بين اتهاماته لحلف شمال الأطلسي.. والدعم الأمريكي للأوكران
بمنطق القُوَّة.. كيف يدعو بوتين لنظام عالمي متعدد الأقطاب؟
يلعب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سياسة قوية، تسعى نحو تدعيم مؤسسات بلاده بشكل كبير، يصل حدّ الشمولية، ولكنه في ذات الوقت يسعى إلى بناء علاقات خارجية تتوافق، وسياسة بلاده، في محاولة لاستعادة أمجاد الاتحاد السوفيتي.
لكنه دومًا ما يبرر السياسة السالفة بتصريحات تضع الروس في جبهة المظلومية داخل إطار النظام العالمي، فقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة عبر محطة "روسيا 1" التلفزيونية الحكومية في بلاده، والتي تم بثها الأحد، إن دول حلف شمال الأطلسي "ترسل عشرات مليارات الدولارات من الأسلحة إلى أوكرانيا، هذه مشاركة فعلية" في النزاع، مضيفا "هذا يعني أنها تشارك ولو بصورة غير مباشرة في جرائم نظام كييف".
أقطابٌ متعددة أفضل للعالم أم قُطب واحد؟
يأتي اتهام زعيم روسيا الاتحادية، بعد مرور يومين تفريبًا على مرور عام على غزو بلاده لأوكرانيا، داعيًا إلى ضرورة قيام مجتمع عالمي متعدد الأقطاب.
وأكد بوتين أن للدول الغربية هدفا واحدا يتمثل تدمير الاتحاد السوفياتي السابق والجزء الرئيسي منه: روسيا الاتحادية"، متسائلًا: "ما الذي نتصدى له؟ نتصدى لكون هذا العالم الجديد الذي ينشأ يُبنى فقط من أجل مصلحة دولة واحدة، هذه الدولة الولايات المتحدة".
يرغب الزعيم الروسي - حد قوله - مجتمع عالمي تشارك فيه روسيا، ولا تستأثر بها الولايات المتحدة، إلَّا أن هذا يأتي مم خلال التلويح بسياسة القوة، حيث قدَّم مشروع قانون إلى مجلس الدوما بشأن تعليق مشاركةبلاده في معاهدة (نيو ستارت) النووية التي تمت في عهد أوباما ووقع عليها دميتري ميدفيديف أثناء فترة حكمه لروسيا، والقائمة على تخفيض الأسلحة النووية بين (الولايات المتحدة والاتحاد الروسي)، وكذلك الحدّ منها، ما يعني أنَّ روسيا تسعى للتحرر من أيَّة قيود؛ للعب على مسار لا يتوافق ودعوات "بوتين".
هل الصين تدعم موسكو؟
في ذات التوقيت، يبدو دورًا تنقيبيًا تقوم به الولايات المتحدة حول العلاقات الروسية الصينية، فإن دعوة السفير ديفيد ماك، مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق، على تعيين مراقبة التحركات الصينية -الروسية عن كثب، في ظل ما قاله القادة الصينيون طوال العام الماضي منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وخاصة ما أعلنه الرئيس الصيني شي جين بينج باتفاقه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه لن يكون هناك قيود على التعاون بين البلدين.
وأضاف "ماك"، في برنامج "عين على أمريكا"، المذاع على شاشة القاهرة الإخبارية، اليوم الأحد، أنه رغم هذا الإعلان الصيني، إلا أن هناك تحفظًا في بكين حول دعم موسكو، وهو ما ظهر جليًا في امتناع بكين عن التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة باجتماع الخميس الماضي، للمطالبة بانسحاب روسيا من الأراضي الأوكرانية.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق، عبر لقائه التليفزيوني، أن الصين تعطى الأولوية لاستراتيجياتها العسكرية ومصالحها الاقتصادية، مشيرًا إلى أنها لا ترغب في أن يتم وضعها كحليف أساسي لروسيا، وهو ما يدفع إلى خسارة الأخيرة اقتصاديًا أمام أوروبا والولايات المتحدة.
الصين في عيون الدبلوماسي الأمريكي
وتنصب وجهة نظر الدبلوماسي الأمريكي حول رغبة الصين في تعزيز علاقاتها الأمريكية، بشكل يفوق العلاقات مع الروس.
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق: "الصين تدير علاقاتها بالروس، بسلاح الحيطة حيطة وحذر، رغبةً منهم في تعزيز علاقاتهم مع الولايات المتحدة أمريكا والهند وعدد من الدول الأخرى التي تهتم بأمنها الداخلي، ولن يندفعوا إلى أي نوع من التحالف مع روسيا في حربها على الأراضي الأوكرانية، موضحًا اعتراض الصين بكل صراحة على استخدام الأسلحة النووية من جانب أي طرف في هذا الصراع.
الموقف الأوكراني
من جانبه، الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي، لازال مُصرًّا على استعادة حدود أوكرانيا كما كانت في العام 1991، في ظل دعم أمريكي يشيد بجهود أوكرانيا،ويرفض فكرة الاعتراف بالضم الروسي لشبه جزيرة القرم.
يتوافق الموقف السالف للرئيس الأوكراني، مع تحخركات استخباراته العسكرية التي تؤكد استعداد كييف لأجل شنّ هجوم مضاد جديد؛ موضحا أنَّ محاولة فتح ثغرة في الجبهة الروسية في جنوب البلاد نحو شبه جزيرة القرم أحد الأهداف العسكرية الاستراتيجية المسعُوُّ إليها.