د.حماد عبدالله يكتب: "من فضلك" إبتعد عن الطريق !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


 

هذه الجملة يمكن ان تسمعها فى اليوم عشرات المرات فى الطريق العام – أو فى الأوتستراد (الذى لايوجد فى مصر ) أو فى طابور ( متلعثم ) على نافذة خبز أو جمعية تعاونية – تقوم بتوزيع سلعة ما – نادرة فى السوق لعامة الشعب المصرى – أو فى طابور أمام نافذة خدمة تقدم لفئة من فئات شعب مصر.. من فضلك إبتعد عن الطريق !! لأنك خارج عن النظام أو عن القواعد.. ونفس الجملة يمكن أن نطلقها فى وجه أحد المسئولين الذين يعوقوا إسلوب الإدارة – وإنهاء مصالح الناس ببيروقراطية – عفى عليها الزمن فقط من أجل إثبات الوجود والأهمية !!

وهذه الجملة يقولها الطبيب (لجلطه) فى شرايين مريض بأمر طبى (وبحقنة)فى الوريد تسمح بسيولة اكثر للدم – تدفع تلك الجلطة من مسار الدورة الدموية لإفساح المجال للحياة أن تستمر – هكذا تطلق هذة الجملة من فضلك (ابتعد عن الطريق ) –وإذا جازت هذة التعبيرات فى الحالات المذكورة – بما فيها سيارة نقل "تريللا" تستحوز على منتصف الطريق (بحر الطريق) – وبجانبها (نقل أخرى ) تأخذ الباقى من الطريق – وتغلق حركة وسيولة المرور – وتتكدس السيارات – وتقع الحوادث "لتهور" البعض حين محاولة الافلات من (الترافيك ) – فالجملة(من فضلك ابتعد عن الطريق ) تجوز ايضًا وبطرق مختلفة – أما بالإشارة أو بالمرور المراقب من ضباط وأمناء الشرطة على الطرق السريعة ( إن وجدوا ) – ولكن ما أهتم به هنا فى مقالى شأن اخر – هذه الجملة أريد ان اصرخ بها فى وجه مسئول جاء موقعه (بالصدفة ) – مسئول لم يشغل نفسه رغم (حسن حظه ) فى تولي مسئولية  خدمة الوطن فى موقع يمس أعصاب الشعب – بان يدرس ويجتهد – ويجمع حوله من الخبرات مما يفيده فى أداء واجبه الوطنى – أريد أن اقول هذه الجملة  لمسئول – شغل بكرسيه موقع ما كان له ابدًا -لاتوجد اى اشارة فى سابقة سيرته الذاتية تفيد بإنه كان مفيد أو ناجح فى عمله أو أبدع فى منصب سابق أو قدم فكرة محترمة – أو صاحب رأى – أو مارس الحياة العامة من خلال حزب سياسى أو تجمع مدنى أو حتى نقابى – مسئول لا يفقه حتى فى مظهره الشخصى كمسئول – يشبه "الجلطة الدموية" فى شريان جسد الحكومة – يمنع سير الدورة الدموية فى الحركة الإدارية.
لا شك بأننا نعانى فى مجال التعليم ونعانى فى مجال التعليم العالى والبحث العلمى ونعانى فى مراكز البحوث القومية ونعانى فى الخدمات التى تؤدى للمواطنين وتسعى لإيجاد لقمة عيش وخبز محترمة ونعانى فى السكن والمواصلات ونعانى فى الطرق 
و الكبارى ونعانى من سوء تخطيط إدارى وإقتصادى ومحلى – ونعانى من مركزية القرار المميتة – ونعانى من مسئولين بدرجة محافظ ( لا بيهش ولا بينش) ونعانى من الفقر الذى "ابتلى" به نسبة عالية من شعب مصر دون سبب وجيه – ونعانى من بطالة غير حقيقية – حيث سوق العمل فى احتياج لوظائف كثيرة غير متوفرة فى الانتاج البشرى (القوى البشرية المؤهلة)  .
كل هذه المشاكل يوجد لكل منها مسئول اريد ابلاغه بوطنية شديدة وبوضوح شديد دون مواراه أو خجل من قول الحقيقة من فضلك "ابتعد عن الطريق"!!
 أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد