ليلة النصف من شعبان.. أهميتها وفضلها وحكم الصيام فيها

تقارير وحوارات

شهر شعبان
شهر شعبان

 

شهر شعبان أحد الأشهر الهجريّة، وهو الشهر الذي يسبق شهر رمضان المبارك، وقد سمّت العرب شهر شعبان بذلك،لأنّهم كانوا يتشعبون، أي يتفرّقون وينتشرون في الأرض بحثًا عن الماء، وقيل ينتشرون للقتال والغارات بعد أن امتنعوا عنها في الأشهر الحرم، وقد وردت روايا تٌفي فضل شهر شعبان وفضل ليلة النصف منه على وجه الخصوص، منها ما يصحّ ومنها ما لا يصح، وفيما يأتي تفصيل الحديث عن فضل هذه الليلة وفضل شهر شعبان بوجهٍ عامٍّ مع بيان صحّة هذه الروايات.


 

ما أهميّة ليلة النصف من شعبان؟
 

وردت رواياتٌ عدَّةٌ تتحدّث عن فضل ليلة النصف من شعبان وخصوصيّتها وفضلها، إلّا أنّ من هذه الروايات ما اعتبره بعض العلماءصحيحًا، ومنها ما ضعَّفوه ولم يأخذوا به، وفيما يأتي بيان ذلك.

أحاديث يُؤخَذ بها في فضل ليلة النّصف من شعبان

من الأحاديث التي جاءت على ذكر فضل ليلة النّصف من شعبان بسندٍ يصحُّ الاحتجاج به، ومن العلماء من قبله ما يأتي:

  • ما رُوِي عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- عن النبي عليه الصلاة والسلام: (يطَّلِعُ اللهُ إلى جميعِ خلقِه ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ، فيَغفِرُ لجميع خلْقِه إلا لمشركٍ، أو مُشاحِنٍ)،والمشاحن هو الذي بينه وبين أخيه المسلم عداوةٌ.
  • ما رُوي عن أبي ثعلبة الخشني -رضي الله عنه- عن النبيّ عليه الصلاة والسلام: (يطَّلِعُ اللهُ إلى عبادِه ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ،فيغفِرُ للمؤمنين، ويُمهِلُ الكافرين، ويدَعُ أهلَ الحقدِ بحقدِهم حتى يدَعوه).
     

ومن العلماء من ذكر أنّ لليلة النصف من شعبان فضلًا فمن السلف من كان يقومها ويزيد فيها من الطاعات، قال ابن تيمية: "وأما ليلة النصف من شعبان ففيها فضل، وكان في السلف من يصلي فيها، لكن الاجتماع فيها لإحيائها في المساجد بدعة".

فضل ليلة النصف من شعبان

ورد في فضل ليلة النصف من شعبان أحاديث عدة، من هذه الأحاديث ما كان ضعيفًا لا يعتد أو يحتج به، ومنها ما كان صالحًا للاحتجاج بة، ومما يحتج به من تلك الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام:

  • (إذا كان ليلةُ النصفِ من شعبانَ اطَّلَعَ اللهُ إلى خلْقِه، فيغفرُ للمؤمنينَ، ويُملي للكافرينَ، ويدعُ أهلَ الحِقْدِ بحقدِهم حتى يدَعوه)،
  • وفي حديث آخر قوله عليه الصلاة والسلام: (إنَّ اللَّهَ ليطَّلعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلَّا لمشرِك أو مشاحنٍ)،
  • وقال عطاء بن يسار: إنّ ليلة النصف من شعبان هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر، حيث يتنزل فيها رب العزة إلى السماء الدنيا، فيغفر لجميع العباد إلا من كان مشركًا أو قطاعًا لرحمه أو مشاجرًا، وعلى هذا ينبغي على المسلم أن يحرص على أن يطيع ربه بما يؤهله لنيل مغفرة من ربه، وألا يرتكب الذنوب والمعاصي التي تحجبه عن مغفرة ربه، ومن هذه الذنوب الشرك، والشحناء، والبغضاء بين المسلمين.


 

حكم قيام ليلة النّصف من شعبان

ذهب بعض العلماء إلى تعظيم ليلة النصف من شعبان، والاستزادة فيها من الطاعات، والإكثار من القربات، بما فيها قيام الليل، ومنهم منذهب إلى عدم جواز تخصيص ليلة النصف من شعبان بالقيام لذاتها،لعدم ثبوت ذلك بحديثٍ صحيحٍ عن النبيّ عليه الصلاة والسلام، مايجعل تخصيص ليلة النصف من شعبان لذاتها بالقيام من قبيل البدعة، أمّا إن قام المسلم ليلة النصف من شعبان بقصد العبادة بوجهٍ عامٍّدون اعتقاد فضلٍ لهذه الليلة أو تخصيصٍ لها، فذلك جائزٌ لا حرج فيه.


 

شهر شعبان

حكم صيام النصف الثاني من شعبان

ورد النهي عن النبي -عليه الصلاة والسلام- عن البدء في صيام شعبان من منتصفه، وكذلك لا يجوز صيام آخر الشهر من بابٍ أولى،ويخرج من النهي من كانت عادته صيام يومي الاثنين والخميس، أو صيام يومٍ وإفطار يومٍ، ولا حرج من البدء بالصيام من الثالث عشر أوالرابع عشر أو الخامس عشر من الشهر، فبذلك يتحقّق أكثر من نصف الشهر، أي أنّه لا حرج أيضًا من صيام كلّ الشهر أو أكثره.