قد تكون تعرفها لأول مرة.. معلومات حقيقية عن سورة الإسراء
نزلت سورة الإسراء في السنة الحادية عشرة من البعثة المحمدية، قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بسنة وشهرين.
ما سبب تسميتها بهذا الاسم:
وسميت سورة (الإسراء)؛ نظرًا لما ذُكر في فاتحتها من إسراء النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى. كما تسمى سورة (بني إسرائيل)؛ لأنها تحدثت عن إفسادهم في الأرض وعتوهم فيها. كما تسمى سورة (سبحان)؛ لأنها افتتحت بتسبيح الله سبحانه، وذُكر التسبيح فيها في أكثر من آية.
كم عدد آيات سورة الإسراء:
وعدد آياتها أحد عشرة ومائة آية (111)، وقد تميزت آياتها بالطول النسبي، واشتملت على خصائص السور المكية من ناحية، وعلى خصائص السور المدنية من ناحية ثانية؛ لأنها من أواخر ما نزل من السور بمكة، فكانت بمثابة التمهيد للعهد المدني.
أين نزلت سورة الإسراء:
نزلت سورة الإسراء في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويذكر أنها نزلت كاملة في مكة إلا ثماني آيات منها نزلت في المدينة، وأما عن الفترة التي نزلت فيها سورة الإسراء، فكانت من أشدّ الفترات صعوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كانت تسلية لقلبه بعد كل ما أصابه في عام الحزن من أسى فكانت هذه الآيات لتثبيته عليه الصلاة والسلام، هذا وقد نزلت سورة الإسراء بعد سورة القصص وقبل نزول سورة يونس.
سبب نزول سورة الإسراء:
لم يُذكر في سورة الإسراء سببًا لنزولها عامّة، فلم يذكر العلماء المشتغلين بأسباب النزول شيئًا عن نزولها عامة، ومنهم السيوطي والواحدي.
●سبب نزول آية: قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضّر عنكم وقد نزلت هذه الآية بالمشركين عندما أصابهم القحط حتى وصل بهم الأمر إلى أن أكلوا الكلاب والجيف، فلجؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يطلبون منه أن يرفع عنهم هذا العذاب ويدعو لهم الله، فنزلت هذه الآية تأكيدًا وبرهانًا لهم أن الذين زعموا أنهم آلهة لا يملكون أن يرفعون عنهم هذا الجدب ويحولوه إلى خصب أو يقلبون عسرهم يُسرًا أو يحولوا حالهم من السقم إلى المرض، فإنهم لا يملكون لهم نفعًا.
●وسبب نزول آية: وما منعنا أن نرسل بالآيات إلّا أن كذّب بها الأولون نزلت هذه الآية بالقوم الذين طلبوا برهانًا من رسول الله ليصدقوا نبوته، فقالوا له يا محمد إنك تزعم أنه قد كان قبلك رسلًا ومنهم من سخر له ربك الريح، ومنهم من كان يحيي الموتى، فلو أردت أن نصدق أنك رسولٌ من الله مثلهم، فادع ربك أن يجعل الصفا هذا عبارة عن ذهبًا، فأخبر الرسول عليه السلام ربه بما طلبه قومه منه، فقيل له: إن أردت يستأنى بهم ولو أردت نجيبهم إلى ما طلبوا ويكون لهم الصفا ذهبًا، فإن كفروا بعد هذا هلكوا كما أُهلكت الأمم التي سبقتهم فاختار النبي عليه الصلاة والسلام أن يستأنى بهم، وأنزل الله تعالى هذه الآية.
فضائل السورة:
وردت جملة من الأحاديث النبوية التي تبين فضائل هذه السورة، من ذلك:
●ما رواه البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه، أنه قال في بني إسرائيل، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء: (إنهن من العتاق الأول، وهن من تلادي). معناه: من أول ما أخذت من القرآن، شبهه بتلاد المال القديم، ومعناه: أن ذلك كان بمكة.
●عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ -وفي رواية: كان يقرأ كل ليلة- بني إسرائيل والزمر. رواه الترمذي و البيهقي. قال الترمذي: حديث حسن غريب.
●عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهبًا، وأن ينحي الجبال عنهم، فيزدرعوا، فقيل له: إن شئت أن تستأني بهم -يقال: استأنى به: ترفَّق-، وإن شئت أن تؤتيهم الذي سألوا، فإن كفروا أهلكوا، كما أهلكت من قبلهم، قال: لا، بل أستأني بهم، وأنزل الله هذه الآية: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها} (الإسراء:59). وفي رواية: فدعا، فأتاه جبريل عليه السلام، فقال: إن ربك يقرئك السلام، ويقول لك: إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبًا، فمن كفر منهم بعد ذلك عذبته عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة، قال: بل افتح لهم باب التوبة والرحمة.
●وعن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يهبط الله عز وجل آخر ساعة من الليل، فيقول: ألا مستغفر يستغفرني فأغفر له، ألا سائل يسألني فأعطيه، ألا داع يدعوني فأستجيب له، حتى يطلع الفجر، قال: فقال: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} (الإسراء:78).
●عن عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قالا: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، وعلى الكعبة ثلاثمائة وستون صنمًا، قد شدَّ لهم إبليس أقدامها بالرصاص، فجاء ومعه قضيب، فجعل يهوي به إلى كل صنم منها، ليخر لوجهه، فيقول: {جاء الحق وزهق الباطل} (الإسراء:81)، حتى مر عليها كلها. رواه الطبراني في "المعجم الصغير".
●عن معاذ بن أنس الجهني رضي اللّه عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقول: آية العزة -وفي رواية: العز- {وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل} (الإسراء:111) إلى آخر السورة. رواه أحمد والطبراني.