لماذا مارس شهر شاهدا على إنجازات النساء؟
مع خواتيم شهر فبراير من كل عام تحتفل مصر والعالم بقدوم شهر مارس الذي تتجلين فيه وضع ومكانة المرأة على المستوى المصري والعالمي، إذ يعج مارس بعدة مناسبات تخص النساء، تخليدا لبصماتهن في شتى المجالات، وللتذكير بإنجازاتهن التي ساهمت في زيادة رقعة تمكينهن مجتمعيا وسياسيا.
شهر مارس هو الأنسب للاحتفال بالمرأة
ولم يكن بمحض الصدفة أن يتوافق شهر المرأة بقدوم فصل الربيع في كل عام، بما فيه من تفتح الأزهار، وتشبع الورود بألوانه الزاهية، واكتساء الأشجار الخضرة معلنة عن ميلاد حياة جديدة لأشجار راسخة في الأرض منذ عهود، وترنح الطبيعة المليئة بالخيرات مع نسمات الهواء الطلق، وكذلك المرأة التي اتخذت من الأزهار جمالها، ومن الأشجار صمودها، ومن الطبيعة فيض عطائها، ولا يمكن حصر الأدوار التي تلعبها المرأة في مجتمعها محققة بها ضربات سديدة يشهد بها الجميع، ولكن يبقى دورها الأعظم المتمثل في الأم حاملة الرحم التي جاءت منه البشرية بأسرها.
اليوم العالمي للمرأة
ويستهل شهر مارس بالمناسبة الأولى، الموافقة 8مارس وهو يوم المرأة العالمي، وهو يوم يدعو البلدان للمساواة بين الجنسين مشهرين إنجازات المرأة في مجابه الرجل، وتعود قصة هذا اليوم إلى عام 1908، حيث خروج أعداد كبيرة من النساء العاملات في المصانع في نيويرك بالتاريخ ذاته في مسيرة واحدة مطالبات بتخفيف ساعات العمل، والحصول على حقهم في الاقتراع كفرد كامل كالرجل.
وبعد مرور عام من هذه المسيرة تم الاحتفال باليوم الوطني الأول للمرأة في الولايات المتحدة الأمريكية يوم 28فبراير، وفقا لما أعلنه الحزب الاشتراكي الأمريكي.
ثم جاءت سيدة تدعى (كلارا زيتكين)، وهي زعيمة مكتب المرأة للحزب الديمقراطي في المنيا لتقترح فكرة احتفال البلدان بنسائها في يوم موحد للضغط على الحكومات بالنظر إلى مطالبهن وتحقيقهن، وبالفعل وافقت أكثر من 100 امرأة من أصل 17 دولة على مقترح زعيمة المرأة بالحزب، وفي عام 1911، تم الاحتفال بيوم المرأة في كل من النمسا والدنيمرك وسويسرا والمنيا، في 19 مارس، ثم تقرر تحديد يوم 8 مارس عام 1913، إلى أن اعترفت الأمم المتحدة بهذا اليوم كيوم عالمي للنساء عام 1975، ومنذ ذلك التاريخ والعالم يحتفل به.
يوم المرأة المصرية
وفي منتصف شهر مارس وبالتحديد يوم 16منه، تلوح سيرة السيدة هدى شعراوي في الأوفق، بمناسبة خروج سيدات مصر لأول مرة في تاريخهن بمظاهرات على رأسها الشعراوي أثناء أحداث ثورة 1919، للدفاع عن وطنهم ضد قوات الاحتلال البريطاني إن ذاك، في مشهد يجسد ببراعة صمود المرأة المصرية وشجاعتها ضد المغتصبين الأراضي المصرية، وفي اليوم ذاته سجل التاريخ سقوط أول شهيدة مصرية وهي (شفيقة محمد) في المظاهرات التي تدفقت من كل شوارع مصر.
وبعد مرور أربع سنوات قامت هدى شعراوي بتشكيل الاتحاد النسائي المصري، للمطالبة بالاستقلال وإلغاء الامتيازات الأجنبية وتكافؤ الفرص بين الجنسين، ولأول مرة تحصل المرأة في حق الانتخاب والترشح في اليوم ذاته من عام 1956، ثم اختار المجلس القومي للمرأة يوم 16 مارس يوما للمرأة المصرية، وتم الاحتفال به رسميا لأول مرة عام 1996.
وأصبح يوم 16 مارس هو نقطة تحول جذري في مصير المرأة في المجتمع المصري، حيث فتحت لها الأبواب على مصراعيها لاقتحام كافة الميادين السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، وغيرها بمنتهى القوة.
عيد الأم في مصر
وفي الثلث الأخير من الشهر، وبالتحديد يوم 21 مارس، والذي يوافق عيد الأم، فيحتفل المصريون بالمرأة تقديرا لكونها هي الأم، وهو ما تكرم به الله -عز وجل- عليها، حيث جعلها السبب الأساسي لميلاد حيوات جديدة إلى الدنيا تنبثق من جوفها.
وتعود فكرة الاحتفال بعيد الأم إلى الكاتب الصحفي الراحل على أمين، فهو أول من فكر في تخصيص عيد للأم في العالم بالمشاركة مع شقيقه مصطفى أمين.
وجاءت الفكرة لعلي أمين، عندما طرح في مقاله اليومي فكرة الاحتفال بعيد الأم، قائلا: لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم، ونجعله عيدا قوميا في بلادنا وبلاد الشرق، ومن بعد ذلك أصبح يوم 21 مارس هو عيد الأم، كونه أول أيام فصل الربيع، ليكون رمزا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة.
الدولة المصرية خير داعم للمرأة
ولم تكن الدولة المصرية بفكرها الواعي غافلة عن بصمات المرأة في شتى الميادين، فقد شهدت المرأة أزهى عصورها في عهد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، ووضعت ملف تعزيزها وتمكينها على قائمة أولوياتها، ولعل من أبرز الإجراءات التي اتخذتها القيادة السياسية في ملف المرأة، كان تخصيص عام 2017 للمرأة، وصعود المرأة إلى حقائب الوزارات، وإدماجها لأول مرة ضمن مجالس الدولة والنيابة العامة، في إطار المضي قدما لتحقيق إستراتيجية المساواة وعدم التمييز، وذلك بخلاف المبادرات الصحية التي تقوم بها الدولة للفحص الطبي للسيدات في مختلف محافظات مصر ومناطقها النائية.