مبادرات إماراتية تلهم العالم في مجال حقوق الإنسان
إشادات محلية وعالمية تتوج إنجازات ومبادرات دولة الإمارات الرائدة في دعم حقوق الإنسان على الصعيدين الوطني والدولي، والتي صدرت من عدد من الخبراء الدوليين في هذا المجال خلال ندوة رفيعة المستوى عُقدت مساء أمس الثلاثاء عبر تقنية الاتصال المرئي من جنيف.
تأتي هذه الندوة بمناسبة إطلاق تقرير الظل عن حقوق الإنسان في الإمارات؛ تمهيدا لمراجعة التقرير الرسمي لدولة الإمارات الذي ستقدمه رسميا إلى مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في مايو المقبل.
ويعد تقرير الظل، هو الذي تعده جهات غير حكومية تعقيبًا على التقرير الرسمي الذي تقدمه كل دولة عضو في المجلس، دوريًا بمعدل مرة كل 4 أعوام تقريبًا، لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.
وقبل عرض التقرير الرسمي، الذي تتحدث فيه كل دولة عن ملف حقوق الإنسان فيها، تتقدم الجهات الرسمية الراغبة في ذلك بعرض تقريرها عن تطور هذه الوضعية والمسألة، في ما يُعرف بتقرير الظل، أي التقرير الموازي للتقرير الرسمي للدول المعنية.
وقد شاركت أكثر من 13 منظمة حقوقية عربية وأوروبية ودولية، و17 خبيرًا من حول العالم في وضع هذا التقرير، الذي يعد أقرب للقراءة المستقلة في الورقة الرسمية التي ستقدمها دولة الإمارات قريبا.
وتتزامن الإشادة مع إنجازات ومبادرات إماراتية تبرز جهود الدولة الخليجية الرائدة والملهمة في دعم حقوق الإنسان على الصعيدين الوطني والدولي، تتويجا لجهود دولة الإمارات بنشر التسامح والأخوة الإنسانية، افتتح في أبوظبي، 16 فبراير الجاري، بيت العائلة الإبراهيمية الذي يضم كنيسة ومسجدًا وكنيسًا.
ويعد "بيت العائلة الإبراهيمية" الذي يجمع الديانات السماوية الرئيسية الثلاث تحت سقف صرح واحد، ترجمة على أرض الواقع لأهداف وثيقة "الأخوة الإنسانية" التاريخية التي وقعها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي فبراير 2019، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
ويجسد هذا البيت رسالة الإمارات للإنسانية بأهمية التعايش والأخوة بين الجميع، بغض النظر عن الأديان والمعتقدات واللغات والجنسيات.
وبافتتاحها هذا البيت، تكون الإمارات قد أهدت العالم معلما حضاريا ومركزا للحوار والتفاهم بين الأديان، وفضاءً ملهما للتثقيف، ومنارة للتفاهم المتبادل والتعايش بين أبناء الديانات، ووجهة للتعلم والحوار والتعارف، وواحة تجمع الإخوة في الإنسانية نحو مستقبل يسوده السلام والوئام والمحبة.
تلك الأهداف جسدتها دولة الإمارات على أرض الواقع، من خلال احتضانها أكثر من 200 جنسية يمارسون معتقداتهم بحرية تامة، من خلال دور العبادة المنتشرة في البلاد المخصصة لهم، من بينها كنائس للمسيحيين ومعبدان هندوسيان وكنيس يهودي ومعبد للسيخ ودير بوذي.
وتوجد في دولة الإمارات العربية المتحدة 76 كنيسة ودار عبادة للديانات والعقائد المختلفة، بعضها تبرعت لها دولة الإمارات بأراضٍ لإقامتها، ما يترجم عراقة قيم التسامح والتعايش السلمي وحرية المعتقد في الدولة.
أيضا جاءت الإشادة بالتزامن مع استضافة الإمارات "القمة العالمية للمرأة 2023"، الثلاثاء والأربعاء، التي تتوج جهودها الرائدة في مناصرة حقوق نساء العالم.
وتقف دولة الإمارات في مقدمة دول العالم المناصرة لحقوق المرأة على المستوى الدولي عبر مبادرات وبرامج نوعية تستهدف دعم وتمكين المرأة، مستندة في ذلك إلى تجربتها المحلية الرائدة التي باتت محل إشادة وتقدير إقليمي ودولي.
جاءت القمة بعد أيام من تعديل وزاري جرى في 7 فبراير الجاري، تم بموجبه رفع عدد وزيرات الإمارات إلى 10، لترفع المرأة الإماراتية نسبة مشاركتها في الحكومة إلى نحو (28%)، لتواصل تبوّء المرتبة الأولى في نسبة مشاركة المرأة العربية في هيئات صنع القرار والمراكز القيادية.
أيضا دولة الإمارات تحقق ريادة إقليمية وعربية في مؤشر نسبة تمثيل المرأة في البرلمان، وذلك بعد صدور قرار المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لعام 2019 برفع نسبة عضوية المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى "50%".
وتبلغ نسبة التمثيل البرلماني للمرأة الإماراتية اليوم 50% من عدد أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، نسبة تعد الأعلى في تاريخ مسيرة الحياة البرلمانية في دولة الإمارات، وعلى مستوى دول المنطقة والعالم، الأمر الذي يرسخ صدارة دولة الإمارات في مسيرة تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها السياسية ومساهمتها في عملية صنع القرار.