محلل سياسي: مؤتمر دعم القدس توحيدًا للموقف العربي ضد انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي

تقارير وحوارات

فلسطين
فلسطين

تستعد جامعة الدول العربية بالقاهرة، لعقد مؤتمر دعم القدس فى الثانى عشر من فبراير الجاري بمشاركة الرئيس الفلسطينى محمود عباس ووزراء الخارجية العرب وممثلى المنظمات الدولية والأزهر والكنيسة وصناديق الاستثمار والاتحادات النوعية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدنى وخبراء فى القانون الدولى.

ويأتي هذا المؤتمر للنظر فى المجريات التي حدثت فى مدينة القدس، بما يساهم ويعزز من خلق أفق سياسى وقانوني واقتصادي واجتماعي داعم لمدينة القدس وأهلها، وبما يحقق حالة من المواجهة في المحافل الدولية لثنى هذا الاحتلال عن إجراءاته، ومخططاته التهويدية التى تستهدف المدينة المقدسة، وسكانها الأصليين، ويبحث المؤتمر أيضًا سبل دعم صمود أهل المدينة المقدسة تنمويا واستثماريا في مدينة القدس، من خلال تقديم دراسة لتمويل مشاريع تنموية استثمارية مقترحة من قبل دولة فلسطين والتي تقدر ما بين 25-30 مشروعا في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان وتمكين المرأة.

 محاولة لتدويل قضية القدس

ومن جانبها أصدرت السفارة الفلسطينية بالقاهرة، بيانًا أعلنت من خلاله مشاركة رئيس دولة فلسطين محمود عباس، في مؤتمر دعم القدس، المقرر عقده في الثاني عشر من الشهر الجاري، بمقر الجامعة العربية، بالقاهرة.

وقال دياب اللوح، سفير دولة فلسطين بالقاهرة، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أنه بالتعاون بين وزارة الخارجية والمغتربين وجامعة الدول العربية تم توجيه الدعوات إلى قادة الدول الأعضاء للمشاركة بمستوى تمثيل رفيع المستوى، وكذلك لعدد من الشخصيات الاعتبارية، والمنظمات الدولية والصناديق العربية، ووكالات التنمية العربية، ومنظمات المجتمع المدني، وعدد من البعثات الدبلوماسية الأجنبية في القاهرة.

وأكد أن مؤتمر القدس الدولي رفيع المستوى سبق أن أقره مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في دورته الـ158، وكذلك أقرته القمة العربية في الجزائر، بدورتها الـ31، وأنه تقرر عقده في هذا التوقيت الحرج، تحديدا في محاولة لتدويل قضية القدس، ودعم صمود الفلسطينيين، ولوضعها على أجندة العمل العربي المشترك، وتوحيد الموقف العربي، لمواجهة ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي، في ظل الاستهداف الشرس لمدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية والمواطنين المقدسيين فيها، وزيادة وتيرة التهويد، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، لا سيما عقب تشكل حكومة اليمين المتطرف التي تستهدف تدمير حل الدولتين، والاستفراد بمدينة القدس، ومحاولة عزلها وطمس هويتها.

وأوضح، أن الهدف من عقد المؤتمر الدولي بحث وتداول سبل دعم صمود أهل المدينة المقدسة تنمويا واستثماريا في مدينة القدس، من خلال تقديم دراسة لتمويل مشاريع تنموية استثمارية مقترحة من قبل دولة فلسطين والتي تقدر ما بين 25-30 مشروعا في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان وتمكين المرأة، وتقديم مقترح لإنشاء صندوق عربي تطوعي تساهم فيه الدول الأعضاء والصناديق العربية والقطاع الخاص ووكالات التنمية العربية لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مدينة القدس.

وأعلن عن برنامج المؤتمر المنعقد بالشراكة بين دولة فلسطين وجامعة الدول العربية، بأنه يتضمن ثلاثة محاور، أولها: المحور السياسي، وهو يشمل الجلسة الافتتاحية والجلسة السياسية، التي سيكون في نهايتها صدور بيان صحفي، يعقبها عقد جلستين متزامنتين للمحورين القانوني والتنموي الاستثماري، لبحث سبل تمكين المواطن الفلسطيني المقدسي، لدعم صموده أمام الانتهاكات الإسرائيلية، الرامية إلى تهجيره، وسبل الاستثمار في قطاعي الإسكان والسياحة، ثم يختتم بالجلسة الختامية لقراءة البيان الختامي والتوصيات.

وأعرب عن أمله بأن يتوج المؤتمر بتشكيل لجنة خبراء عرب متخصصة في القانون الدولي، لتقديم الاستشارات القانونية في القضايا التي تنتهكها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحيث تجتمع هذه اللجنة بشكل دوري، لبحث القضايا القانونية والانتهاكات، التي تتعرض لها مدينة القدس.

قضية القدس تمثل جوهر القضية الفلسطينية

من جانبة قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن مشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ـ أبو مازن ـ في مؤتمر دعم القدس، يؤكد ما تحظى به مدينة القدس  من اهتمام وتقدير وقيمة أساسية لدى الرئيس أبو مازن، مشددًا إلى أن قضية القدس تمثل جوهر القضية الفلسطينية، ولا يمكن التنازل عنها، أو التفريط بها كعاصمة للدولة الفلسطينية، ولذلك تحظى هذه القضية بأهمية خاصة لدى الرئيس أبو مازن، الذي يرى بأنه لا حل دون القدس، ولا يمكن التوصل لسلام عادلن أو شامل دون أن تحل قضية القدس، ويعتبر المؤتمر توحيدًا للموقف العربي ضد انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي.


وأضاف «الحرازين» في تصريحات خاصة لـ«بوابة الفجر»، أنه وفقًا لما يجرى على الأرض فى مدينة القدس، وما تتعرض له من هجمة منظمة، ومخطط تهويدي متكامل يستهدف المدينة الفلسطينية بمحاولات متواصلة من قبل الحكومات الإسرائيلية، وخاصة عمليات التهجير والتطهير العرقي، والاعتداءات والاقتحامات للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، ومحاولات السيطرة على المنازل الفلسطينية وطرد أهلها، وهدم المنازل، والإدعاء الإسرائيلى بأن القدس عاصمة لدولة الاحتلال، لافتُا إلى أن كل ذلك يأتي في إطار المخالفة الواضحة لكافة الأعراف والمواثيق والقرارات الدولية التى تعتبر مدينة القدس مدينة محتلة، من قبل قوات الاحتلال، وكل محاولات التغيير الديمغرافى والجغرافى هي باطلة قانونًا، ولا أساس لها من الصحة.

وتابع:« ولذلك يأتى هذا المؤتمر الذي ينظم من قبل جامعة الدول العربية، ودولة فلسطين للنظر فى المجريات الحاصلة فى مدينة القدس، بما يساهم ويعزز من خلق أفق سياسى وقانوني واقتصادي واجتماعي داعم لمدينة القدس وأهلها، وبما يحقق حالة من المواجهة في المحافل الدولية لثنى هذا الاحتلال عن إجراءاته، ومخططاته التهويدية التى تستهدف المدينة المقدسة، وسكانها الأصليين، ولذلك وضعت مجموعة من المحاور القانونية، والاقتصادية والسياسية، في سياق دعم مدينة القدس، وإيجاد مجموعة من المشاريع الهادفة لدعم صمود المقدسيين، وحمايتهم على كافة الأصعدة».

وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن عقد المؤتمر بجامعة الدول العربية بحضور رسمى على أعلى المستويات العربية والأجنبية؛ من وزراء وسفراء، يمثل حالة من الدعم؛ باعتبار مدينة القدس تهم العالم العربى والإسلامى والدولي؛ فهى مدينة السلام، فمنها يبدأ السلام، فهى المدينة التى تحظى بالمكانة التاريخية والسياسية والدينية، ولذلك لا بد من العمل على حماية هذه المدينة وأهلها من تطرف وتغول فاشية الحكومة الإسرائيلية التى تقودها الصهيونية الدينية.