فضيحة.. سرقة أرشيف الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان
كشف وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية المهندس زياد المكاري، عن تعرض أرشيف الوكالة الوطنية للإعلام للسرقة.
وقال المهندس زياد المكاري، في بيان صحفي اليوم الإثنين: "تعرض أرشيف الوكالة الوطنية للإعلام لسرقة الخادم الذي يضم صور كل المناسبات منذ سنة 1961، إضافة إلى سرقة خمسة أجهزة كمبيوتر من غرفة الأرشيف".
وأضاف المكاري: "فوجئ الموظفون صباح اليوم بأن باب الغرفة كان مفتوحًا بالكسر والخلع، والمحتويات مسروقة، واتصلنا فورًا بالقضاء المختص وبالمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، وبوشرت التحقيقات والتحريات".
وأكد الوزير اللبناني: "لن نألو جهدًا في مساعدة المعنيين لكشف الحقيقة كاملة حتى ينال الفاعل عقابه، لأن ما حصل يشكل جريمة بحجم وطن".
ومن جانبها، علقت لورا سليمان المديرة السابقة للوكالة الوطنية للإعلام على الواقعة في منشور عبر صفحتها على موقع "فيسبوك"، أعربت فيه عن أسفها لما حدث.
وأضافت سليمان: "لقد بلغني منذ قليل خبر محزن جدًا، لقد سرق أرشيف الوكالة الوطنية للإعلام، نعم هذا الخبر آلمني جدًا؛ لأن هذا الأرشيف جمعناه من بين الركام في العام 2009".
وتابعت قائلة: "أذكر عندما عُينت مديرة للوكالة، وكنت أتفقد الغرف التابعة للوكالة في الطابق الثاني تحت الأرض، وجدت صورًا سلبية ملقاة في غرفة وضعت فيها أكوام من الأغراض للتلف، دخلنا إليها على ضوء الهاتف المحمول، لأنها كانت مظلمة وتأكلها الرطوبة، وبين الجرذان".
وأردفت: "عندها طلبت إقفال هذه الغرفة ومنعت دخول أي كائن إليها ريثما أتدبر أمرها، وطلبت من بلدية بيروت وضع سم قاتل للجرذان من دون أن تتم أذية الصور السلبية".
وأشارت إلى أنه "بعد ثلاثة أشهر دق بابي زميل إعلامي وهو حاليًا مستشار لوزير التربية ألبير شمعون، وسألني عما إذا كنت أستطيع استقبال طلاب من كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية لإجراء تدريب في قسم الأرشيف".
ومضت تقول: "أجبته بأنه ليس لدينا بعد أرشيف في الوكالة ولكن لدي صور قديمة يجب أرشفتها، وبدأت الطالبتان العمل في الأرشيف بنشاط، فجمعنا الصور السلبية من تحت الركام ليتبين أن لدينا مليونين و200 ألف صورة نيغاتيف".
وواصلت: "في العام 2011 أعددت كتابًا من عينة من صور الوكالة، لمناسبة اليوبيل الخمسين، لنشتري بعدها آلات سكانر لتحويل النيغاتيف إلى صور، وبدأ العمل حتى تاريخ إقالتي من الوكالة، ليتوقف العمل نهائيًا بعد ذلك ويقفل الأرشيف أبوابه ويتم تلزيمه إلى جهات أخرى".
وقالت: إن مساعي وعروضات كانت قدمت لي من جهات جامعية وشركات خاصة لتوثيق الأرشيف في مكاتبهم مقابل إعطائنا نسخة عنه على أقراص مدمجة، كنت قد رفضتها إيمانًا مني بأن هذه الثروة هي ملك للدولة ولا يجوز التفريط فيها أو بيعها لأي كان".
وأردفت: "أسفي على جهود حثيثة بذلتها طوال فترة تسلمي لإدارة الوكالة الوطنية للإعلام بعدما رأيتها تندثر ولا من يحاسب، ويبقى لي الأمل في كشف القوى الأمنية هوية الفاعلين ومحاسبتهم ومحاسبة المقصرين في الحفاظ على إرث هذه الوكالة".