ليلية الإسراء والمعراج.. هدية ربانية للقلوب المنكسرة
أقترب موعد ليلة الإسراء والمعراج المباركة، والتي توافق يوم 27 رجب، والتي تبدأ من مغرب يوم الجمعة الموافق 17 فبراير إلى فجر يوم السبت الموافق 18 من الشهر ذاته، حسب ما أوضحت دار الإفتاء المصرية.
جبر القلوب على الطريقة الربانية
وهي الرحلة التي جبر بها خاطر النبي محمد على الصلاه والسلام، عقب ما ناله من أهل الطائف الذين لم يكتفوا برفض دعوته إلى الأسلام وتكذيبه فحسب، ولكن تعمدوا الإساءة له والأستهزاء بما يقوله، فكان لإفعالهم واقع أشبه بانفطار القلوب في نفس سيدنا محمد الطاهرة، إلى أن جاءت ليلة الإسراء والمعراج جبرا ودعما وتسكينا لفؤاده من الله عز وجل، وذلك من خلال بيان مكانته الشريفه لدى رب العالمين، وإطالعه على علم الغيب الذي لا يعلمه الا الله.
فكانت معجزة إلهية لتكريم وتشريف الرسول عليه الصلاه والسلام، واستهلت الرحلة من الإسراء من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى، كما ورد في الأية الكريمة ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ سورة الإسراء أيه (1)، ثم عرج الرسول من المسجد الأقصى إلى السماء السابعة على البراق.
وصف البراق
وقيل في وصف البراق الذي حمل النبي النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى ثم عرج به إلى السماء العلى، في الصحيحين، فروى البخاري (3207)، ومسلم (162)، واللفظ لمسلم، عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ، طَوِيلٌ، فَوْقَ الْحِمَارِ، وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ".
وفي شرح الحديث أن الدابة بيضاء الله، أكبر من الحمار، وأصغر من البغل، ويضع قدمه عند مد بصره للتأكيد على سرعته الفائقة.
أشهر الأحاديث التي ورد ليلة الإسراء والمعراج
أما عن الأحاديث النبوية الشريفة الأشهر التي جاءت عن ليلة الإسراء والمعراج، منها ما ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «لَمَّا كَذَّبَتْنِى قُرَيْشٌ قُمْتُ في الْحِجْرِ فَجَلاَ اللهُ لي بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ»، هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.
وعن الشيخين البخاري ومسلم -وزيادة بـ "مسند" البزار- أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، فَرَكِبْتُهُ، فَسَارَ بِي حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الأَنْبِيَاءُ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجْتُ، فَجَاءَني جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ. فَقَالَ جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم: اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. قيل: مرحبًا به وأهلًا، حيَّاه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء، فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِآدَمَ فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ عليه السلام..» إلى ما انتهى إليه الحديث، فقد ذكرت فيه القصة بإجاز، وقد تكررت فيه كلمات الاستفتاح والترحيب في كل سماء.