تعرف على حكم صلاة الجمعة وأحكام الصلاة للرجال والنساء
أنعم الله على المسلمين بيوم الجمعة وهو خير يوم طلعت فيه الشمس فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها وفيه تقام الساعة وصلاة الجمعة فرض على كل مسلم، فما حكم ترك صلاة الجمعة، وهو من الأمور التي يبحث عنها الكثيرون ممن يعرفون فضل صلاة الجمعة، ويدركون المغزى من حرص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على صلاة الجمعة ونهيه عن تركها، خاصة وأن الأمر بها ورد نصًا صريحًا بالقرآن الكريم، بقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ»، إلا أن هناك البعض ينشغلون بالعمل عنها فوجب معرفة حكم تركها وأحكام الصلاة.
حكم صلاة الجمعة
هل صلاة الجمعة فرض، ورد في كتب السنه أن صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم، ولا يصح تركها إلا لعذرٍ كمرض أو سفر، فأما من كان في ديار غير المسلمين، فإنه لا تجب عليه الجمعة ما دام فى ديار غير المسلمين فهذا ما عليه جمهور الفقهاء وإن كان الأولى أن يصليها إذا استطاع فإذا لم يستطع فإن له أن يصليها ظهرًا ولا يكون آثمًا.
هل صلاة الجمعة فرض على النساء
وورد في كتب السنه أن صلاة الجمعة فرض على الرجال دون النساء، ولكن إن ذهبت المرأة إلى المسجد وصلت الجمعة فلا مانع وإذا صلتها ظهرًا فلا مانع من ذلك، ويمكن أن تعوض النساء صلاة الجماعة من خلال أن تصلي المرأة في بيتها لان الصلاة في بيتها أفضل بكثير من صلاتها في المسجد، فلتلتزم الصلاة في البيت، فيما أن "صلاة الجماعة للرجال في المسجد أفضل من المنزل،
وفي الحديث القدسي: "جاء أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تحرموا إماء الله بيوت الله"، أي أنه إذا أرادت المرأة الذهاب للمسجد للصلاة في مصلى السيدات فلا بأس فلتذهب وتحضر دروس العلم وحلقات تحفيظ القرآن.
كيف تعوض النساء صلاة الجماعة؟
يجوز للمرأة أن تصلي بالمنزل ومعها بنات للحصول على ثواب الجماعة حتى يتعلم بناتها الصلاة والمواظبة عليها، كما أنه بالنسبة للزوج فصلاته مع زوجته وأبنائه بالمنزل تعطيه نفس ثواب صلاة الجماعة بالمسجد مع الرجال، فليصل معهم ولكن ليس كل يوم، فيجوز فعل ذلك على فترات متفاوتة".
حكم ترك صلاة الجمعة بسبب العمل
أوضحت كتب السنه أن صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم، ولا يصح تركها إلا لعذرٍ كمرض أو سفر، ومن يترك صلاة الجمعة يأثم إثم كبير ما دام بغير عذرٍ يمنعه من أدائها، وقد ورد في تركها وعيد شديد كما جاء في الحديث الشريف: «مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ» [رواه: النسائي].
. وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» [رواه: مسلم].
حكم ترك صلاة الجمعة بسبب النوم
حكم ترك صلاة الجمعة بسبب النوم، فورد أنه لا إثم على فاتته صلاة الجمعة بسبب غلبة النوم، ويجب عليه أن يصلي الظهر 4 ركعات بعد استيقاظه، لقول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ»، وفي رواية أبي داود: «عن النائم حتى يستيقظ، وعن المبتلى حتى يبرأ، وعن الصبي حتى يكبر». رواه أصحاب السنن وهذه رواية أبي داود.
. وقَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الشريف: «أَمَا لَكُمْ فِيَّ أُسْوَةٌ ؟! ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ الْأُخْرَى، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَلْيُصَلِّهَا حِينَ يَنْتَبِهُ لَهَا، فَإِذَا كَانَ الْغَدُ فَلْيُصَلِّهَا عِنْدَ وَقْتِهَا..» رواه البخاري، ومسلم، عن أبي قتادة رضي الله عنه.
حكم تارك صلاة الجمعة
وتارك صلاة الجمعة إذا كان معذورًا يعني: غلبه النوم، فلا بأس، مثل ما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من نام عن الصلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها»، وقد وقع للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مرات في السفر، ناموا عن الصلاة فلما استيقظوا قضوا، ولكن مع الحيطة، بحيث يجعل ساعة يوكدها على وقت الصلاة، أو بعض أهله يوقظونه، ولا يسهر بل يبكر بالنوم، يعني عليه أن يتعاطى الأسباب التي تعينه على القيام، فإذا غلب ولم تنفع الأسباب فـ تارك صلاة الجمعة معذور.
حكم من ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات
ومن ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات عمدًا، وبغير عذر، يطبع الله على قلبه، لما جاء في سُنن الترمذي، بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-قال: « مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ»، كما أن الإمام مالك قال من ترك صلاة الجمعة 3 مرات دون عذر ترد شهادته.
هل تارك صلاة الجمعة مرتين متتاليتين يخرج عن الملة
ورد أنه من ترك صلاة الجمعة لأكثر من مرة، فإنه بذلك بدأ يرتكب آثامًا ومعاصي، وهي علامة من العلامات السيئة، فمن ترك صلاتين من صلاة الجمعة، أي لأسبوعين، فهذا الأمر لا يجعله يخرج من ملة الإسلام، حيث إن خروج المسلم عن الملة صعب، وقد ذهب الإمام مالك إلى أن من ترك ثلاث صلوات للجمع متتالية، بغير عذر، أو بعذر غير مقبول كالنوم بسبب السهر بالليل للعب، فإنه تُرد شهادته، بمعنى أنه لا يقبل القاضي شهادته في المحكمة، بما يدل على حالة النقص.
عقوبة من ترك صلاة الجمعة
وصلاة الجمعة فرض عين على كلِّ مسلم، وأنه لا يصح لمسلم ترك صلاة الجمعة إلا لعذرٍ كمرض أو سفر، لقول الله تعالى «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» (الجمعة:9)، وكذلك ما رواه الإمام النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ»، متابعًا قوله صلى الله عليه وسلم: "الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ ". [رواه: أبو داود].
حكم إدراك الإمام في التشهد الأخير من صلاة الجمعة
ومن تأخر عن صلاة الجمعة عامدا متعمدا فقد أثم وعليه الاستغفار والتوبة، أما إذا كان نائما واستيقظ متأخرا فليس عليه حرج أو إثم، وإذا لحق المصلي الإمام في الركوع أو قبل الركوع فقد أدرك ركعة واحدة فيكمل صلاته بركعة واحدة بعد تسليم الإمام أما إذا أدرك الإمام في الركعة الأخيرة وبعد قيامه من الركوع فعليه أن يكمل صلاته ظهرا أربع ركعات.
متى تسقط صلاة الجمعة
ورغم أنّ صلاة الجمعة واجبةٌ في الكتاب والسُنّة وإجماع الفقهاء، هنالك بعض الحالات التي تسقط فيها صلاة الجمعة ومنها:
- لا تجب صلاة الجمعة على المُسافر: وإن صَلاَّها صحّت منه.
-لا جمعة على المريض الذي لا يستطيع شهودها: لخوفٍ من تأخير برءٍ، أو زيادةٍ في المرض، أو عجزٍ عن الإتيان بأركانها، أو لتعذّر القيام بها مع الجماعة لأي سببٍ كان.
-إن خَشِيَ المُصلِّي على نفسه من عدوٍ أو سيلٍ أو حريقٍ.
ماذا يفعل من أدرك صلاة الجمعة وفاتته الخطبة؟
ومن فاتته خطبة الجمعة، فاته خير كثير وفضل عظيم، كما روى أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا.