وزير الخارجية: تونس تبعث برسائل طمأنة لكن دون اعتذار
قال وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، نبيل عمار، إنّ تونس تبعث برسائل "طمأنة" لكنها تستبعد الاعتذار اثر الانتقادات التي اعتبرت خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيّد في خصوص المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء "عنصريا".
وكان رئيس الدولة، قد شدد خلال ترؤّسه الثلاثاء الفارط اجتماعا لمجلس الأمن القومي على وجوب اتّخاذ "إجراءات عاجلة" لوقف تدفّق المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء إلى تونس، مؤكّدًا أنّ هذه الظاهرة تؤدّي إلى "عنف وجرائم وممارسات غير مقبولة''.
ونددت العديد من المنظمات غير الحكومية بالخطاب ووصفته بأنه "عنصري ويدعو للكراهية"، كما استنكره الاتحاد الأفريقي واعتبر تصريحات الرئيس "صادمة" ودعا الدول الأعضاء إلى "الامتناع عن أي خطاب عنصري يحض على الكراهية".
وقال وزير الخارجية في مقابلة مع وكالة فرانس برس نقلتها قناة ''فرانس 24'': "إنه تأويل مغرض لتصريحات السلطات التونسية العليا حول هذا الموضوع. لقد مرت أيام قليلة منذ حدوث ذلك ويجب علينا الآن أن نتحلى بهدوء ورسائل الطمأنة تم ارسالها عبر القنوات الرسمية وغيرها".
وتابع في سياق حديثه "كلا، مسألة الاعتذار غير مطروحة، لم نؤذ أحدا".
ووفق المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، فإن تونس البالغ عدد سكانها حوالى 12 مليون نسمة، تضم أكثر من 21 ألف مواطن من دول إفريقيا جنوب الصحراء معظمهم في وضع غير قانوني.
وأضاف الوزير "بالنسبة للمهاجرين القانونيين، لا مشكلة. على العكس، نريد المزيد". أمّا "المهاجرون غير القانونيين فمدعوون للعودة إلى ديارهم، ولكن مع احترام حقوقهم وكرامتهم".
وقال عمّار "يجب ألاّ نخلط بين السلوك الفردي وما تقوم به السلطات. فالسلطات تتخذ كافة الإجراءات لحماية جميع المهاجرين في تونس سواء كانوا قانونيين أو غير قانونيين".
وعلّل الوزير، المعيّن في منصبه منذ ثلاثة أسابيع، خطاب سعيّد، قائلًا إن "السلطات التونسية من حقها أن تنبه عندما تتزايد تدفقات المهاجرين غير القانونيين مع كل العواقب التي قد تترتب على ذلك".
عززت تصريحات سعيّد حول وجود "ترتيب إجرامي تمّ إعداده منذ مطلع هذا القرن لتغيير التركيبة الديموغرافية لتونس" من أجل "توطين المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء" في البلاد، مقارنات مع ما يعرف بنظرية المؤامرة "الاستبدال العظيم" والتي يدافع عنها في فرنسا اليميني المتطرّف إيريك زمور.
وعلق عمّار "إنه مجرد عنصر واحد (من الخطاب)، لماذا ركّز المعلقون على هذا العنصر ليصبح مركزيا؟ وحتى لو وجدت هذه الدراسة، أين المشكلة في ذلك، ليست السلطات التونسية التي انتجتها".
واضاف عمّار "كانت هناك شهادات في مقاطع فيديو، لا أريد أن أذكرها لأنني لا أريد المشاركة في تطوير هذا الجدل، ولكن كانت هناك شهادات أدلى بها مهاجرون من جنوب الصحراء.
وتابع الوزير "نحن في وضع صعب بين الشمال والجنوب. وعندما نقول إن هناك مشكلة يتهموننا بالعنصرية، هل ترون كم ذلك غير عادل؟".
كما نفى اتهامات المنظمات غير الحكومية والمعارضة بأن خطاب سعيّد عن المهاجرين يهدف إلى إلهاء الرأي العام عن تدهور الأوضاع المعيشية والوضع السياسي المتوتر بسلسلة من الاعتقالات في الأوساط السياسية.