بعد مرور شهر على زلزال تركيا.. لماذا كان مدمرًا إلى هذه الدرجة؟ (التفاصيل)
زلزال تركيا من الكلمات المفتاحية التي يزداد البحث عليها عبر محركات البحث اليوم الإثنين 6 مارس 2023، حيث يدور في ذهن الكثير من الناس تساؤل حول التطورات الأخيرة في زلزال تركيا، وهذا ما نوضحه لكم في هذا التقرير.
زلزال تركيا أسوأ كارثة طبيعية
ترك الزلزال الذي ضرب تركيا في 6 فبراير الماضي، وهو "أسوأ كارثة طبيعية" في أوروبا منذ قرن، حسب منظمة الصحة العالمية، البلد في حالة صدمة، ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، بعد شهر من الكارثة، يواجه ملايين الأتراك عواقب الزلزال الوخيمة، مع مصرع أقارب، ومدن مدمرة، واختبار حياة جديدة في الخيام أو الحاويات.
زلزال تركيا.. مصرع 46 ألف شخص نتيجة
وقد أسفر الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 تلاه آخر بعد بضع ساعات بقوة 7.6 عن مصرع نحو 46 ألف شخص (تم العثور على جثثهم)، وإصابة 105 آلاف، حسب حصيلة غير نهائية دون شك.
كما أدى الزلزال إلى تدمير أو إلحاق الضرر ﺑ 214 ألف مبنى بلغ المبنى أحيانًا أكثر من اثني عشر طابقًا في 11 محافظة من أصل 81 في البلاد، كما لقي قرابة 6 آلاف شخص حتفهم في سوريا.
زلزال تركيا.. تعرض مدن تركية في كهرمان ماراش للدمار
تعرضت مدن تركية في محافظتي كهرمان ماراش، القريبة من مركز الزلزال وهاتاي الحدودية مع سوريا للدمار، ما اضطر السلطات إلى دفن آلاف الأشخاص على عجل في مقابر في الحقول والغابات، وقد تضرّر نحو 14 مليون شخص، أي سدس سكان تركيا جراء الكارثة.
زلزال تركيا.. أول تعليق من "أردوغان" على الزلزال المرعب
وقال الرئيس رجب طيب أردوغان إن 3.3 مليون شخص أُجبروا حتى الآن على مغادرة منطقة الزلزال، ويقيم حاليًا أكثر من مليوني شخص في خيم وحاويات.
وتم تسجيل أكثر من 13 ألف هزة ارتدادية في شهر واحد، ولا تزال هذه الأرض التي تستمر في الاهتزاز تثير الذعر في البلاد، وتقع في واحدة من أكثر المناطق الزلزالية نشاطًا في العالم، وفي المناطق المنكوبة لا يزال الغضب عارمًا على الدولة التي استغرقت خمسين ساعة لنشر فرق الإغاثة، لا سيما الجيش فيما كان عشرات الآلاف من الأشخاص عالقين أحياءً تحت الأنقاض.
وأقر أردوغان بالتأخير، وألقى باللوم على طقس الشتاء القاسي، وحجم الكارثة التي غطت 20 ألف كيلومتر مربع، طالبًا الصفح من الناجين، وقد أظهرت استطلاعات الرأي أن مطوّري بناء ومقاولين هم المسؤولون في المقام الأول عن الخسائر الفادحة، بعد أن انهارت المباني التي شيدوها مثل الورق.
زلزال تركيا.. ملاحقات قضائية بحق 997 شخصا متورطا في تشييد هذه المباني
وأعلن وزير العدل التركي في نهاية فبراير، الشروع في ملاحقات قضائية بحق 997 شخصًا متورطًا في تشييد هذه المباني، وأُوقف 247 منهم أثناء محاولتهم مغادرة البلاد، لكن أي مسؤول لم يقدم استقالته، أو يُعزل من منصبه، باستثناء رئيس بلدية مدينة صغيرة من الحزب الحاكم، حزب «العدالة والتنمية».
وعلى تركيا التي تعاني تضخمًا حادًا وتراجعًا في قيمة العملة، امتصاص الضرر الاقتصادي للزلزال الذي قدّره البنك الدولي بأكثر من 34 مليار دولار.
ويعادل هذا المبلغ أربعة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد لعام 2021، ولا يشمل تكلفة إعادة الإعمار التي قد تصل إلى «ضعفي» المبلغ، كما أوضح البنك الدولي.
وقد وعد إردوغان ببناء أكثر من 450 ألف منزل مع الالتزام بمعايير مقاومة الزلازل «خلال عام»، وبدفع 100 ألف ليرة تركية (نحو 5 آلاف يورو) لأسر القتلى.
زلزال تركيا.. مساعدات لمتضرري الزلزال بقيمة 10 آلاف ليرة تركية
وقد أعلن الرئيس التركي، في وقت سابق، تلقي مليون شخص متضرر من الزلزال بالفعل على مساعدات بقيمة 10 آلاف ليرة تركية (للشخص)، أي ما مجموعه نصف مليار يورو، كما تم التعهد بتقديم مساعدات خاصة لإعادة الانتقال تصل إلى 15 ألف ليرة تركية (750 يورو).
ووفقًا للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، فإن «زيادة الإنتاج من نشاطات إعادة الإعمار قد تعوض إلى حد كبير الأثر السلبي لاضطراب النشاط الاقتصادي»، وقد وضع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حدًا للتكهنات الأربعاء، بتأكيده إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 14 مايو (أيار) كما هو مخطط له.