سوريا وتركيا بين انشقاق الأرض وتفشي الكوليرا.. هل اقترب العالم من نهايته؟
سيطرت مشاعر الحزن على الجو العام، حيث المأساة التي يعيشها أهالي المناطق المتضررة من الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، وسط أنين العالم ودعمه تنشق الأرض في تركيا وتتحرك كأنها تعلن النهاية، وتنتشر الكوليرا في سوريا ليدفع أطفالها الثمن الأكبر، وتسلب منهم براءتهم وحقهم الأصيل في الحياة.
الأرض تنشق في تركيا
وفي السياق ذاته، التقطت الأقمار الاصطناعية صورًا جديدة وثقت من خلالها قوة الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق واسعة في تركيا وسوريا، حيث نتج عنه انشقاق كبير في الأرض مخترقا بذك مزارع ومناطق سكنية، وذلك وفقًا لما نشرته شركة ماكسار الأمريكية.
ونشرت "ماكسار" صورا على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تظهر صدعا كبيرا في الأرض، لتبدو وكأنها تحركت من مكانها بفعل الزلزال.
والتقطت هذه الصور على مقربة من مركز الزلازل في مدينة نورداغي بتركيا، حيث يمتد ذلك الصدع مئات الأمتار، وقارنت الشركة الأمريكية الصورة الجديدة بأخرى تعود إلى عام 2019 لتوضح مدى حجم الدمار الذي حل بالمنطقة.
ومن جانبها، قال ناهل بيلغيرزي الخبير في صور الرادارات والأقمار الاصطناعية وعلم الزلازل، عبر حسابه على توتير، إن الصور الجديدة توضح تمزقًا سطحيًا بطول عدة مئات، مع الأمتار من نزوح أفقي يصل إلى 4 أمتار بالقرب من نورداغي في غازي عنتاب بتركي.
نموذج يتوقع الكارثة
وعلى صعيد آخر، تابع العلماء أنهم استطاعوا من وضع نموذج يتوقع من اين ومتي قد يحدث الزلزال المدمر القادم، خاصة بعد الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا، يوم الاثنين الماضي، ونتج عنه مقتل أكثر من 22 ألف إنسان حتى هذه اللحظة.
وقام علماء الزلازل وإحصائيون في جامعة نورث الأمريكية بتطوير النموذج، الذي يأخذ في الحسبان ترتيب الزلازل السابقة وتوقيتها، وذلك عوضا عن الاعتماد فقط على متوسط الوقت بينها، حسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.
ويشرح العلماء لماذا تميل الزلازل إلى الظهور على شكل عناقيد أو تكتلات عنقودية، ووجد الفريق أن الصدوع بين الصفائح التكتونية لديها ذاكرة طويلة الأمد، مما يعني أن الزلزال لا يطلق كل الإجهاد الذي تراكم على الصدع مع مرور الوقت، الأمر الذي يبقى البعض من الإجهاد بعد الزلزال الكبير ويمكن أن يتسبب بزلزال آخر.
وفي وقت سابق، كان يتوقع العلماء أن تحدث مثل هذه الكوارث عند الصدوع بشكل منتظم نسبيًا، حيث أشار سيث شتاين أستاذ علوم الارض والكواكب في جامعة نورث وسترن، إلى أنه لا بد من النظر إلى التاريخ الكامل للزلازل عوضا عن الاعتماد فقط على متوسط الزمن والزمن الممتد منذ الزلزال الأخير، والذي سيساهم بشكل كبير في توقع الزلازل والتنبؤ بها مستقبلًا.
تعليق هيئة المسح الجيولوجية
وفي سياق متصل، أكدت هيئة المسح الجيولوجية الأمريكية أنه لا يمكن التنبؤ بحدوث الزلازل في المستقبل، مضيفة أن التنبؤ بالكارثة يحتاج إلى معرفة التاريخ والساعة والحجم والمكان.
وأضافت أن ما بوسع العلماء هو احتساب احتمالات حدوث الزلزال خلال عدد من من السنوات.
تفشي الكوليرا في سوريا
ومن ناحية أخرى، فإن نقص الوقود والكهرباء والمياه النظيفة يثير مخاوف جمعيات الإغاثة الخيرية، وأن مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة على المياه مثل الكوليرا والإسهال والدوسنتاريا تبقى فى أعلى مستوياتها، وذلك وفقًا لما قاله موقع إكسبريس البريطاني.
وتخشى منظمة الصحة العالمية من وجود أزمة إنسانية كبرى من شأنها أن تحدث أضرارا تضاف إلى ما تركه الزلزال من توابع مدمرة، وتخاف المنظمات الإنسانية من تفشي وباء الكوليرا الذي عاود بالفعل الظهور في سوريا.
وأعلنت سوريا منذ خمسة أشهر تفشي وباء الكوليرا، في الوقت الذي تعاني فيه من دمار في البنية التحتية لمياه الصرف الصحي بسبب الحرب.