ما هي فضائل شهر رجب وسبب التسمية؟
تزايد البحث حول فضائل شهر رجب كثيرة، فهو أحد الأشهر الحرم التي يستحب فيها الإكثار من الأعمال الصالحة والدعاء.
ومن فضائل شهر رجب أنه يستحب فيه الصيام والدعاء وخاصة في أول ليلة منه، حيث أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الأمر في الدعاء واسع؛ لعموم قول الله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر: 60]، وقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) [البقرة: 186].
ويستحب الدعاء في أول ليلة من شهر رجب، حيث أوضحت الإفتاء أنها ليلة يستجاب فيها الدعاء كما ورد عن السلف الصالح؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «خَمْسُ لَيَالٍ لَا يُرَدُّ فِيهِنَّ الدُّعَاءُ: لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ، وَأَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبَ، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَلَيْلَةُ الْعِيدِ، وَلَيْلَةُ النَّحْرِ». رواه البيهقي في «شعب الإيمان».
واستشهدت الإفتاء بقول الإمام الشافعي رضي الله عنه في كتابه «الأم» (1/ 264): [وَبَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ يُقَالُ: إنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجَابُ فِي خَمْسِ لَيَالٍ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ، وَلَيْلَةِ الْأَضْحَى، وَلَيْلَةِ الْفِطْرِ، وَأَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ] اهـ.
وشددت الإفتاء على أن الصحيح عند جمهور الفقهاء استحباب التنفل بالصيام في شهر رجب وهو أمر مستحب طوال العام، موضحة أن الصوم في رجب بخصوصه وإن لم يصح في استحبابه حديثٌ بخصوصه، إلا أنه داخلٌ في العمومات الشرعية التي تندب للصوم مطلقًا، وأن الوارد فيه من الضعيف المحتمل الذي يُعمل به في فضائل الأعمال.
لماذا سمي رجب الأصم؟
وتتعدد أسماء شهر رجب المعظم ومنها اسم الأصم، حيث أكدت دار الإفتاء أن رجب كان من الشهور الْمُعَظَّمة عند العرب؛ فأكثَروا من أسمائه على عادتهم في أنهم إذا هابوا شيئًا أو أحبوه أكثروا من أسمائه، موضحة أن كثرة الأسماء تدلُّ على شرف المسمَّى، أَو كمالِه في أَمر من الأمور، ومن أسماء شهر رجب الفرد، وذلك لأن الأشهر الحرم الأُخرهي ذو القعدة، وذو الحجة، وَالمحرّم وهي أشهر متتابعة، أما شهر رجب فهو فرد.
وكما سمي رجب الأصم، حيث أوضحت الإفتاء أن تسمية رجب الأصم؛ لأنَّه ما كان يُسمع فيه قعقَعة سلاح؛ ولتعطيلهم الحَرب فيه.
وعظم الله سبحانه وتعالى شهر رجب، فقال الله تعالى في كتابه الكريم، (التوبة: 36)،: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ).
وفي تفسير الآية الكريمة، ذكر الإمام الطبري في «تفسيره» عن قتادة قوله: «إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئةً ووِزْرًا من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حالٍ عظيمًا، ولكن الله يعظِّم من أمره ما شاء»، حسبما أوردت دار الإفتاء.
وروى عنه أيضًا قال: إن الله اصطفى صَفَايا من خلقه؛ اصطفى من الملائكة رسُلًا، ومن الناس رسلًا، واصطفى من الكلام ذكرَه، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضانَ والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلةَ القدر، فعظِّموا ما عظم الله، فإنما تعظم الأمور بما عظَّمها الله عند أهل الفهم وأهل العقل.
وتعظيم شهر رجب يكون بكثرة التقرب إلى الله تعالى بالعبادات الصالحة؛ من الصلاة والصيام، والصدقة، والعمرة، والذكر وغيرها، فالعمل الصالح في شهر رجب كالأشهر الحرم له ثوابه العظيم.