زعيم المتمردين السوريين يناشد المساعدة الخارجية بعد أسبوع من الزلازل
مأساة زلزال سوريا.. صراع سياسي داخلي وعجز المجتمع الدولي (تقرير)
دعا زعيم تنظيم هيئة أحرار الشام إلى تقديم مساعدات دولية عاجلة لمساعدة محافظة إدلب شمال غرب البلاد بعد الزلازل التي أودت بحياة الآلاف في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة إلى سوريا.
وقال "أبو محمد الجولاني" في تصريحات لصحيفة الجارديان، إن الأزمة الإنسانية في إدلب وصلت لمستويات حرجة، داعيًا الأمم المتحدة لتقديم المزيد من المساعداتن، مضيفاً :"لسوء الحظ، لم يصل أي دعم لفرق البحث والإنقاذ لدينا، فضلاً عن عدم وجود مساعدات محددة لمكافحة هذه الأزمة".
كارثة إنسانية وسط معركة سياسية
وتم تصنيف الجولاني رسميًا على أنه إرهابي من قبل الولايات المتحدة في عام 2013 بسبب قيادته السابقة لجبهة النصرة، ويرأس الجولاني الآن هيئة تحرير الشام، وهي المجموعة التي تدعي أنها قطعت علاقاتها مع ماضيها في محاولة لتأمين الروابط والدعم من العالم الخارجي.
وبينما رفعت واشنطن العقوبات المفروضة على مساعدات الزلزال المقدمة إلى دمشق، إلا أن المعركة السياسية مستمرة بين الجهات الفاعلة الدولية وإدارة المتمردين في شمال غرب سوريا وحكومة بشار الأسد حول كيفية ضمان وصول المساعدات بأمان إلى المناطق المتضررة بشدة حول حلب وإدلب.
واقترحت بعض الجهات الفاعلة الدولية إعادة فتح المعابر الأخرى إلى شمال سوريا، ولا سيما باب السلام، الذي يؤدي إلى مناطق في أقصى شمال محافظة حلب والذي لا يزال تحت سيطرة المتمردين.
كما أعلنت المعارضة السورية عدم ثقتها في نظام الأسد بتوصيل المساعدات، وإن المساعدات الإنسانية يجب أن تمر عبر الشمال الغربي إلى المناطق الأخرى المتضررة من الزلزال، الذي خلف ما يقدر بنحو 5.3 مليون شخص بلا مأوى في سوريا.
الصراع الداخلي السوري يلقي بظلاله على منكوبي الزلزال
وقال " مارتن غريفيث" منسق الإغاثة الطارئة التابع للأمم المتحدة، إن هيئة تحرير الشام أوقفت المساعدات التي تمر عبر الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة بسبب "مشكلات تتعلق بالموافقة"، في حين طالبت واشنطن حكومة الأسد بمنح إمكانية الوصول الفوري لجميع المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام في شمال سوريا.
وأعرب "غريفيث" عن اسفة قائلا:" “يجب السماح لجميع المساعدات الإنسانية بالتحرك عبر جميع المعابر الحدودية.. لقد خذلنا حتى الآن الناس في شمال غرب سوريا"، و ذلك عقب زيارة أممية لمعبر باب الهوى الحدودي، وهو شريان الحياة الوحيد من إدلب إلى العالم الخارجي.
وطالبت الولايات المتحدة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي يشرف على المساعدات عبر باب الهوى، "بالتصويت على الفور" على زيادة تدفق المساعدات إلى شمال غرب سوريا وهذا يثير معركة محتملة مع روسيا، التي عملت على عرقلة وصول المساعدات خلال عمليات التصويت السابقة.