رآي دار الإفتاء المصرية عن صيام ليلة الإسراء والمعراج
يعمل الكثير من المسلمين على إغتنام الفرص و جميع المناسبات الدينية لكثرة الطاعات والعمل على التقرب من الله،و ذلك بكثرة الدعاء والصلاة والاذكار و الصوم في مثل هذه المناسبات،و هنا تسائل البعض عن حكم الصوم في يوم الإسراء والمعراج.
الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية قال "هذا فضل الله سبحانه وتعالى أعطاه لنبيه ولا مانع من الصيام، وإن لم يرد عن النبى صلى الله عليه وسلم، ولكن عندما يحدث الله لنبينا فضيلة لك أن تحتفل بهذه الفضيلة كما شئت سواء بصدقة أو إحيائها في المساجد، أو أخذ المواقف التربوية والوعظية مما حدث بأن تصوم".
كما أضاف عويضة: "للإنسان أن يصم صبيحة الإسراء والمعراج ابتهاجا واحتفاء بما ورد وحدث للنبى صلى الله عليه وسلم من كرامات ومعجزات ومواقف انتفعت بها الأمة كالتخفيف فى فرضية الصلاة وما رأى من مشاهد بها مواعظ وتربية للإنسان".
حكم الإحتفال بليلة الإسراء والمعراج
الإسراء والمعراج من آيات الله العظيمة الدالة على صدق رسوله محمد ﷺ، وعلى عظم منزلته عند الله، كما أنها من الدلائل على قدرة الله الباهرة، وعلى علوه على جميع خلقه، قال الله: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَاحَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الإسراء:1]
وتواتر عن رسول الله ﷺ أنه عرج به إلى السماء، وفتحت له أبوابها حتى جاوز السماء السابعة، فكلمه ربه سبحانه بما أراد، وفرض عليه الصلوات الخمس، وكان الله سبحانه فرضها أولا خمسين صلاة، فلم يزل نبينا محمد ﷺ يراجعه ويسأله التخفيف، حتى جعلها خمسًا، فهي خمس في الفرض، وخمسون في الأجر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فلله الحمد والشكر على جميع نعمه.
- ليلة الإسراء والمعراج، لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها لا في رجب ولا غيره، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبيﷺ عند أهل العلم بالحديث، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها، ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء منالعبادات، ولم يجز لهم أن يحتفلوا بها، لأن النبي ﷺ وأصحابه لم يحتفلوا بها، ولم يخصوها بشيء.
- ولو وقع شيء من ذلك لعرف واشتهر، ولنقله الصحابة إلينا، فقد نقلوا عن نبيهم ﷺ كل شيء تحتاجه الأمة، ولم يفرطوا في شيءمن الدين، بل هم السابقون إلى كل خير، فلو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعًا لكانوا أسبق الناس إليه، والنبي ﷺ هو أنصح الناس للناس، وقد بلغ الرسل غاية البلاغ، وأدى الأمانة فلو كان تعظيم هذه الليلة والاحتفال بها من دين الله لم يغفله النبي ﷺ ولم يكتمه،فلما لم يقع شيء من ذلك، علم أن الاحتفال بها، وتعظيمها ليس من الإسلام في شيء وقد أكمل الله لهذه الأمة دينها، وأتم عليهاالنعمة، وأنكر على من شرع في الدين ما لم يأذن به الله، وقال في كتابه المبين من سورة المائدة: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُعَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة:3]