"نيويورك تايمز": الغيوم القاتمة تخيم على مستقبل الربيع العربى

مقالات الرأي


قالت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية اليوم إنه رغم أن الربيع العربى يعد بأن يكون الأمل الواعد متعلقا بسياسات منطقة الشرق الأوسط، إلا أن تاريخ المنطقة يشير إلى نتائج مستقبلية قاتمة.

واستشهدت الصحيفة - فى تعليقها على تطورات الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط على موقعها الإلكترونى اليوم الأحد - بأنه لم تتم مؤخرا أية أمثلة يمكن سردها عن تقاسم السلطات أو النقل الآمن للديموقراطية فى العالم العربى.

وأشارت إلى أنه عندما انهارت الديكتاتورية بدا أنه من المرجح أن يكون فى استقبال الديموقراطيات الناشئة أحداث خطيرة من العنف والشلل والانقسامات الطائفية التى تعتبر مصدر هلاك للعديد من المجتمعات الشرق أوسطية والتى ستظهر حينها على أنها مجموعات متنافسة لتصفية الحسابات القديمة والتنافس على القوى.

وقالت الصحيفة إن سوريا تقف على حافة هذا الثورات، حيث إن وحشية نظام الرئيس السورى بشار الأسد تفتح فجوة خطيرة بين القلة الشيعية العلوية التى تحكم البلاد والأغلبية السنية المحكومة .

وأضافت أنه بعد المجزرة التى ارتكبها الأسد بمدينة حماة - التى تضم أكبر عدد من السنة فى 31 يوليو الماضي عشية بدء حلول شهر رمضان المعظم - اتهمت جماعة الإخوان المسلمين والجماعات السنية النظام السورى بشن حرب إبادة طائفية ، مؤكدة أن من الواضح الآن أن استراتيجية الأسد هى تفريق المعارضة بإثارة العنف الطائفى .

وأكدت الصحيفة أن الصراع الأخطر والأكثر أهمية هو القائم بالفعل بين السنة والشيعة فى حرب العراق التى أطلقت العنان أمام الإمكانية التدميرية لتنافسهما على السلطة، لكن القضية لم تستقر هناك.

ونوهت إلى أن الربيع العربى قد سمح لهذه القضية بالظهور فى ظل ضعف الدول التى ولفترة طويلة قامت بكبت الانقسامات الطائفية فى مكانها، وقمع المظالم الشعبية بوحشية كبيرة.

وأكدت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن أيا من هذه الانقسامات لن يفيد الديموقراطية أو المصالح الأمريكية، منوهة إلى أن السعى من أجل وقف العنف الطائفى فى أى مكان قد يساعد على ضمان الاستقرار الاقليمى.

وقالت إنه على الرغم من النفوذ الضعيف الذى تتمتع به واشنطن تجاه سوريا، إلا أنه يجب عليها مع ذلك العمل بالقرب من حلفائنا الذين يقومون بذلك ومنهم تركيا التى تعد جارة قوية لسوريا والتى قد تظل تضغط على حكومة الأسد بعدم إشعال العنف الطائفى .

وأضافت الصحيفة أنه وبعيدا عن سوريا فالدولتان الأكثر تعرضا للخطر هما البحرين ولبنان، ففى البحرين على حد تعبير الصحيفة يجب على الولايات المتحدة أن تحث الملكية البحرينية على وقف عمليات القمع ضد المتظاهرين وأن تبدأ بالتحدث بجدية مع المعارضة والموافقة على مشاركة جدية لها في السلطة، وذلك بما أن واشنطن تربطها بالبحرين علاقات عسكرية قوية فيجب عليها أن تستغل هذا النفوذ للتجادل بشأن ايجاد حلول سلمية هناك.

وأما فى لبنان، لا يجب على الولايات المتحدة أن نشجع المواجهات الطائفية، وبدلا من ذلك يجب عليها ايجاد الدعم للطريق المسدود الذى وصل إليه هذا البلد والذى قد يتضمن إعادة توزيع السلطة بين السنة والشيعة والمسيحيين.