نورهان أبو الفتوح: العلاقات المصرية والاوزبكية في تطور مستمر (خاص)
شهدت الأيام الأخيرة تطور كبير فى العلاقات المصرية والاوزبكستانية، فقد أجري الرئيس الأوزبكستانى شوكت ميرضيائيف زيارة هي الأولى من نوعها منذ توليه رئاسة جمهورية أوزبكستان وهي الأولى لرئيس أوزبكي منذ
أكثر من 15 عام، ما يجعل هذه الزيارة تمثل خطوة مهمة في مسيرة العلاقات بين البلدين، حيث تتمتع مصر وأوزبكستان بعلاقات متميزة على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي بوجه خاص، في ضوء ما يمثله الأزهر الشريف من ركيزة أساسية في الروابط الثقافية والدينية بين البلدين.
وفي ضوء هذه الزيارة المهمة تستعرض بوابة الفجر أراء الخبراء حول أهم المحاور الرئيسة في العلاقات المصرية الأوزبكية.
مصر وأوزبكستان.. دبلوماسية فاعلة واتفاقات متعددة
قالت نورهان أبو الفتوح، الباحثة فى العلاقات الدولية، إن العلاقات المصرية الأوزبكية تعود إلى عام ١٩٩٢ حين تم توقيع البيان المشترك بإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، لتتوالى بعده عدة زيارات رئاسية كانت بدايتها مع زيارة الرئيس الاوزبكي السابق إسلام كريموف إلى مصر في عامي 1992، و2007، والتوقيع على اتفاقيات لتعزيز العلاقات.
وأوضحت أبو الفتوح فى تصريحات خاصة لبوابة الفجر، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي في توجه جديد لفتح دائرة جديدة في دوائر السياسة الخارجية المصرية خصوصا ناحية القارة الآسيوية بوجه عام والتوجه وآسيا الوسطى على وجه الخصوص، لتدخل العلاقات مرحلة جديدة من الصداقة والتفاهم، وتمثل نقطة انطلاق حقيقية لتعزيز مسيرة العلاقات بين البلدين.
وتابعت "اليوم، تُستكمل مسيرة تعزيز العلاقات المصرية الاسيوية بزيارة الرئيس شوكت ميرضيائيف للقاهرة، والتي تهدف إلى تعزيز العلاقات على كافة المستويات وتمثل تعزيزا للمسيرة التعاونية بين البلدين، وتعكس الرؤى المتقاربة فيما يتعلق بالرؤية التنموية وإعادة بناء أسس التقدم والتنمية".
وعلى المستوى الاقتصادي فقدت تم توقيع ما يزيد عن 50 مذكرة تفاهم واتفاقية بين الجانبين المصري والأوزبكي كما وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 50 مليون دولار، وهو مبلغ ضخم مقارنة بحجم التبادل في السنوات الماضية إلا أن هذه النسبة تظل ضعيفة بالنظر لمسيرة العلاقات التاريخية بين البلدين ولا ترقى إلى حجم التعاون بين بلدين تتمتعان كل منهما بموارد ثمينة وموقع استراتيجي كل في منطقته، فاوزبكستان قلب اسيا الوسطى ومصر قلب العالم العربي والاسلامي، حسب نورهان أبو الفتوح الباحثة فى الشئون الاقتصادية.
زيارة الرئيس ميرضيائيف.. مخرجات وتفاهمات
وأكدت الباحثة فى العلاقات الدولية، أن كل من مصر وأوزبكستان تشتركان في العديد من القضايا المتشابكة والرؤى المتقاربة التي يأتي على رأسها مكافحة الإرهاب والتغير المناخي وقضايا العالم الإسلامي، لافتا إلى تعاون الطرفين فى إطار منظمة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة شنغهاي للتعاون، ومؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا (CICA).
وأكدت أبو الفتوح، أن سياسة مصر وأوزبكستان الخارجية تقوم على أساس الالتزام بمبادئ ومواثيق المنظمات الدولية والإقليمية والعمل على تحقيق أهدافها في إطار من المشاركة والفاعلية، وتتمثل أهم تلك المبادئ في مبدأ المساواة في السيادة، ومنع استخدام القوة أو التهديد بها في العلاقات الدولية وفض المنازعات بالطرق السلمية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وكذلك العمل على تنفيذ أهداف الأمم المتحدة، وبخاصة حفظ السلم والأمن الدوليين، وتنمية العلاقات الودية بين الشعوب، وتحقيق التعاون الدولي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
وترى الباحثة فى الشئون الدولية، أن توقيع العديد من الاتفاقيات بين البلدين يُظهر رؤية كل من مصر وأوزبكستان المشتركة في ضرورة حل جميع النزاعات والخلافات بالمفاوضات السياسية والمبادرات السلمية والوساطة فى إطار المعاهدات الدولية وميثاق هيئة الأمم المتحدة، وغيرها من الملفات التي يمكن أن تفتح آفاقًا أرحب للعلاقات وهو ما تجلى في القضايا التي جاءت على رأس أولويات المشاورات بين الرئيس شوكت ميرضيائيف والرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأشارت الباحثة فى الشئون السياسية، إلى أنه تم توقيع نحو 8 مذكرات تفاهم في مختلف المجالات تشمل التعليم والتجارة والصناعة والزراعة والسياحة، وهو ما يمثل قوة دافعة للتعاون في تلك المجالات وفتح أسواق جديدة لزيادة معدلات النمو التجاري والسياحي بتعزيز الحركة الوافدة في ظل ما تمثله الوجهات السياحية فى مصر وأوزبكستان من فرصة ذهبية لتبادل الزيارات والرحلات السياحية بين البلدين.
ولفتت أبو الفتوح، أنه تم توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بجمهورية مصر العربية، ووكالة الترويج الاستثماري بوزارة الاستثمار والصناعة والتجارة بجمهورية أوزبكستان.