فضل أداء العمرة في شهر رمضان المبارك (تفاصيل)
يُسارع المسلم في شهر رمضان إلى أداء الطاعات والعبادات، والحرص على الأعمال الصالحة كلّها، ومنها أداء العُمرة؛ وذلك بالتوجُّه إلى بيت الله الحرام، وقَصْده، والطواف في الكعبة، والسَّعي بين الصفا والمروة، وإتمامها بالتحلُّل، قال الله -تعالى-: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّه).
وفيما يلي تنشر بوابة الفجر الإلكترونية تفاصيل كاملة حول فضل العمرة في شهر رمضان المبارك:
فضل العمرة في شهر رمضان المبارك
حيث أوضحت دار الإفتاء المصرية، أنه ثبت فى فضل العمرة فى رمضان أنها "تَعْدِلُ حَجَّةً"، أَيْ تُعَادِلُ وَتُمَاثِلُ فِي الثَّوَابِ، إلا أنها لا تقوم مقامها في إسقاط الفرض للإجماع على أن الاعتمار لا يجزئ عن حج الفرض، مستدلة بحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: «عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّة مَعي» متفق عليه.
وفيما يتعلق بفضائل أداء مناسك العمرة في رمضان، أن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده حرصوا على أداء مناسك العمرة تلبية لأمر الله تعالى في كتابه العزيز.
وورد في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«عمرة رمضان تعادل حجة»، فالعمرة تعادل حجة كما جاء في الحديث، ولكن ليس معنى ذلك أنها تجزئ عن الحجة بحيث لو اعتمر الإنسان في رمضان وهو لم يؤد فريضة الحج سقطت عنه الفريضة لأنه لا يلزم من معادلة الشيء للشيء أن يكون مجزيًا عنه، فمثلًا عندنا سورة «قل هو الله أحد{ تعادل ثلث القرآن، ولكنها لا تجزئ عنه فلو أن أحدًا في صلاته كرر سورة الإخلاص ثلاث مرات لم يكفه ذلك عن قراءة الفاتحة.
حكم العمرة وفضل أداءها في رمضان
اجتمع جمهور الفقهاء على أن العمرة سنة وأن النبي صلى الله عليه وسلم اصطفى عمرة رمضان عن أدائها في باقي شهور السنة، بالرغم من ثوابها الكبير في باقي العام لأنها تكفر الذنوب كما قال الرسول الكريم:«العمرة إلى العمرة كفارة لما بينها».
وذكرت دار الإفتاء أنه لا فضل للعمرة في العشر الأواخر في رمضان عن باقي أيام الشهر، سوى أن العشر الأواخر بها ليلة القدر وختم القرآن بالحرم.
أداء العمرة في شهر رمضان له فضل عظيم عن غيره من الأشهر، ويستحب للمسلم أن يعتمر في رمضان فهو الأفضل، وقد دل الكتاب والسنة على فضيلة الحج والعمرة وعظم ثوابهما، ومن ذلك قوله تعالى «وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق * ليشهدوا منافع لهم..»، وقال صلى الله عليه وسلم: «والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم».
فوائد الحج والعمرة
للحج والعمرة فوائد كثيرة، شملت مصالح المسلمين في الدين والدنيا، ومنها أن في الحج والعمرة إظهار التذلل له تعالى، وذلك لأن الحاج والمعتمر يترك أسباب الترف والتزين ويلبس الإحرام أو يظهر فقره لربه لذلك فهما أعظم ما ينعم الله به الإنسان من نعم الدنيا، وفيهما أيضا غفران للذنوب.
وبينت دار الإفتاء أن العمرة في شهر رمضان المبارك لها فضل وأثر عظيم عن أدائها في باقي العام، حيث قال المصطفى صلوات الله عليه «من اعتمر في رمضان كمن حج معي».
شروط قبول العمرة
وأفادت الإفتاء أن للعمرة شروط ينبغي أن تتحقق ليقبلها الله، وهي:
• أن تكون من مال حلال
•وألا تقبل إلا من واصل الرحم وطاهر القلب
• ولا تقبل إلا من البار بوالديه، ولا يعرف الخصام.
الفرق بين أداء العمرة في أول رمضان وآخره
أكدت دار الإفتاء أن العمرة في أي يوم من أيام رمضان ثوابها واحد سواء كانت في أوله أم أوسطه أم آخره، ولكن البعض يظن بأن ليلة القدر تظهر في ليلة السابع والعشرين، فالعمرة في تلك الليلة أفضل، ولكن ليلة القدر ليست محددة في ليلة من كل عام بل تنتقل من ليلة لأخرى من كل سنة، وتكون في ليلة من الليالي العشر الأواخر.
وقالت دار الإفتاء: إن العمرة من العبادات العظيمة، رغّب فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخبر بأنها من مكفرات الذنوب، وإذا أديت في رمضان فإنها تكون في وقت فاضل تتضاعف فيه أجرها وفضلها بحيث تكون كالحج، وذلك في أي يوم من أيام رمضان، ولا يختص هذا الفضل في العشر الأواخر منه.
وهذا الشهر المبارك تتضاعف فيه الحسنات ويضاعف الله فيه الأجر والثواب والأعمال الصالحة ويجزي سبحانه العطاء للصائمين والمصلين في المسجد الحرام ما يعادل مئة ألف صلاة فيما سواه من المساجد فالعمل الصالح من الأعمال المباركة التي يجمع فيها بين شرف الزمان والمكان.
ما يعادل ثواب العمرة في رمضان
روي عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: من صلى الصبح في جماعة ثم قعد يذكر الله حتي تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة، وقال أنس: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم تامة تامة فالمراد من هذه الأحاديث هو الترغيب في الثواب، وليس جواز الاكتفاء بفريضة عن فريضة.