رحلة الإسراء والمعراج... تعرف على كيفية الصلاة قبل وقوع هذه الحادثة
يدور في ذهن الكثير من المسلمين تساؤل حول كيفية الصلاة قبل رحلة الإسراء والمعراج، وهذا ما نوضحه لكم في هذا التقرير.
كيفية الصلاة قبل رحلة الإسراء والمعراج:
عُرفت الصلاة أول عهد النبوة قبل فرضها ليلة الإسراء والمعراج، فالثابت أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه رضي الله عنهم كانوا يصلّون أول الدعوة سرًّا، وإنّما اختُصّت ليلة الإسراء والمعراج بفرض الصلوات الخمس، إذ فُرض قيام الليل أول الأمر، ثمّ فُرضت ركعتين أول النهار وركعتَين آخره كما سيأتي بيانه:
●قيام الليل
كانت الصلاة المعروفة هي صلاة قيام الليل من غير تحديدٍ لعدد الركعات، كما ورد عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت عن سورة المزمّل التي نصّت على قيام الليل: (إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ افترضَ قيامَ اللَّيلِ في أوَّلِ هذِهِ السُّورةِ فقامَ نبيُّ اللَّهِ وأصحابُهُ حولًا حتَّى انتفخَت أقدامُهم وأمسَكَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ خاتمتَها اثنَى عشرَ شَهرًا ثُمَّ أنزلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ التَّخفيفَ في آخرِ هذِهِ السُّورةِ فصارَ قيامُ اللَّيلِ تطوُّعًا بعدَ أن كانَ فريضةً).
●ركعتَين أول النهار وركعتَين آخره
نُسخ فرض قيام الليل على المسلمين ثمّ جُعلت الصلاة عليهم ركعَتَين أوّل النهار وركعَتَين آخره، وذلك تفسير قول الله -تعالى-: (وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ غُروبِها)،[٦] واستدلالًا بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ).
فرضية الصلاة:
فُرضت الصلاة في السماء ليلةِ الإسراء والمعراج في مكة المكرّمة، قبل هجرته صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة المنورة، وكانت في بدايةِ فرضِها خمسين صلاةً، وبقيَ النبيّ عليه الصلاة والسلام.يُراجعُ الله تعالى بناءً على كلامِ موسى عليه السلام له، حتى أصبحت خمسُ صلواتٍ، وتعادل خمسينَ صلاةً بالأجر والثواب، رحمةً وفضلًا من الله تعالى، والخمس هنّ: صلاة الظهر، وصلاة العصر، وصلاة المغرب، وصلاة العشاء، وصلاة الفجر.
الحكمة من فرض الصلاة ليلة الإسراء والمعراج:
فُرضت الصلاة في زمانٍ خاصٍ وكيفيةٍ مخصوصةٍ للعديد من الدلالات والحِكم التي يُذكر منها:
●الدلالة على عِظم شأنها.
●فَرض الله تعالى الصلاة على نبيّه عليه السلام من غير وحيٍ أو واسطة دلالة على أهميتها وفضلها وأنّها صِلةٌ للعبد بربّه.
●فُرضت الصلاة في رحلة الإسراء والمعراج التي جاءت بعدما تكاثرت الأحزان والهموم على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ليدلّ ذلك على أنّ الصلاة سببٌ لإزالة الهموم عن العباد، كما كانت حادثة الإسراء والمعراج سببًا في تسلية النبيّ وتثبيته.