"الفجر" يحاور صاحب القدم المبتورة.. و يروي تفاصيل إنقاذ ضحايا الزلزال في سوريا
شاب في العقد الثالث من عمره يرتدي زي فريق الإنقاذ وخوذة بيضاء ويجلس على مقعد من الحديد وسط هدم المنازل التي هدمها الزلازل في سوريا، وقد ترك بجواره الاسيلكي ونزع جهاز الطرف الصناعي ليكشف عن قدمه المبتوره، ليعطي درسًا في العزيمة والصمود.
أقتربنا لنتعرف على صاحب الصورة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، لنجد الشاب حسن الطلفاح، البالغ من العمر ٢٩ عام، أب لديه ثلاث أطفال أولهم مقداد البالغ من العمر ٧ سنوات وآلاء بنت الخمس سنوات، وغزل والتي لم تتجاوز الشهرين.
بدء حديثه معنا بتحية للشعب المصري، وأنه ليس من ضمن فريق البحث والإنقاذ، لكنه يعمل ضمن فريق
إزالة مخلفات الحرب والتي تعرض لها الشعب السوري على مدار السنوات الماضية.
وتابع "الطلفاح" حديثه مع الفجر قائلا:" كان لا بد أن أساعد فريق البحث والانقاذ في الوضع الراهن لأهالي سوريا، فحاجه الشعب السوري للمساعدة هو الدافع الأساسي للمشاركة في العمل ضمن فريق البحث والإنقاذ، ورغم أن كانت يتردد سؤال هذا ليس من تخصصك ولكني أساعد الشعب السوري ولا يجب أن اتهاون في ذالك خاصة واني ضمن فريق الدفاع المدني وارتدي الخوذة البيضاء وطالما انا انتمي لها لن اتهاون في تقديم المساعدة خاصة وان لدي خبرة مع فريق البحث والانقاذ منذ سنوات، في فترة القصف من قبل النظام فكان هناك دورات مستمرة يخضع لها الدفاع المدني لكيفية البحث والانقاذ.
كيف فقد "الطلفاح" قدمه
كانت منذ ٩ سنوات تحديدًا في ٢٠١٤، حيث كنت ضمن فريق عمل الدفاع المدني، وكنت أعمل في إزالة القنابل الغير منفجرة وإزالة القنابل العنقودية، إنفجرت قنبلة عنقودية أدت إلي بتر قدمي اليسري، ولكن ذالك لم يعيق عملي فالطالما أنتمي للدفاع المدني لن انتهاون في تقديم المساعدة للشعب السوري.
وأستكمل "الطلفاح" قائلا: الإعاقة لن تمنع من الإنسانية فحاجة شعبي للمساعدة تدفعني لتقديمها"، بالتأكيد الإعاقة تسبب لي الإرهاق أكثر من زملائي ولكنها لم تمنعني من واجبي.
أستخراج الأحياء يمحي تعب العمل لساعات
أكد شاب حسن الطلفاح، أن العمل لساعات طويلة والتعب في البحث عن ضحايا الزلزال؛ كأنه لم يكن مع إستخراج أهالينا من تحت الركام.
وعن أصعب بحث وتنقيب قال: لن أنسي تلك المرة التي أستمر البحث لمدة ٦ ساعات دون فائدة خاصة وأننا نبحث دون معدات أو الآليات فقط نبحث عن صوت الضحايا تحت الركام، مستكملا بعد ٦ ساعات من العمل قمنا باستخراج سيدة وطفلتها فكانت مكافأة التعب طول اليوم حينما رأيناهم أحياء.
وأشار إلي أن فريق البحث والإنقاذ كان بفتقد الرافعات العمودية وكنا نعتمد على الطرق البسيطة، بأن يكون هناك اصدار اي صوت الشخص الموجود تحت الانقاض أو من خلال الفجوات الموجودة في وسط الانقاض ونقوم بتفتيت الصخور للوصول لأي مصدر صوت يدل على وجود شخص حي ولكن الآن تم إمداد سوريا ببعض المعدات التي ساعدتنا في عملنا.
لدي إصابة تصعب العمل وليس لدي إعاقة لأن الإعاقة تكون عقليًا أو نفسيًا
حركتي أصعب من زملائي ولكن الإصابة غير الإعاقة، الإصابة تصعب العمل لكن الإعاقة تكون في العقل والنفس وليس في العمل
ولكن كل تعبي يهون بأني كنت سبب في إنقاذ روح واحدة من الموت.
انسي كل تعبي مقابل روح تعود للحياة أستخرجنا أسرة بالكامل
وصف حالة الفرحة التي عمت فريق الإنقاذ، حينما فقد الفريق الأمل في أستخراج الضحايا من تحت الأنقاض في اليوم الثاني من وقوع الزلزال، ولكن قمنا بإستخراج أسرة بالكامل مكونة من أب وأم وثلاث أطفال صغار.