حكم العمل قبل صلاة الجمعة
يٌعد يوم الجمعة يوم مبارك، وهو من أفضل الأيّام، ففيه يجتمع المسلمون في صلاة الجمعة، ويستمعون إلى الخطبة، ويأدّون الصّلاة، ويأخذون أجرها بإذن الله، ويكثر المسلمين من الدّعاء في يوم الجمعة ما بين صلاة العصر وصلاة المغرب، وذلك لما ورد عنها بأنّها ساعة استجابة، وفي هذا التقرير نوضح لكم حكم صلاة يوم الجمعة بالتفصيل.
حكم صلاة يوم الجمعة:
تُعد صلاة الجمعة فرض عين على كلِّ مسلم، ولا يصح لمسلم ترك صلاة الجمعة إلا لعذرٍ كمرض أو سفر، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِى لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ"، وقال النبى صلى الله عليه وسلم: "رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ"، وقال صلى الله عليه وسلم: "الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِى جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ".
وأضاف المركز فى فتواه: "ترك صلاة الجمعة إثم كبير ما دام بغير عذرٍ يمنعه من أدائها، وقد ورد فى تركها وعيد شديد كما فى الحديث الشريف: "مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ"، وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: "لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ".
حكم العمل يوم الجمعة قبل صلاة يوم الجمعة:
يُعد العمل يوم الجمعة قبل الصلاة مباح، وإنما المحرم هو العمل بعد نداء الجمعة حين يقعد الخطيب على المنبر، لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ"، ويستثنى من هذا أصحاب الأعذار الذين يباح لهم التخلف عن صلاة الجماعة، كالمسافرين أو من لا تجب في حقهم أصلًا.
أما العمل أثناء تأدية صلاة الجمعة مما يمنع المسلم من أداء صلاة الجمعة، فلا شك في تحريم ذلك، إلا أن يكون المرء مضطرًا لهذا العمل الذي يمنعه من صلاة الجمعة بحيث لا يجد سواه، ولا يستطيع أن يقوت نفسه ومن يعول إلا به.
ولا يجوز لأحد أن يجبر مسلمًا على العمل بعد نداء الجمعة ما لم تقتض الضرورة ذلك.
وبهذا يعلم أن الجمعة إذا كانت قائمة في بلد، ولا يمنع الناس من صلاتها وإقامة شعائر دينهم، فلا مانع من العيش فيه، وأما إذا عجزوا عن إقامة شعائرهم في بلد، فالواجب عليهم الهجرة إلى بلد يستطيعون فيه ذلك.
سنن يوم الجمعة:
ذكرت دار الإفتاء المصرية 8 سنن يستحب فعلها يوم الجمعة وهى: "الاغتسال، والتطيب، قراءة سورة الكهف، تحرى ساعة الإجابة، لبس أحسن الثياب، كثرة الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم، التبكير إلى المسجد، التسوك".