"خزائن تمتلئ بالمأسي".. أميرة بوراوي تشعل التوتر السياسي بين الجزائر وفرنسا مجددًا
تحت شعار قصة حب لم تخل من المناكفات السياسية تجتمع الجزائر وفرنسا
يشهد التاريخ على العداء الجزائري الفرنسي، والذي بدء منذ استعمار فرنسا للجزائر من 1830م حتى الحصول على الإستقلال 1962م، ومن بعد تلك الفترة أطلق على العلاقة الجزائرية الفرنسية بـ "المترنحة" أي المضطربة، ويستمر هذا الوصف حتى الآن، ومازالت فرنسا تتدخل في كل ما يخص الشؤون الداخلية للجزائر وفي كيانها السياسي.
النيران تشتعل
وعلى صعيد متصل، تعود المشدات الجزائرية الفرنسية وذلك في أعقاب خروج الطبيبة أميرة بوراوي أحد أهم الناشطين السياسيين، التي تمكنت من الهروب من الأراضي الجزائرية بطريقة "غير شرعية"، واتجهت إلى تونس من ثم إلى فرنسا.
ويرجع السبب الرئيسي في غضب واشتعال النيران بين كل من الجزائر وفرنسا، اشتراك دبلوماسيين وقنصليين ورجال أمن فرنسيين في تهريب بوراوي، مما دفع ذلك الجزائر إلى طلب استدعاء سفيرها لدى باريس، سعيد موسى بالعودة للتشاور لأتخاذ موقف.
إدانة جزائرية
وفي السياق ذاته، أفادت وسائل إعلام جزائرية بأن وزارة الخارجية أصدرت بيانا حاد، معبره عن رفضها القاطع لما قامت به باريس من مساعدة راعية جزائرية من الخروج من أراضيها بطريقة غير شرعية، خاصة بأن وجدها على التراب الوطني مهم، وذلك بناءً على قرار من القضاء الجزائري، التي لا يسمح بمخالفة.
مساعي حميدة
ومن جانبه ذكرت تونس بأنها حاولت تحجيم الموقف، حيث أن السلطات التونسية أتخذت إجراء في التحفظ على الناشطة الجزائرية وأرادت منعها من السفر إلى فرنسا، وذلك فور اكتشافها لأمر دخولها إلى الأراضي التونسي بطريقة غير قانونية، لكن المحاولة أنتهت بالفشل بعد تدخل فرنسا، حيث مكنتها من المغادرة من تونس لباريس وأخفقت المساعي السلمية لحل الأزمة.
وعلى صعيد آخر، للجزائر الحق في تصعيد الموقف، وذلك لأن ما فعلته فرنسا وحماية الراعية الجزائرية أميرة بوراوي، يعد أمرمخالف للاتفاقية المبرومة بين البلدين في 1964 وتم مراجعتها في 2019، والتي تتضمن عدم السماح بإيواء الهاربين من العدالة للدولة الثانية، بالأضافة إلى أن تهريب بوراوي بهذه الطريقة، ما هو إلا انتهاك للسيادة الجزائرية.