"سيد وكريمة".. ثنائي كفيف يخوض غمار التحديات أكثر من ربع قرن
"عشق الروح في أبهى صوره".. قصة حب ملهمة وكفاح أسطوري بطلها زوجان كفيفان
آثار الزوجان سيد وكريمة الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بسبب نشر فيديو لهما وكان فيه الحاج سيد يقدم لزوجته كريمة صندوق به العديد من الهدايا الرمزية البسيطة الشيكولاته.
بداية قصة الحب بين الزوجين
وترجع القصة منذ 35 عامًا حيث قال الحج سيد أنه فقد بصره وهو يبلغ من العمر 22 عاما، ومع ذلك كان مقبل على الحياة ومستمر في قراءة القرآن الكريم ولكن كان لا بد من تعلم مهارات تزيد من قدرته على العمل وخدمة نفسه، فالتحق بمعهد النور والأمل بمحافظة المنوفية رغم أن جميع أسرته تعيش بالخانكة التابعة لمحافظة القليوبية ومن هنا بدأت قصة الحب.
وقالت السيد كريمة، إنها فاقدة لبصرها منذ ولادتها والتحقت بمعهد النور والأمل، وحصلت على شهادة الدبلوم وبعدها التحقت بمعهد، ثم تعلمت فن صناعة السجاد والتريكو والأشغال اليدوية وصناعة شنط الخضار، وسافرت إلى العديد من دول الخارج لعرض منتجاتها بمعارض كبيرة مثل الأردن، وكندا، والنمسا، وأمريكا.
أول لقاء حب بينهما رغم فقدان البصر
وقالت السيدة كريمة، إن أول لقاء بينها وبين زوجها كان يوم 14 فبراير وهو يوم عيد الحب، حيث كان ينظم معهد النور الأمل يوم مفتوح للحب وبه يتعرف الرجال على البنات بغرض الزواج، وهنا التقت كريمة بشريك حياتها السيد وصرحت بموافقتها عليه لشعورها بأنه شخص متواضع ويتميز بالأخلاق الحميدة.
رفض الأهل زواج اثنين من ذوي فقدان البصر
وبعدها قام الحاج سيد بمشاورة أسرته في موضوع زواجه من فتاة كفيفة ولكن اعترض الأهل على ذلك، ظنا منهم أن الحياة سوف يكون بها الكثير من الصعوبات وأنه يحتاج لفتاه مبصرة كى تلبي طلباته، ولكن رفض الحاج سيد مشورة أسرته، وقال إنه يفضل الزواج من فاقدة البصر حتى لا يكون زواجي من أي فتاة آخرى عبء عليها.
الحياة بعد الزواج بين كفيفين
وتزوج السيد من كريمة وكانت الحياة تسير على ما يرام في خدمات المنزل والذهاب إلى الأسواق، فكان الزوجان يفعلان كل شئ سويا دون تعب أو ضرر، حتى جاء اليوم الموعود وهو يوم ولادة طفلهم أحمد، فقالت كريمة أنا كنت مثل أي سيده تلد وتأتي إليها والدتها بعد العمليات وتساندها أسبوع ثم ترحل، وتحملت أنا المسئولية بعد ذلك كاملة، تربية الطفل ليست سهله على أي سيدة سواء مبصره أم كفيفة، عندما كان يمرض أحمد كنت أذهب به أنا وزوجي إلى مستشفى أبو الريش بعد منتصف الليل ووصل بنا الأمر للذهاب في مرة من المرات إلى طنطا للمتابعه مع طبيب أطفال.
الصعوبات التي تواجههم في الحياة
وقالت الحاجة كريمة: "حياتنا مستقرة وجميلة وأحب زوجي وابني ولكن أصعب حدث مر على بحياتي هو عندما قام أحمد بحادث موتوسيكل فكنت أنا ووالده نراعيه مراعاة كاملة ربنا يباركلي فيهم ولم آرى فيهم أي مكروه".