الانبا نيقولا ينشر لمحة تاريخية عن الصوم ألاربعيني المقدس في الكنيسة الأورشاليمية حسب كتاب إيثيريا

أقباط وكنائس

بوابة الفجر

  
أطلق الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية لكنيسة الروم، تصريح صحفي، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، تحت شعار “لمحة تاريخية عن الصوم ألاربعيني المقدس في الكنيسة الأورشاليمية حسب كتاب إيثيريا  ”.
وقال خلاله:  "كتاب إيجيريا" وفي بعض الأحيان يُدعى "كتاب إيثيريا أو سيلفيا". كُتب في القرن الرابع ميلادي على يد زائرة للأراضي المقدسة تُدعى سيلفيا ويقال أن أصلها هو فرنسي وفي بعض المصادر إسباني ولا يُعرف بالتحديد إن كانت راهبة أو علمانية، ويُقدر أنها زارت الأراضي المقدسة (سيناء، مصر، فلسطين وبلاد ما بين النهرين) من سنة ٣٨١ حتى سنة ٣٨٤. وهذا الكتاب يحتوي على وصف "رحلة الأراضي المقدسة"، وهو مكون من ٧٤ صفحة.
عيد الفصح المجيد هو العيد الكبير في الكنيسة الأرثوذكسية، ويسبق هذا العيد الصوم الأربعيني مُدة ثمانية أسابيع، ومجموع الأربعين يومًا يكون خمسة أيام في الأسبوع (صوم انقطاعي) ما عدا يومي السبت والأحد من كل أسبوع ويوم السبت العظيم. 
في أورشليم كان الصوم يُمارس بعدة طرق كما تشرح سيلفيا في كتابها "رحلة إلى أراضي المقدسة"، فهناك فئة من الرهبان والمؤمنين كانوا يأكلون مرة واحدة في اليوم، وفئة أخرى كل يومين أو ثلاثة، وفئة ثالثة أكثر تشددًا فقط في يومي السبت والأحد بعد سر المناولة (كان يُطلق عليهم "الاسبوعيون").
بالنسبة لترتيب الصلوات في الصوم الأربعيني فكانت كما يلي: في أيام الآحاد تقام الصلوات المُتبعة في نصف الليل وفي الصباح في موضع الجلجلة. في أيام الأسبوع الأخرى بالإضافة إلى خدمة الساعة السادسة والساعة التاسعة الكنسية أضافوا خدمة الساعة الثالثة، وفي أيام الأربعاء والجمعة خدمة الساعة التاسعة الكنسية (نحو الثالثة بعد الظهر) كانت تقام في صهيون حيث كانت تُقام هذه الخدمة على مدار السنة باستثناء إذا وقع عيد لأحد القديسين في هذين اليومين.
وتصف سيلفيا أيضًا في كتابها ترتيب الطقوس في الصوم المقدس الأربعيني: كان الكاهن أو الأسقف يُلقي الوعظة الروحية يومي الأربعاء والجمعة في صهيون. بعد الانتهاء من خدمة الساعة التاسعة في صهيون كانت جموع المصلين تُرافق الأسقف إلى كنيسة القيامة مُرتلين ترانيم القيامة في الطريق، 
وفي كنيسة القيامة كانت تُقام خدمة صلاة الغروب وبعدها صلاة السهرانية مرة في الأسبوع يوم الجمعة وخدمة القداس يوم السبت لكي تتناول فئة "الأسبوعيون". 
في يوم الجمعة من الأسبوع السابع من صوم كانت صلاة السهرانية تُقام في صهيون. 
في صباح يوم السبت خدمة القداس، وكان رئيس الشمامسة يدعو الشعب للذهاب إلى بيت عنيا، في المكان التي استقبلت فيه أخت ليعازر السيد المسيح، وهناك يقرأُ الإصحاح من الإنجيل الذي يتكلم عن هذا الحدث، وبعدها تتجه الجموع الغفيرة نحو قبر ليعازر. بعد خدمة الصلاة المحددة لهذا اليوم يقرأ أحد الكهنة من الإنجيل حدث إعداد السيد المسيح الفصح مع تلاميذه. ثم يتجه الموكب الأسقفي مع الشعب إلى كنيسة القيامة للقيام بصلاة الغروب. 
في اليوم التالي (الأحد) بعد خدمة القداس الإلهي في كنيسة القيامة، خلال الأسبوع العظيم عند الساعة السابعة كنسيًا (الساعة الواحدة ظهرًا) يذهب الأسقف إلى جبل الزيتون وتُرتل الترانيم المحددة لهذه الخدمة ويٌقرأ الإنجيل المقدس. 
بعد ذلك نحو الساعة الحادية عشر كنسيًا ( الساعة الخامسة بعد الظهر) يتم قراءة حدث دخول السيد المسيح إلى المدينة المقدسة من الإنجيل. في هذا اليوم يسير الموكب الأسقفي مع جموع المصلين الغفيرة من أطفال وأمهات، شبان وشيوخ من جبل الزيتون إلى المدينة المقدسة حاملين سعف النخيل محيطين بالأسقف الذي كان يجلس على حمار مُحاطٍ بالكهنة. في هذه المسيرة كانت الهتافات تعلو من أفواة الأطفال "هوشعنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب" (متى21-9).