الحد الأدنى من الضروري؟ هل سيكون عددا متساويا لما تمتلكه موسكو وبكين أم يجب أن يتجاوزه؟".
ودعا إلى "عدم النسيان أن كوريا الشمالية وإيران وغيرهما من الدول التي تسعى إلى أن تكون نووية، على الأرجح تنظر إلى روسيا والصين بمثابة الدولتين الصديقتين، وإلى الولايات المتحدة وحليفيها النوويين بريطانيا وفرنسا، بمثابة الأعداء".
ودعا بولتون إلى حل تلك القضايا بشكل عاجل، قائلا إن "هذه مسائل الحياة والموت تعتبر أهم بكثير بالنسبة لحماية الولايات المتحدة، مقارنة باتفاقيات للرقابة على الأسلحة. ومن الأفضل أن تكون لدينا الأسلحة متاحة، وثم الحد منها إن اتخذنا مثل هذا القرار، بدلا من عدم امتلاكها بالأعداد الكافية، ما سيسمح لموسكو وبكيلن بإملاء طبيعة العلاقات المستقبلية".
واعتبر بولتون أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتعليق العمل بمعاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية (ستارت 3) قد يكون "مباركة" للولايات المتحدة، في حال دفع بواشنطن إلى الإعلان أن "العالم ذا القطبين للاتفاقيات الأمريكية – الروسية حول الأسلحة النووية قد انتهى، وأنه يجب أخذ الصين بعين الاعتبار كثالث أكبر دولة نووية".
وأعاد بولتون إلى الأذهان توقعات البنتاغون والخارجية الأمريكية حول زيادة بكين لترسانتها الاستراتيجية وسعيها إلى التعادل مع روسيا والولايات المتحدة في هذا المجال.
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن يوم 21 فبراير الماضي عن تعليق روسيا العمل بمعاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية الموقعة بين روسيا والولايات المتحدة في عام 2010.