مطران الغربية يفسر جزء من سفر الرؤيا بمناسبة الصوم الكبير

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


أطلق الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية لكنيسة الروم، تصريح صحفي، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، تحت شعار “أحد الدينونة (أحد مرفع اللحم).”.
وفسر خلاله النص للانجيلي القائل: "وَرَأَيْتُ الأَمْوَاتَ، صِغَارًا وَكِبَارًا، وَاقِفِينَ أَمَامَ الْعَرْشِ وَانْفَتَحَتْ أَسْفَارٌ وَدِينَ الأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ، بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ".
وقال: "الأَمْوَاتُ" هم البشر جميعًا الأموات منذ بداية الحياة، الصالحين والطالحين. وقوله: "صغارًا وكبارًا" يشير إلى جميع البشر سواء من ناحية العمر السِّنِّي، أو من ناحية الوضع الاجتماعي، أو من ناحية الوضع المالي، أو من ناحية الوضع تجاه الله، أي البعد أو القرب من الله. و"العرش" يشير إلى الجالس عليه وهو يسوع المسيح.
و "الأسفار" هي أسفار أعمال البشر الأموات، فالأموات سيدانون ليس فقط حسب إيمانهم بل أيضًا حسب أعمالهم، ليست فقط الخارجية بل كذلك بما هو مخفي في قلوبهم وضمائرهم وغير المعلوم لغيرهم من البشر لكنه معلوم أمام الله، وهذا القول ليوحنا هنا يَدحض القول إن الخلاص بالإيمان فقط، كما يقول البروتستانت.
وهذا يوضح أن الدينونة في القيامة العامة تتوقف على الشخص نفسه بشخصه "حسب أعماله" المعروفة لله، وليس باختيار الله لأشخاصٍ بعينهم دون غيرهم. وهذا دلالة على عدل الله في عقابه للأشرار وثوابه للأبرار. 
ثم يقول يوحنا في الآية (12) "وَانْفَتَحَ سِفْرٌ آخَرُ، الَّذِي هُوَ سِفْرُ الْحَيَاةِ، وَدِينَ الأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ، بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ". "سِفْرُ الْحَيَاةِ" يشير سفر الحياة الأبدية. وقوله "وَدِينَ الأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ، بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ"، هذه أسفار هي التي ذكرها يوحنا في بداية هذه الآية.
في الآية (13) يقول يوحنا: "وَسَلَّمَ الْبَحْرُ الأَمْوَاتَ الَّذِينَ فِيهِ". 
هذا يوضح أن جميع ماتوا في البحر والذين أكلتهم الوحوش وجميع البشر الذين ماتوا منذ بدء الخليقة كل هؤلاء ستعود أجسادهم إلى عناصرها وتتركب وتقوم. 
ثم يقول "وَسَلَّمَ الْمَوْتُ والْجَحِيمَ الأَمْوَاتَ الَّذِينَ فِيهِمَا"، وهذا يشير إلى الصالحين والطالحين الـذين في انتظـار الدينونة العامة ولا يعرفون حكم الله فيهم، ونفوسهم في موت الخوف وجحيم القلق. هذا القول ليوحنا هنا يؤكد ويشير إلى الدينونة العامة. 
في الآية (14) يقول يوحنا: "وَطُرِحَا الْمَوْتُ والْجَحِيمَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ". 
هذا يعني أن الشيطان الذي يملك على الموت والجحيم بعد أن سلم الأموات الذين فيه طرحه الله في بحيرة النار وكل من تبعوه من البشر، و"الموت والجحيم" يمثلان أبشع صورة لنتائج الخطية وجراحاتها التي حلت بالبشر. "بحيرة النار" هي العقاب الأبدي الذي يطرح الله فيه إبليس وأعوانه ومَن يتبعونه، وبهذا الله يُنهي ويُزيل آخر مقاوميه وأعداء الإنسان.
ثم يقول "هذَا هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي، الْطَرْحُ فِي الْنَارِ". هنا يوجد تمييز بين "الموت الأول" الذي هو الموت الجسدي الطبيعي لجميع البشر، وبين "الموت الثاني" الذي هو العقاب الأبدي بالطرح في بحيرة النار لكلِّ مَنْ لم يوجد في سفر الحياة، 
ويقول يوحنا في الآية (15): "وَمَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوبًا فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ". 
هؤلاء الذين لم يوجدوا في سفر الحياة وطُرحوا في بحيرة النار هم الذين "دِينُوا كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ" (الآية 13). 
في هذه الأقوال ليوحنا في الآيات السابقة دلالة على أنه لن يُدان شخص بسبب أعمال غيره، ولن يُؤخذ شخص بسبب جريرة غيره، ولن يُبرَّر شخص بسبب بِر غيره. فكل شخص يتحمل شخصيًّا وزر عمله إن كان صالحًا أو طالحًا. هذا الانتصار الأخير للمسيح على كل أعدائه في مجيئه الثاني، ويكون يوم لدينونة الأبرار والأشرار.