ليلة الإسراء والمعراج تفاصيل الرحلة
أدعية مستحبة في ليلة الإسراء والمعراج
الإسراء والمعراج تعريف الإسراء والمعراج يُعرّف الإسراء بأنّه انتقال النبي عليه الصلاة والسلام مع جبريل عليه السلام ليلًا من البيت الحرام في مكّة المُكرمة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس على دابّةِ البُراق، وأمّا المعراج فهو صُعودهما من بيت المقدس إلى السماوات العُلى، وقد ثبت وقوع هذه الحادثة في القُرآن، والسُنّة وشهادة الصحابة الكرام بذلك، وهي من إكرام الله.
ليلة الإسراء والمعراج غسلت أحزان الحبيب.
هى ليلة غُسلت فيها أحزان الحبيب ﷺ وبعد عام الحزن؛ اللهم كما جعلتها ليلة دخول الفرح والسرور على قلبه الشريف ﷺ بعد أن طال حزنه فَاجعلها ليلة فرح وسرور على أُمته، وأجعلها نهاية لكل حزن وألم يسكُن قلوبنا وبداية لجبر خواطرنا بعد طول انتظار يارب العالمين والاسْراءُ والمِعْراجُ كِلاهُما إكْرامٌ وَإجْلالٌ لِخَيْرِ مَنْ وَطِءَ الثَّرى قَدَماهُ فَما سَرَى أَحَدٌ في الوَرَى مَسْراهُ بَل ازْدانَتْ السَّماواتُ وَتَهَيَّأتْ وَتَزَيَّنَتْ لِسُراهُ صلى الله عَلى سيدِنا محمد
ما توقيت ليلة الإسراء والمعراج
أعلنت دار الإفتاء المصرية فى ليلة السبت المقبل هى ليلة الإسراء والمعراج كما وضحت دار الإفتاء أنه سيتم البدء في التحديد من مغرب يوم الجمعة وتستمر حتى فجر يوم السبت المقبل 18 فبراير الجارى 27 رجب 1444 هجرية.
الإسراء والمعراج رحلة عجائب.
تُعتبر رحلة الإسراء والمعراج أعجب وأغرب الرحلات التي قام بها البشر على الإطلاق، حيث تمثلّت هذه الرحلة بقدرة الله تعالى على الإسراء بالنبي محمد "صلى الله عليه وسلم" من مكة المكرمة إلى المدينة المنورّة، وبعد ذلك عُرج به إلى السماوات العُلا، ثمَّ رجع إلى بيت المقدس، وتنتهي الرحلة بعودة النبي "صلى الله عليه وسلم" إلى مكة المكرمة، وكان ذلك كلّه في فترة زمنية قصيرة تتحدد بجزء قليل من الليل، وبالتالي فقد كانت رحلة الإسراء والمعراج إحدى معجزات النبي محمد "صلى الله عليه وسلم، ولم تكن رحلةُ الإسراء والمعراجِ حدثًا عاديًا؛ بل كانت معجزةً إلهيَّة متكاملةً أيَّدَ الله بها نبيَّهُ محمدًا عليه الصَّلاة والسَّلام، ونَصَر بها دعوتَهُ، وأظهَرهُ على قومِه بدليلٍ جديدٍ ومعجزةٍ عظيمةٍ يعجزُ عنها البَشر، إذ أسرى بهِ من المَسجدِ الحرامِ في مكَّةَ إلى المسجدِ الأقصى في مدينةِ القدس؛ِ لِيُسرِّيَ عنهُ ما لَقيَهُ من أهلِ الطَّائف، ومن آثارِ دعوتِه، وموتِ عمِّهِ وزوجَتِه، ثمَّ عَرَجَ بِهِ إلى السَّماواتِ العُلى، ليريَهُ من آياتِهِ الكبرى، وعن موضِعُ بدايَة الرحلة هناك قولانِ:- أوّلهما أن البداية كانت من المَسجِدِ الحَرامِ،إذ كانَ رسولُ اللهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ نَائِمًا فِي الْحِجْرِ، فَكانَت انطلاقةُ الرِّحلةِ من موضِعه، أما القول الآخر فهو أن بداية الرحلة كانت من بَيْتِ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ.
الرحلة في القرآن الكريم والسنة.
وقد ثبت الإسراء في القرآن الكريم، والأحاديث الصّحيحة المتكاثرة، فأمّا ما جاء في القرآن الكريم فهي سورة كاملة سميت بهذه الرحلة وهي سورة الإسراء، وفيها يقول الله سبحانه وتعالى: (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) وقد أشير فى سورة النجم فى قوله تعالى (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى).
ليلة الإسراء والمعراج بقدوم الثبات ملائكة الكرام
رحلة الإسراء والمعراج يرويها صاحِبُها عليهِ أفضَل الصَّلاةِ وأتمُّ التَّسليمِ بِقدومِ ثلاثةٍ من الملائكةِ الكِرامِ، بينَهم جبريلُ وميكائيلُ، فجعلوا جَسدَ رسولِ اللهِ لِظهرهِ مستقبِلًا الأرضَ وهو نائم، ثمَّ شقُّوا بطنَهُ، فغسَلوا ما كانَ بهِ من غلٍّ بماءِ زمزمَ، ثمَّ ملؤوا قلبَه إيمانًا وحِكمةً، ثمَّ عَرَضَ له لبنًا وخمرًا، فاختارَ الرَّسولُ الكريمُ اللَّبنَ فشَرِبهُ، فبشَّرهُ جبريلُ بالفِطرة، ثمَّ أركبَهُ جبريلُ دابَّةً يُقالُ لها البُراقُ، فانطَلَق بهِ البُراقُ، إلى المسجدِ الأقصى، يسوقُهُ جبريل، فأنزَلَهُ طيبَةَ، فصلَّى بها، وأخبرهُ ما يكونُ من هجرتِه إليها، ثمَّ أنزلَهُ طورَ سيناءَ؛ حيثُ كلَّمَ الله موسى عليهِ السَّلامُ، فصلَّى بهِ، ثمَّ أنزَلهُ بيتَ لحم مولِدَ عيسى عليهِ السَّلامُ، فصلَّى فيها، ثمَّ دنا بهِ إلى بيتِ المقدِسِ فأنزَلهُ بابَ المَسجِدِ، ورَبَطَ البراقَ بالحلقةِ التي كان يربط بها الأنبياءُ، ثمَّ دخلَ المسجد ليَلتقي أنبياءَ الله المبعوثينَ قبلَه، فسلَّموا عليهِ، وصلّى بهم ركعتَين.
الإسراء والمعراج وصعود الصخرة المشرفة.
وقد قاموا بصعودِ الصَّخرة المُشرَّفة؛ إذ سارَ جبريلُ بالرّسول "صلى الله عليه وسلم" إليها، ثمَّ حملَهُ منها على جناحِهِ؛ ليصعَدَ بهِ إلى السَّماءِ الدُّنيا، ويتجلَّى بها بعدَ أن استفتَح واستأذن، فاطَّلعَ الرَّسولُ على بعضِ أحداثِ السَّماءِ الأولى، ثمَّ ارتقى بهِ جبريل إلى السَّماء الثَّانيةِ، فاستفتحَ، فأُذِنَ لهُ، فرأى فيها زكريا وعيسى بن مريمَ عليهم سلام الله جميعًا، ثمَّ ارتقى به جبريلُ إلى السَّماءِ الثَّالثةِ، فرأى فيها يوسف عليه السَّلام، ثمَّ ارتقى به جبريلُ إلى السَّماءِ الرَّابعةِ وفيها إدريسُ، ثمَّ إلى الخامسةِ وفيها هارون، ثمَّ ارتقى بهِ إلى السَّادسةِ وفيها موسى، ثمَّ إلى السّابعة وفيها إبراهيمُ عليهم صلواتُ الله عليهم جميعًا وسلامه، ثمَّ انتهى بهِ جبريلُ إلى سدرةِ المُنتهى وبعدها تقدم جبريل
بالرّسول "صلى الله عليه وسلم" إلى الحِجابِ وفيهِ مُنتهى الخَلق، فاستَلمَهُ مَلَكٌ، وتخلَّفَ عنه جبريل، فارتقى بهِ المَلَكُ حتَّى بَلَغَ العرشَ، فأنطقَهُ اللهُ بالتَّحيَّاتِ، فقال عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام: (التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ وَالصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ) وفيهِ فُرِضت الصَّلاةُ خمسينَ صلاةً على النَّبيِّ وأمَّتِهِ كلَّ يومٍ وليلة ويليه صَحِبهُ جبريلُ فأدخلهُ الجنَّةَ، فرأى من نَعيمها ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت، ثمَّ عرضَ عليهِ النَّارَ، فَنَظَرَ في عذابِها وأغلالِها، ثمَّ أخرجَهُ جبريلُ حتَّى أتيا نبيَّ اللهِ موسى، فأرجَعهُ إلى ربِّهِ يسألهُ التَّخفيفَ على قومه في الصلاة، فخفَّفَ عنهُ عشرًا، ثمَّ أرجَعهُ موسى فسألهُ التَّخفيفَ، فخفَّفَ اللهُ عنهُ عشرًا، ثمَّ لم يَزلْ بينَ ربِّهِ وموسى حتَّى جَعلَها الله خمسَ صلواتٍ في اليومِ واللَّيلَةِ، ثمَّ أرجَعَهُ موسى إلى ربِّهِ يسألهُ التَّخفيف، فأعرَض الرَّسولُ عليه الصَّلاة والسَّلامُ عن ذلكَ؛ استحياءً من الله تعالى وإجلالًا، فناداهُ ربُّه: (إنِّي قد فرضْتُ عليكَ وعلى أمَّتِكَ خَمْسِينَ صَلَاةً، وَالْخَمْسُ بِخَمْسِينَ، وَقَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي) وبعدها عادَ بهِ جبريلُ إلى مضجَعِهِ، وكلُّ ذلِكَ حدث في ليلةٍ واحدةٍ.
ماذا رأى النبي في رحلة المعراج.
من أجمل ما رأى النّبي "صلى الله عليه وسلم" خلال رحلته المباركة نهر الكوثر، وهو النّهر الذي اختصّه الله لنبيّه "صلى الله عليه وسلم" وذلك تكريمًا له، فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أنّ النّبي "صلى الله عليه وسلم" قال: (بينما أنا أسير في الجنّة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدرّ المجوّف، قلت ما هذا يا جبريل، قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربّك، فإذا طينه أو طيبه مسك أذفر) رواه البخاري وقد رأى النّبي - "صلى الله عليه وسلم" - الجنّة وما فيها من النّعيم، وفي المقابل رأى أيضًا بعض أحوال النّاس الذين يعذّبون في نار جهنّم، ومنهم من يقعون في الغيبة، والذين يخوضون في أعراض المسلمين، فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (لما عُرِجَ بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟، قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم النّاس ويقعون في أعراضهم) رواه أبوداود. وقد رأى كذلك "صلى الله عليه وسلم" أقوامًا وقد تقطَّعت ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار، فقال له جبريل عليه السّلام: (هؤلاء خطباء أمّتك من أهل الدّنيا، كانوا يأمرون النّاس بالبرّ وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب، أفلا يعقلون) رواه أحمد وصحّحه الألباني.
ما هى أدعية ليلة الإسراء والمعراج
1-«اللّهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، اللّهم اجعلنا في هذه الليلة من الذين نظرت اليهم وغفرت لهم ورضيت عنهم، اللّهم اجعلنا في هذه الليلة من الذين تُسلّم عليهم الملائكة، واكتبنا فيها ممن وسعت لهم في رزقهم وباركت لهم في عملهم ومالهم وذريتهم يا رحمن»
2-«اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك، عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي».
3-يارب استودعك أدعية فاض بها قلبي فاستجب لي يا لله اللهم لا ترد لنا دعاء ولا تخيب لنا رجاء ولا تسكن أجسادنا داء وادفع عنا كل هم وغم وبلاء واشف مرضانا وارحم موتانا يا رب العالمين».
4-«اللهم إني أسأَلُكَ مِن الخيرِ كلِه عاجلِه وآجلِه ما علِمْتُ منه وما لَمْ أعلَمْ وأعوذ بكَ مِن الشَّرِ كلِه عاجلِه وآجلِه ما علِمْتُ منه وما لَمْ أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ مِن خيرِ ما سأَلكَ عبدُك ونَبيُّكَ وأعوذُ بكَ مِن شَّرِّ ما عاذ به عبدُك ونَبيُّكَ وأسأَلُكَ الجنَّةَ وما قرَّب إليها مِن قولٍ وعمَلٍ وأعوذُ بكَ مِن النَّارِ وما قرَّب إليها مِن قولٍ وعمَلٍ وأسأَلُكَ أنْ تجعَلَ كلَّ قضاءٍ قضَيْتَه لي خيرًا، اللهم وسع رزقي في الأرض وفي السماء».
5-«اللهم اجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم، واحفظنا من النفاق والرياء، اللهم تقبل منا، وطهّر قلوبنا من الإثم والمعاصي يارب العالمين».
موقف الناس من رحلة الإسراء والمعراج.
عندما عاد النبي من رحلته شرع بإخبار الناس عنها وعما شاهد فيها، فكانت هذه الرحلة فتنة لكل الأطراف، ماعدا المؤمنين الصادقين الثابتين في إيمانهم، حيث زادت الرحلة من إيمانهم، ومن تثبيتهم على الحق، وكان من بين المُصدقين لرسول الله صديق عمره أبوبكر الصديق رضي الله عنه، حيث قال: (إني أصدقه في خبر السّماء)وقد كانت الرحلة فتنة لضعيفي الإيمان الذين ارتدوا عن الإسلام، وكذبوا النبي في كل ما قاله عن رحلته، أما الكفار فزادت هذه المعجزة الجديدة من حقدهم وحسدهم، فقلبوا الأوضاع دون حياء؛ فاستخدموا الآية العظيمة في تنفير الناس وإبعادهم عن دين الله، وكان على رأس هؤلاء أبوجهل؛ الذي حرص على جمع الناس ليسمعوا من رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ويكذبوه بشدة ويسخروا منه.
فضل ليلة الإسراء والمعراج.
جعل الله عز وجل الصلوات في هذه الليلة المباركة بخمسين إلى سبعمائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء، كما أن الاحتفال بهذه الليلة وسيلة إلى اغتنام فضل ليلة الاسراء
قول إبن حجر فى ليلة الإسراء والمعراج
وقال ابن حجر: إنّ الإسراء والمعراج وقعا في ليلة واحدة في اليقظة بجسده وروحه، وإلى هذا ذهب جمهور من علماء الحديث والفقهاء والمتكلمين، وتواردت عليه ظواهر الأخبار الصحيحة،