كل ما تريد معرفتة عن شهر رمضان وأثر الصيام على العباد
اختص الله جل عُلاه شهر رمضان المبارك بعدد من المزايا التي تكسبه حرمة، وتزيد من إقبال الناس على الأعمال الصالحة طوال الشهرالكريم، ومن خصائص شهر رمضان أنّ الله تعالى أنزل فيه كتابه الحكيم، ليطهر به القلوب ويملأ العقول حكمة، مصداقًا لقوله عز وجل: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)،حيث أنزل الله تعالى فيه القرآن الكريم إلى السماء الدنيا جملة واحده، أو ابتداء نزول القرآن فيه، ثم تنزلت آياته حسب ما تقتضيه حكمة الله تعالى، ومما يميز شهر رمضان أن الله تعالى فرض على المسلمين الصيام في نهاره.
أثر الصيام على العباد
أن للصيام أثارًا عظيمة على العباد
- إذ إنه يزكي أخلاقهم.
- ويطهر قلوبهم.
- ويُصلح أنفسهم.
- وليس المقصود من الصوم تعذيب النفس بالجوع والعطش، بل تطهيرها وتزكيتها كما دل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لمْيَدَعْ قولَ الزورِ والعملَ بِهِ، فليسَ للهِ حاجَةٌ في أنِ يَدَعَ طعَامَهُ وشرَابَهُ).
سبل الخير كافة في رمضان
وقد حث الشارع على الإنفاق في سُبل الخير كافة في رمضان لما له من فضل في هذا الشهر على سائر الشهور، مصداقًا لما روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجودَ الناسِ بالخيرِ وكان أجودَ ما يكون في رمضانَ).
من الأعمال الفاضلة في رمضان
تلاوة القرآن الكريم، وقيام الليل، والتهجد، مصداقاَ روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:(مَن صامَ رمضانَ وقامَهُ،إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ)،ومن أهم مزايا شهر رمضان المبارك أنه كان الشهر الذي فتحت فيه مكة فاستوثقت به عرى دولةالإسلام، وارتفعت بسببه كلمة الإسلام في بلاد العرب، وكان حجر الأساس في الفتوحات الإسلامية في الشرق والغرب.
صيام شهر رمضان
دخول شهر رمضان بما أنّ صوم رمضان واجب محدد بوقت معين من كل عام، فلا بُد من معرفة الأحكام المتعلقة بدخول شهر رمضان وخروجه حتى يتم الواجب بشكل صحيح.
دخول شهر رمضان يثبت بأحد أمرين
- أولهما رؤية هلال رمضان، فإذا رأى مسلم عاقل بالغ عدل موثوق بأمانته وخبرته هلال رمضان ثبت دخوله ووجب على المسلمين البدءفي الصيام مصداقًا لقول الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)،بالإضافة إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(صوموا لرؤيَتِهِ وأفطِروا لرؤيتِهِ)
- والأمر الثاني الذي يثبت به دخول شهر رمضان هو تمام شعبان ثلاثين يومًا، إذ إن غاية الشهر القمري ثلاثون يومًا، ويستحيل أن يزيد عن ذلك، مصداقًا لما رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( الشهرُ تسعٌ وعشرونَ ليلةً، فلا تَصوموا حتى تَرَوْهُ، فإنْ غُمَّ عليكم فأكمِلوا العدةَ ثلاثينَ)، بالإضافة إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(الشهرُ هكذا وهكذا وهكذا ثَلَاثِينَ، والشهرُ هكذا وهكذا وهكذا ويَعْقِدُ في الثالثةِ - فإن غُمَّ عليكم فأَكْمِلُوا ثَلَاثِينَ)،والمقصود أن الشهر تسعة وعشرين أو ثلاثين يومًا بناءً على ما سلف فإنه يُستحب ترقب هلال رمضان في ليلة الثلاثين من شعبان، فإن لم يُشاهد الهلال يُتم شعبان ثلاثين يومًا، وأما خروج شهر رمضان فيثبت بأحد الطريقتين السابق ذكرهما، إلا أن ثبوت مشاهدة هلال شوال لا يتم إلا بشاهدين مع الأخذ بشروط الشهادة بعين الاعتبار، بينما تثبت مشاهدة هلال رمضان بشاهد واحد، وقد علل العلماء ذلك بأن الخروج من العبادة بحاجة إلى احتياط أكبر من الدخول فيها، ومن الجدير بالذكر أن ثمة خلاف بين العلماء في مسألة اختلاف المطالع،والراجح من الأدلة العقلية والنقلية أنه في حال ثبت رؤية الهلال في بلد من بلاد المسلمين ولم تثبت في بلد آخر، وكانت المطالع مختلفة فلكل مكان رؤيته، وأمّا إن لم تختلف فيجب على من لم يره أن يوافق من رآه.