تعرف على الحكمة من تشريع صيام شهر رمضان
من المعروف أن للصيام تأثيرًا إيجابيًا على الصحة العامة، حيث يطهر الجسم من السموم الضارة؛ لذلك يكون شهر رمضان فرصة مثالية.
وتنشر بوابة الفجر في السطور التالية الحكمة من تشريع صيام شهر رمضان، والفوائد الدنيوية من الصيام.
الحكمة من تشريع صيام شهر رمضان
يصوم جميع المسلمين تحقيقًا للعبودية، وبهذا يستشعر العبد بعظمة التشريع الإسلامي والحكمة من شهر رمضان وصيامه، فقد خلق الله عزّ وجلّ الخَلق وجعل في خلقهم وفيما شرع لهم وفرض عليهم حِكَمًا عظيمة.
ولعلَّ الكثير من الناس لا يعلم هذه الحكم، وليس ذلك لأنَّه لا حكمة لها، بل كلُّ ما شرعه الله لعباده ليبلوهم فيه ويرى أيُّهم أحسن عملًا، وكلُّ من عمل بهذه التشريعات فقد حقّق العبودية لله تعالى، وقدم طاعته ورضاه على هوى نفسه ومُبتغاه، واستشعر عظمة هذا التَّشريع، ومن أعرض عنه ورفضه فهو عابدٌ لنفسه وهواه، ومعرضٌ عن طاعة ربِّه.
كما أن صيام رمضان يُعوّد المسلم على التقوى، فالله سبحانه غنيٌّ عن صيام العبد وتركه للطعام والشراب، لكنّ العبد الذي اعتاد على هذه العبادة وترك المباح لوجه الله تعالى؛ سيبتعد عن المحرمات وسيكون أكثر قدرة على عدم فعلها.
الفوائد الدّنيوية لشهر رمضان
يوجد لِشهر رمضان الكثير من الفوائد التي تَعود على الإنسان في الدُّنيا، وفيما يأتي بيانها:-
•يُعوّد المُسلم على ضبط نفسه وجهادها فيتعود على الصبر، وتحمّل المسؤولية والمشاقّ، مما يقوده إلى التقوى والالتزام بأخلاق الإسلام.
•يُعوّد المُسلم على النظام، والتعاون، والعدل، فتنمو في نفسه الرحمة، والعطف على الآخرين، وشُعوره بهم؛ مما يدفعهُ إلى الإحسان إلى الفُقراء والمُحتاجين، كما يُحقّق مبدأ التكافل والتراحم بين المُسلمين، ويُبعده عن الشرور والفساد.
•تربيةٌ للمُجتمع، من خلال صوم جميع المسلمين في وقتٍ واحِد، وما ينتج عنه من تلاحُمٍ بينهم، كما أنّه يُبعد الإنسان عن كُل ما فيه فساد للمُجتمع؛ كالسرقة، وفعل المنكرات.
•يُنمّي عند الصائم الشُعور بالمُسلمين كالتعاون، والتضامن معهم، ويُربّيه على الأخلاق الحسنة.
•يُقوّي صلة العبد بربّه وكذلك يُقوّي روابط الأُخوة بين المؤمنين، وينال العبد بذلك الأجر والثواب.
فوائد الصيام الدنيوية
إن فوائد الصوم لا تقتصر على الجانب الديني فقط، بل تشمل الجانب الدنيوي أيضًا، فثمّة الكثير من الفوائد الصحّية، والاجتماعية المترتبة على هذه العبادة العظيمة، ويمكن بيان بعضها فيما يأتي:-
الفوائد الصحية للصوم: أكّد العلماء في زماننا الحاضر على أن الصوم ظاهرةٌ حيويةٌ فطريةٌ ضروريةٌ للمحافظة على الصحة الكاملة والحياة السويّة، حيث إن الصيام يؤدي إلى راحة الجسم، وإصلاح ما فيه من العلل، وامتصاص المواد المتبقّية في الأمعاء، والتي قد تتحول مع طول الوقت إلى نفاياتٍ سامّة، بالإضافة إلى دوره في تحسين عملية الامتصاص والهضم، وإعادة الحيوية لأنسجة الجسم وخلاياه المختلفة، وتقوية الذهن وتحسين الذاكرة، وقد أثبتت الدراسات دور الصوم في تنظيف الجلد وتحسين مظهره وزيادة جماله.
الفوائدالإجتماعية للصوم: يحقّق الصوم الكثير من الفوائد الاجتماعية، حيث يُعد مظهرًا عمليًّا للمساواة بين أفراد المجتمع، إذ إن كافة أفراد المجتمع غنيّهم وفقيرهم يشتركون في الإحساس بالجوع والعطش طيلة فترة الصوم، مما يدفع الغني للإحساس بمعاناة الفقير، وقد رُوي أن يوسف عليه السلام كان يُكثر من الصوم وهو على خزائن الأرض، فلما سُئل عن سبب ذلك قال: "أخاف إذا شبعت أن أنسى جوع الفقير".
ويؤدي الصوم إلى نشر روح العدالة والمساوة بين أفراد المجتمع، حيث إن الفقراء يشعرون بالمساواة والسلوى، فيما يعانون من الجوع والحرمان غالبًا، بالإضافة إلى أن الصوم يُنمّي السلوك الحسن من خلال ضبط النفس، والسيطرة عليها، مما يؤدي إلى سعادة الدنيا والآخرة، ومن أهم آثار الصوم الاجتماعية تنمية التكافل والإيثار، إذ إن الصيام يقضي على الأنانية في النفس، ويستعيض عنها بروح التكافل والإيثار، فتجد الأغنياء يسارعون إلى تقديم يد العون لإخوانهم الفقراء، لا سيّما أنهم يشعرون بمعاناتهم.
فوائد صيام شهر رمضان للمجتمع
كما كان للصَّيام في رمضان فوائد كبيرةً على الفرد فهو كذلك على المجتمع، ومن هذه الفوائد ما يأتي:-
•اجتماع الأمَّة ووحدتها، وتعزيز روح الجماعة بين أفرادها، وقد حرصت الشَّريعة الإسلاميَّة على غرس مثل هذه القيم من خلال مجموعةٍ من العبادات؛ كصلاة الجماعة، والحجِّ، والصِّيام، فتجتمع الأُسرة على طعام الفطور والسّحور، ويجتمع المسلمون في صلاة التَّراويح، فينعكس ذلك على باقي أمور حياتهم.
• تقوية النَّفس على الصَّبر والحِلم وضبط الغضب، والتَّخلُّص من الأخلاق السيئة، وهذا يؤدي إلى انتشار الصلاح في المجتمع.
• تربية المجتمع وتلاحم أفراده وتماسكهم، ذلك أنّ المسلمون جميعًا في حال الصيام، مما يشعرهم بأنَّهم وحدةٌ واحدةٌ لا يتخلَّف منها أحدٌ، ويشعرهم ذلك بسهولة الصِّيام ويُسره عليهم.