بعد مرور 30 يومًا.. كواليس زلزال تركيا المدمر وآخر التطورات
تعرضت تركيا في السادس من فبراير الماضي لأكثر الزلازل فتكًا في تاريخ تركيا الحديث زلزالًا مدمرًا ضرب جنوبي تركيا بقوة 7.7 و7.6ريختر مما أسفر عن تدمير عدد من المدن ومصرع آلاف وتشريد مئات آلاف من المواطنين، وتبعتمها آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، وضرب الزلزال 11 محافظة تركية عند الساعة 04:17 بالتوقيت المحلي، حين كان السكان نائمين في منازل غير مبنية للصمود أمام الهزات القوية
وما زالت فرق من العمال تعمل على إزالة الأنقاض في المدن التي ضربها الزلزال.
زلزال تركيا.. الضحايا الخسائر
وفيما يخص الجانب التركي، الزلزال أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص، وتضرّر حوالى 14 مليون شخص، أي سدس سكان البلاد، من جراء الكارثة، وخلَّف دمارًا هائلًا إثر سقوط آلاف الأبنية، وأدى إلى خسائر بمليارات الدولارات.
وقالت السلطات التركية إن ما لا يقل عن 156 ألفًا من المباني إما انهارت أو لحقت بها أضرار تتطلب هدمها نتيجة زلزال السادس من فبراير والهزات الارتدادية التي تبعته، مع تحول مناطق بأكملها إلى أكوام من الخرسانة والحديد.
ويقول برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن الأنقاض، التي يتراوح وزنها بين 116 و210 مليون طن، قد تغطي مساحة تصل إلى 100 كيلومتر مربع إن تكدست بارتفاع متر واحد، وهذه مساحة تعادل تقريبًا مساحة مدينة برشلونة.
وأعلن مفتي ولاية ملاطية التركية شاهين يلدريم أن زلزال كهرمان مرعش ألحق الضرر بـ 420 مسجدًا، بالإضافة إلى تدمير 25 آخرين في الولاية ذاتها.
زلزال تركيا.. آلاف الهزات الارتدادية
بعد الضربة المداوية التي شهدتها تركيا في 6 فبراير، لم ينته الصداع بعد، حيث أفادت وكالة الأناضول التركية نقلًا عن "آفاد"،أنها رصدت حدوث نحو 13 ألف زلزال وهزة ارتدادية في الفترة من 6 فبراير الماضي وحتى 4 مارس، في تركيا ومحيطها.
أعلن مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي (EMSC)، السبت، أن زلزالًا بقوة 4.1 درجة ضرب المناطق الحدودية التركية - السورية، وقال المركز الأوروبي إن الزلزال وقع فجر يوم السبت على الساعة 3:03 بتوقيت جرينيتش، وبحسب المصدر نفسه يقع مركز الزلزال على بعد 14 كيلومترًا شمال شرق مدينة أنطاكيا التركية، وعلى عمق 10 كيلومترًا.
زلزال تركيا.. هزات أرضية رجت عرش الإنسانية
لم يكتف الزلزال بتشريد آلاف المواطنين وجعلهم بلا مأوى، ووفاة الآلاف، ووقوع آلاف الخسائر، ولكنه تحول لشبح يطارد الأحياء أيضًا ممن فقدوا أقاربهم في هذا الزلزال اللعين.
فهنا قضى الزلزال على آمال أسرة "عبد الكريم" المكونة من ستة أفراد والتي فرت من قطاع غزة هربًا من حصارها وجحيم حروبها المتكررة ومن أوضاعها الحياتية والاقتصادية السيئة بحثًا عن حياة رغيدة ومستقرة، لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، حيث أفاد " فهد" وهو شقيق عبد الكريم أنه تفاجأ بخبر الزلزال وبدأ بمحاولة الاستفسار والسؤال عن أخيه، ولكن الاتصالات انقطعت معهم وعلم من أحد أصدقائه من العراق أن المنزل الذي كان يسكن فيه قد انهار عليهم جميعًا، فشعر بصدمة وحزن كبيرين، لأنه قد أجري اتصالًا معه قبل الزلزال بساعات فقط، وتحدثت معه والدتي مطولًا.
وأضاف فهد أن أخاه كان يبحث عن حياة كريمة له ولأبنائه ويريد أن يعيشوا في مجتمع متقدم ومتحضر ليكون مستقبلهم أفضل وفيه استقرار بعيدًا عن غزة ومشاكلها وحروبها.