الإسراء والمعراج.. معلومات عن رحلة أمام المرسلين وخير رسل الله أجمعين
أنعم الله سبحانه وتعالى على النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم بمكانه لم يحصل عليها أحدًا من قبل من أهل الأرض من الأنبياء والمرسلين حيث صعد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماوات السبع وشاهد رب العزة والأنبياء والمرسلين والجنة والنار وتحدث مع الأمين جبريل وفرضت الصلاة على أمه.
لقاء النبي بالأنبياء في السماء
روى البخاري في صحيحه حديث الإسراء والمعراج عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(فانطلقتُ مع جبريل حتى أتينا السماء الدنيا، قيل: من هذا؟ قال جبريل، قيل: من معك؟ قيل: محمد، قيل: وقد أُرسِلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا ولنِعمَ المجيء جاء، فأتيتُ على آدم فسلمتُ عليه، فقال: مرحبًا بك من ابن ونبيٍّ،
. فأتينا السماء الثانيةَ،قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: من معك؟ قال محمد صلى الله عليه وسلم، قيل: أُرسِلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به ولنِعمَ المجيء جاء، فأتيت على عيسى ويحيى فقالا: مرحبًا بك من أخٍ ونبيٍّ،
. فأتينا السماءَ الثالثةَ، قيل: من هذا؟ قيل: جبريل، قيل: من معك؟ قيل: محمد، قيل: وقد أُرسِلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به ولنِعمَ المجيء جاء، فأتيتُ على يوسف فسلمتُ عليه، قال: مرحبا بك من أخٍ ونبيٍّ.
. فأتينا السماء الخامسةَ، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قيل: محمدٌ، قيل: وقد أُرسِلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به ولنِعمَ المجيء جاء، فأتينا على هارون فسلمتُ عليه، فقال: مرحبًا بك من أخٍ ونبيٍّ.
. فأتينا على السماء السادسةَ، قيل: من هذا؟ قيل: جبريل، قيل: من معك؟ قيل: محمدٌ صلى الله عليه وسلم، قيل: وقد أُرسِلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به ولنِعمَ المجيءُ جاء، فأتيتُ على موسى فسلمتُ عليه، فقال: مرحبًا بك من أخٍ ونبيٍّ، فلما جاوزتُ بكى، فقيل: ما أبكاك؟ قال: يا ربِّ هذا الغلام الذي بُعِثَ بعدي، يدخل الجنة من أمته أفضل مما يدخُلُ من أمتي.
. فأتينا السماء السابعةَ، قيل: من هذا؟ قيل: جبريل، قيل: من معك؟ قيل: محمدٌ، قيل: وقد أُرسِلَ إليه؟ مرحبًا به ونِعمَ المجيءُ جاء، وتوقف جبريل ولم يصعد مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم أهنا يترك الخليل خليله قفال له لو تقدمت لاحترقت ولا تقدمت أنت لاخترقت، فأتيتُ على إبراهيم فسلمتُ عليه، فقال: مرحبًا بك من ابنٍ ونبيٍّ..).
. وفي رواية مسلم: (ثم عُرِجَ بالنبي صلى الله عليه وسلم بصحبة جبريل إلى السماء الدنيا، فاستفتح جبريل، فسُئِل عمن معه؟ فأخبر أنه محمد صلى الله عليه وسلم، ففُتح لهما.. وهكذا سماء بعد سماء، حتى انتهيا إلى السماء السابعة، فلقيا في السماء الأولى آدم عليه السلام، وفي الثانية يحيى وعيسى عليهما السلام، وفي الثالثة يوسف عليه السلام، وفي الرابعة إدريس عليه السلام، وفي الخامسة هارون عليه السلام، وفي السادسة موسى عليه السلام، وفي السابعة إبراهيم عليه السلام.
محمد إمامًا الأنبياء والمرسلين
وثبت في السُنَّة الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى بالأنبياء عليهم السلام إمامًا في رحلة الإسراء والمعراج عند بيت المقدس، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وقد رَأَيْتُنِي في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضرْبٌ جعد كأنه من رجال شنوءة (قبيلة مشهورة من صفاتهم أنهم شداد طوال القامة)، وإذا عيسى ابن مريم عليه السلام قائم يصلي أقرب الناس به شبهًا عروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم ـ يعني الرسول محمد نفسه ـ، فحانت الصلاة فأممتهم) رواه مسلم.
. وقد اختلف العلماء هل كانت تلك الصلاة قبل عروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء أم بعد أن هبط منها، والراجح: قبل عروجه إلى السماء، قال ابن حجر: "قال عياض: يحتمل أن يكون صلَّى بالأنبياء جميعًا في بيت المقدس، ثم صعد منه إلى السماوات.. ويُحتمل أن تكون صلاته بهم بعد أن هبط من السماء فهبطوا أيضًا.. والأظهر: أن صلاته بهم ببيت المقدس كان قبل العروج.
. وقال: " قال (البيهقي): وصلاتهم في أوقات مختلفة وفي أماكن مختلفة لا يرده العقل، وقد ثبت به النقل، فدلَّ ذلك على حياتهم. قلت: وإذا ثبت أنهم أحياء من حيث النقل، فإنه يقويه من حيث النظر كون الشهداء أحياء بنص القرآن، والأنبياء أفضل من الشهداء".
. والدليل على حياة الأنبياء هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله حرم على الأرضِ أن تأكل جسد الأنبياء، حينما سأله أحد الصحابة كيف ترد علينا السلام وقد متِ.
موقف قريش وأصحاب الرسول بعد أن أخبرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالرحلة
أمّا موقف قريش من رحلة الإسراء والمعراج فقد تمثَّل في فرعون هذه الأمة
. أبو جهل الذي جلس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد رحلة الإسراء ورأى انشغال بال النبي الكريم فطلب منه إخباره الخبر، فحدثه النبي صلى الله عليه وسلم برحلة الإسراء دون المعراج كون ما يهم هو إقامة الحجة والدليل عليهم أما المعراج فهو أمر غيبيٌّ لا يؤمن بالغيب إلا من نطق بالشهادتيْن وآمن إيمانًا حقًّا بالله ورسوله، وعندما اُخبر أبو جهلٍ خبر الرحلة رأى فيها فرصةً سانحةً للسخرية من النبي -صلى الله عليه وسلم- وتأليب الناس عليه، فاقترح أبو جهلٍ على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أن يجمع له قريشًا ليخبرهم خبر تلك الرحلة، وعندما قصَّ عليهم القصص ازداد كفار قريشٍ كفرًا واستهزاءً وسخريةً بما رفضت عقولهم تصديقه على الرغم من تقديم النبي -صلى الله عليه وسلم- للأدلة على صدقه ومنها وصفه الدقيق للمسجد الأقصى والذي يعجز عنه شخصٌ لم يره بأُم عينه كما أخبرهم عن أمر القافلة القادمة إلى مكة وزمن وصولها ووقع الأمر كما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم.
. وارتدّ عددٌ قليلٌ من المؤمنين حديثي العهد بالإسلام وانضموا إلى كفار قريشٍ في رفضهم وتكذيبهم للرحلة التي قام بها النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المسجد الأقصى،وقالوا نحن نقطع هذه المسافة في شهرين شهر للذهاب وشهر للعودة أنت تقطعلها في ليلة واحدة فرفضوا تصديقه.