تقول فرق الإنقاذ إن عدد القتلى سيستمر في الارتفاع إذا لم تقم الأمم المتحدة بتسريع عملية تسليم المساعدات إلى المنطقة التي يسيطر عليها المتمردين السوريين
الشمال السوري.. اتهامات للمجتمع الدولي بتسييس المساعدات الإنسانية (تقرير)
تتزايد الضغوط على الأمم المتحدة لتقديم دعم عاجل لشمال غرب سوريا، الذي لم يتلق بعد مساعدات ذات معنى جدوي بعد أيام من الزلزال الذي دمر المنطقة، ومع تضاؤل فرصة العثور على أي ناجين تحت الأنقاض.
وتقول فرق الإنقاذ السورية إنها خلقت ظروفًا لم نشهدها في أي وقت خلال 12 عامًا من الحرب وأن عدد القتلى سيستمر في الارتفاع إذا لم تجد الأمم المتحدة طريقة لتسريع توصيل المساعدات .
ووصف "رائد الصالح" رئيس منظمة الخوذ البيضاء، المستجيب الأول في شمال غرب سوريا، رد الأمم المتحدة حتى الآن بأنه “كارثي”، ودعاها إلى “الاعتذار للشعب السوري عن عدم وجود المساعدة المقدمة لها".
ودخلت قافلة مكونة من 14 شاحنة تابعة للأمم المتحدة إلى الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة من البلاد من تركيا يوم الجمعة عند معبر باب الهوى، وتحتوي على معدات إنسانية ومصابيح تعمل بالطاقة الشمسية وبطانيات ومواد أخرى، بعد يوم واحد من عبور قافلة مكونة من ست شاحنات محملة بالبطانيات والإمدادات الأساسية، وتم ترتيب قافلة يوم الخميس قبل وقوع الكارثة التي أودت بحياة ما لا يقل عن 3500 شخص داخل سوريا وتركت آلافًا آخرين مدفونين تحت الأنقاض.
وأضاف "رائد صالح" أنه لا يوجد تنسيق مع الأمم المتحدة لفهم الواقع وتقييم ما هي العقبات الأساسية التي تواجه السوريين، متهمًا الأمم المتحدة بانتهاك مبدأ احترام حق الأنسان في الحياة وعدم امتلاكها خطة لتلبية احتياجات المناطق المتضررة .
أوروبا تطالب بإيصال الأمدادات لسوريا خارج نظام الأمم المتحدة
وطلبت الدول الأوروبية المعنية التشاور بشأن كيفية توصيل الإمدادات الأساسية إلى سوريا خارج نظام الأمم المتحدة، الذي ركز على توصيل المساعدات طوال الحرب إلى دمشق، يتم توجيه الجزء الأكبر من المساعدات التي تتلقاها الحكومة السورية إلى المجتمعات الخاضعة لسيطرتها.
وقد تعرضت هذه الآلية لتحدي جديد مع تبلور حجم الكارثة، مع اتهام الأمم المتحدة على نحو متزايد بإخذال الناس الأكثر ضعفا على هذا الكوكب من خلال بقائها متمسكة بتفسيرات ضيقة ومتنازع عليها بشدة للقانون الدولي.
الشمال السوري المنكوب قبل الكارثة
قبل أسابيع من وقوع الكارثة، وقع 16 من القانونيين الدوليين البارزين، بما في ذلك قضاة سابقون في محكمة العدل الدولية، على رسالة تطالب بإدخال المزيد من المساعدات عبر الحدود إلى شمال غرب سوريا، الذي كان موطنا لـ 4.1 مليون شخص يواجهون احتياجات ماسة حتى قبل وقوع الكارثة. زلزال.
وجاء في الرسالة: "لا ينبغي للتفسيرات الحذرة للغاية للقانون الدولي أن تخاطر بحياة الملايين الذين يواصلون الاعتماد على المساعدات عبر الحدود في الشمال والشمال الغربي، ولا ينبغي السماح لهم بتسييس مشهد القانون الإنساني الدولي".
وفي السياق ذاته أعلنت الحكومة السورية، الجمعة الماضية، موافقتها على تسليم المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخارجة عن سيطرتها، مما قد يسرع وصول المساعدة لمن هم في أمس الحاجة إليها، وذلك عقب إصدار وزارة الخزانة الأمريكية، تصريح للسماح بوصول المساعدات للمناطق المتضررة، وخلافاً لذلك فإن الحصول على مساعدات قد يكون محظوراً بموجب العقوبات المفروضة على سوريا.