ايبارشية حلوان.. كواليس صدور قرار الأنبا بيسنتي

أقباط وكنائس

إيبارشية حلوان
إيبارشية حلوان


استهل قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عام 2023 الجاري، بقرار باباوي يعفي نيافة الحبر الجليل الأنبا بيسنتي، أسقف حلوان والمعصرة والتبين ومدينة 15 مايو  وتوابعها، ورئيس دير القديس العظيم الأنبا برسوم العريان للمكرسات القبطيات الأرثوذكس، من المسؤوليات المالية والرعوية والإدارية، الواقعة على عاتقه كأسقف على الإيبارشية نتيجة إصابته بأمراض التقدم بالعمر والشيخوخة، التي لم تعطه المساحة الكافة لممارسة تلك الالتزامات.

القرار  وكواليس صدوره


وجاء في نص القرار الباباوي الصادر في 19 ديسمبر 2022، والحامل لرقم مسلسل 2225، ورقم اصدار  2022/7، إنه نظرًا للظروف الصحية التي يمر بها نيافة الأنبا بيسنتي أسقف ايبارشية حلوان والمعصرة وتوابعها، يوقف مع بداية السنة 2023 أي تعاملات مع نيافته ادارية أو مالية أو رعوية، وتقوم اللجنة المالية بالمشاركة مع الأب الوكيل بتصريف أمور الإيبارشية بالبنود التالية حتى اشعار آخر.
وذلك مع  تفعيل لائحة المجمع المقدس وبالاخص تعيين لجان الكنيسة على أن يتم الاستعانة من اللجان القديمة بتعيين استشاري للاستفادة من خبرتهم وذلك طبقا لتقرير اللجنة المالية إذا تراءت لها صفة الأمانة والاستخدام الصحيح لأموال الكنيسة، كما أن جميع الإيرادات تصب داخل خزينة الكنيسة والصرف على أعظال وأنشطة وأخوة الرب من خلال كشوف معتمدة طبقا لما اعددته اللجنة المالية للمطرانية من لائحة مالية وطرق الصرف والتوجيه المحاسبي، مع إعداد موقف مالي كل ثلاث أشهر على أن يراجع ويعتمد من اللجنة المالية للمطرانية. 


ويمنع منعا باتا على أي كنيسة أو مستشفى تابعة للكنيسة طبع أي دفاتر تحصيل إيرادات إلا من خلال المطرانية وبمتابعة اللجنة المالية، مع فتح حساب بنكي لكل كنيسة مع عدم الاحتفاظ بمبالغ كبيرة داخل خزينة الكنيسة إلا في حدود المصروفات الأسبوعية ويتم تحديد المبلغ بين لجنة الكنيسة والأب الكاهن المسؤول تحت إشراف اللجنة المالية للمطرانية، على أن يتم تعيين أمناء الصناديق للكنائس من المحاسبين أو تعيين مساعد لهم من المحاسبين وذلك لتوحيد الفكر والعمل المحاسبي للمطرانية وخاصة اللجنة المالية تعمل الآن على إنشاء برنامج محاسبي موحد ولا يستطيع العمل علية الا محاسب متخصص، وتعيين لجان خاصة باخوة الرب تحت إشراف الأب الكاهن المسؤول. 
ولم يكتف البابا بقراره الباباوي، بل قام بتوضيح كواليس إصداره في العظة الأسبوعية التالية ليوم الإصدار، فقال: "أحب أن أوضح أمر بخصوص الأنبا بيسنتى فى حلوان، الأنبا بيسنتى هو أسقف جليل، وله كل التقدير والاحترام، وظروفه الصحية التى تعرّض لها منذ عدة سنوات جعلته غير قادر على مباشرة ومتابعة الخدمة فى الإيبارشية، ومتابعة أحوالها وأحوال الآباء، وأيضًا المتابعة الرعوية والروحية في الإيبارشية."
وأضاف: "لهذا السبب أقمنا لجنة داخلية، لجنة من داخل الإيبارشية من الآباء والخدام، وأن يتعاونوا مع أبونا الوكيل هناك لإدارة الإيبارشية جيدًا، الإيبارشية بها ضعفات كثيرة وفي أماكن كثيرة، لذلك القرار الذي أصدرناه به تفاصيل كثيرة، هذه التفاصيل ملتزم بها كل كنيسة في إيبارشية حلوان، وملتزم بها كل خدمة في هذه الإيبارشية بكل تدقيق، واللجنة التى تم تشكيلها ستقدم تقريرًا شهريًّا عن الإيبارشية، وطبعًا نصلى أن ربنا يمد يده ويشفيه، ويعطى له القدرة على إدارة الإيبارشية، وعلى ترتيب الحياة فى إيبارشية كبيرة مثل إيبارشية حلوان والمعصرة وكل توابعها".

ما قبل القرار  .. لما لم يعين البابا اسقفا يعاون الانبا بيسنتي كبقية الايبارشيات؟
ولعل الآن إيبارشية حلوان في موقف لم تمر به إيبارشيات كُثر، أو لم تمر بها إيبارشيات غيرها إن جاز التعبير، فكان المُتبع في الكنيسة هو إعفاء الأسقف أو المطران من التعاملات بشكل ودي دون إصدار قرار  رسمي، وذلك مع تكليف أحد بمتابعة هذه الأمور بدلا عنه، وهو ما حدث مع الأنبا دوماديوس مطران الجيزة الراحل الذي كان الانبا ثيؤدسيوس يدير الأعمال في شيخوخته، وكذا مع الأنبا أرسانيوس مطران المنيا وأبو قرقاص الراحل الذي كان الأنبا مكاريوس يُدير الأعمال في شيخوخته.
وحتى في أوقات المرض، عينت الكنيسة الأنبا يؤانس ليدبر شؤون إيبارشية أسيوط أثناء مرض الأنبا ميخائيل شيخ المطرانة الراحل، وعينت كذلك لجنة ثلاثية تكونت من الانبا يؤانس اسقف اسيوط والانبا بيمن اسقف نقادة وقوص، والانبا بيجول اسقف دير المحرق، لتدبير شؤون ايبارشية نجع حمادي وقت مرض الانبا كيرلس اسقف الايبارشية الراحل.
إلا أنه وعلى خلاف المتبع لم تعين الكنيسة احدا إلى الان لمتابعة الاعمال، ولمعرفة الامر قال مصدر كنسي من داخل الايبارشية في تصريح خاص إن قبيل بلوغ الأنبا بيسنتي لسن الشيخوخة وقبيل أن تدركه بعض أمراضها عرض قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على نيافة الانبا بيسنتي فكرة تعيين أسقفًا عامًا ليعاونه في تدبير شؤون الإيبارشية التي يتجاوز عدد كنائسها حاليًا الـ25 كنيسة، وهو ما يترتب عليه تلقائيًا أن يُصبح الأنبا بيسنتي مُطرانًا، إلا أن الاخير اعتذر في عذوبة احترامها البابا، حيث علل أسقف الإيبارشية اعتذاره بوجود عدد من الكوادر  بين صفوف الكهنة يعتمد عليهم في معاونته، حيث كان متوليا حينها منصب الوكيل القمص الراحل ابرام ميخائيل، ثم تم تعيين القمص ميخائيل جرجس الوكيل الحالي، مع تكليف القمص ابرام قبل رحيل ببعض المهام الخاصة بكهنة الايبارشية، والقمص يوسف عطا الله ببعض الامور المتعلقة بالماليات.
ووفقا للمصدر لم تتأثر علاقة البابا بالانبا بيسنتي بعد ذلك، فعلى العكس قام البابا تواضروس الثاني بزيارته الشهيرة للايبارشية بعد ذلك وتحديدا في عام 2017، حيث قام بتدشين دير القديس العظيم الانبا برسوم العريان، وتفقد منشآته ومشروعاته.

هل متاح الان تعيين اسقف جديد لحلوان؟
أوضح المصدر إنه طبقا للقانون الكنسي فان الاسقف الذي تمت مراسم تجليسه على كرسي ايبارشية ما يعتبر متزوجا منها لا يمكن ان يتم تعيين اسقفا اخرا عليها في حياته، الا إنه في مثل هذه الظروف يمكن للبابا ان يحضر اسقفا عاما دون ان يتم تجليسه على الايبارشية بحيث يكون معاونا ليس الا في تدبير بعض الامور التي منعت امراض الشيخوخة الانبا بيسنتي عن تدبيرها.

ما بعد القرار.. كيف تسير الايبارشية حاليا؟
اضاف المصدر  ان الايبارشية حاليا، لم تختلف كثيرا عن قبل القرار  فلا يزال اسم الانبا بيسنتي يردد في القداسات كاسقف الايبارشية، لا سيما في اوشية الاباء حيث تقول الكنيسة اذكر يارب رئيس كهنتنا البابا المعظم الانبا تواضروس الثاني بابا وبطريرك ورئيس اساقفة المدينة العظمى الاسكندرية وشريكه في الخدمة الرسولية ابينا الاسقف المكرم الانبا بيسنتي.
كما يتلو الشمامسة في كل كنيسة من كنائس حلوان اسم الانبا بيسنتي في الالحان الخاصة باسقف الايبارشية مثل لحن الهيتينيات، هذا ويقوم الانبا بيسنتي باتمام طقوس القداسات الالهية بشكل طبيعي جدا.
بينما تقوم حاليا الكنائس من الجهة المالية بالتعامل وفق ما حدده بيان البابا، بينما يقوم بمتابعة الامور الرعوية وكيل الايبارشية وهو القمص ميخائيل جرجس، والذي يطمأن من خلاله البابا على سير الايبارشية بشكل دوري.