موعد ليلة النصف من شعبان
كشفت دار الإفتاء المصرية في وقت سابق موعد ليلة النصف من شعبان لعام 1444 هجريا، وتبدأ ليلة النصف من شهر شعبان من مغرب الإثنين 6-3-2023م وتنتهي فجر الثلاثاء 7-3-2023م.
تبدأ ليلة النصف من شعبان مع مغرب يوم 14 شعبان وتنتهي مع فجر يوم 15، وهي من ليالي النفحات المباركة التي تُفتح فيها أبواب المغفرة والرزق الواسع،
ويتقرب فيها العباد إلى الله طلبا للتوبة والمغفرة، ويشير كثير من العلماء إلى أنها الليلة التي تحولت فيها القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام (أي الكعبة الشريفة)، الأمر الذي يزيد من فضلها وتعظيمها.
يحيي المسلمون هذه الليلة بالصوم والصلاة والذك الطيب والدعاء، وكذلك بتقديم الصدقات وتلاوة القرآن،ولهذا وردت احاديث النصف من شعبان لبيان فضلها ومكانتها عند الله، ومع شيوع هذه الأحاديث وقف العلماء على ما هو صحيح منها، وما هو غير صحيح، فيما يبقى إحياؤها بقيام الليل والصلاة على النبي هو أمر جائز شرعا بل ومستحب، كما توضح دار الإفتاء المصرية.
ولدى بعض العلماء كل ما ورد من احاديث النصف من شعبان غير صحيح، بينما يجيز علماء آخرون أحاديث بعينها، ومن أكثر الأحاديث الشائعة عن ليلة النصف من شعبان حديث عائشة رضي الله عنها حين قالت:
فقدت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة، فخرجت أطلبه فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء، فقال "يا عائشة، أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله"، فقالت: وما بي ذلك، ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك فقال" إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم بني كلب (وهو اسم قبيلة)".
ومن حديث علي رضي الله عنه، قول النبي صلى الله عليه وسلم "مَنْ أحيا الليالي الخمس وجبت له الجنة: التروية وليلة عرفة وليلة النحر وليلة الفطر وليلة النصف من شعبان"، ويقال إنه غير صحيح وموضوع.
ومن احاديث النصف من شعبان التي يُختلف عليها قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا يومها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا مبتلى فأعافيه؟ ألا كذا، ألا كذا..؟حتى يطلع الفجر"
ويقال في ليلة النصف من شعبان أنها تحمل اسم "البراءة" و"الغفران" و"الإجابة"، ففيها تحويل القلبة من بيت المقدس إلى بيت الحرام، ويستجيب الله فيها الدعاء لما تحمله من نور وبركة وخير كثير، ومع استمرار الاختلاف على صحة احاديث ليلة النصف من شعبان من عدمها، توصي دار الإفتاء بقيام هذه الليلة وإحيائها بالذكر والصلاة على النبي وتلاوة القرآن والدعاء.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنر لربكم عز وجل في أيم دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعل أحدكم ان تُصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدا"،
وهو ما يؤكد على إحياء ليلة النصف من شعبان كواحدة من الليالي الطيبة المباركة التي يفيض الله بها على عباده بالخير والبركة، سواء كانت احاديث النصف من شعبان صحيحة أم موضوعة، وذلك للمكانة التي يحملها شهر شعبان.
ويعتبر من الشهور المفضلة التي اختصها الله سبحانه وتعالى بمنزلة ومكانة عظيمة، وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: "ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم"، ومن شهر شعبان حظيت ليلة النصف بالفضل والبركة وعلى المسلم اغتنامها بالقيام وإحياء الليل والصوم.