القس أرميا حلمي: إن ملت إلى متع العالم تمنع
قال القس أرميا حلمى كاهن كنيسة الأنبا بولا أرض الجولف: إن مالت نفسك أو مال جسدك إلى متع هذا العالم، امنعها بشدة؛ هذا ما تطلبه الكنيسة من أبنائها في فترة الصوم المقدس، لا قسوة عليهم بل ضمانا لهم وتدريبا للفوز بالأبدية لكن ما الذي نحن مطالبون عن الصوم عنه؛
نحن ككنيسة قبطية أرثوذكسية نتمتع بغنى موروث من آبائنا القديسين ونحاول التشبه بهم في حياتهم لمحاولة الوصول إلي أكاليلهم فمن أقوال الآباء القديسين الغنية عن الصوم؛"ليتنا لا نثق أن الصوم الخارجي عن أطعمة منظورة يكفي وحده لنقاوة القلب وطهارة الجسد مالم يصاحبه صوم النفس" القديس يوحنا كاسيان.
تابع حلمى فى تصريحات خاصة لبوابة الفجر: إن الصوم الحقيقي هو صوم الرذائل، أعني ضبط اللسان وإمساك الغضب وقهر الشهوات الدنسة" القديس باسيليوس.
تابع مضيفا: "الصوم مربوط بعدة فضائل ولايثمر إلا معها وبها، فاحترسوا في صومكم من الغفلة، لأن أعداءنا الذين يحسدوننا إن هم ظفروا بنا فلن يرثوا لهلاكنا، وكلما غفلنا نحن ازدادوا هم حرصا على هلاكنا، فلا تفرحوا أعداءنا ولا تكملوا مشيئة مبغضينا لأنهم يريدون تبديد أتعابنا" القديس الأنبا مقار "الجوع الشديد يساعد على ضبط الحواس ومن ضبط الحواس يتولد ضبط الأفكار" مار اسحق.
تابع: إن ضبط النفس مثل ضبط الساعة لا يعوقها بل يجعلها ذات قيمة وهذا ما تريده الكنيسة لأولادهاوضبط النفس هو فن إدارة الرغبات البشرية لتطيع العقل البشري والروح.
أضاف: متشبهة بالسيد المسيح، هذا ماتطلبه الكنيسة من أولادها "الأمين في القليل أمين أيضا في الكثير" لو١٦:١٠.
فالقليل كناية عن الجسد والكثير كناية عن الروح. فالذي لا يتعود التدقيق في الأمور الجسدية الصغيرة لا يتعود التدقيق في الأمور الروحية الكبيرة.فيجب علينا في خلال فترة الصوم المقدس أن ندرب قلبنا أن يكون خالي من الشر والحقد والكراهية، وأن نراجع معاملاتنا وسلوكنا مع كل من حولنا.
يجب أن ندرب أن عيوننا أن تكون بلا حقد أو شهوة أو شماتة وإنتقام.
يجب أن ندرب ألسنتنا عن البعد عن النميمة والكلام عن الغير والتدخل في شؤن الآخرين يجب أن نسعى جاهدين أن تكون حياتنا مقدسة بجملتها لكي نسمع هذا الصوت الذي نشتاق كلنا اليه "تعالوا إلي يا مباركي أبي رثوا الحياة الدائمة إلى الابد".