شياطين الانس.. “محتالين” يستخدمون زلازل تركيا المدمرة للنصب وسرقة الأموال
في الوقت الذي ضرب فيه الزلزال المدمر سوريا وتركيا، لا يهمل المحتالون أي باب للشيطان إلا وطرقوه في سبيل جهدهم الدائم لسرقة الأموال مستغلين عاطفة جموع الشعب في تقديم يد العون للمحتاجين، فكلما مر الوقت كانت فرص انتشال الناجين من تحت الأنقاض تتضاءل، وفرص البقاء على قيد الحياة تقل.
صفحات تبرع مزيفة
وفي السياق ذاته، رصدت الأمم المتحدة تناميًا في عدة صفحات على منصات التواصل الاجتماعي، وهي عبارة عن صفحات وهمية، ووجهت تحذير من زيادة أنشطة الاحتيال من خلال الصفحات الوهمية التي تنتهز الكوارث وتتأمر مع الطبيعة على البشر، حسب سكاي نيوز عربية.
وأضافت أن عمليات الاحتيال لا تعتمد على سرقة أموال المتبرعين فقط، بل تعوق بطبيعة الحال وصول التبرعات إلى المحتاجين.
وأشارت إلى أنه يجب الحذر أثناء التبرع بالأموال، مضيفة أن هناك بعض الأدوات التي تساعد المتبرع كشف هوية المحتالين، وجاءت في أولى هذه الأدوات، هو فقر المعلومات، حيث أن صفحات التبرع المزيفة تفتقر إلى المعلومات عن منظمي جمع التبرعات أو متلقيها.
وذكرت الأمم المتحدة أن هذه الأداة ماهي إلا نذير خطر، قد ينتهي بخسارة المتبرعين أموالهم لصالح المحتاجين، وإذا أراد شخص التبرع بالمال فعليه التحقق أولًا من المؤسسات الخيرية المسجلة رسميًا.
ودعى خبراء الأمن الإلكتروني بضرورة التحقق من أن المؤسسات الخيرية مسجلة رسميا في قاعدة بيانات معروفة للتأكد من شرعيتها، ويحرص القراصنة الإلكترونيون على إتاحة خيارات تحويل أموال سهلة ومتعددة من بينها الدفعُ ببطاقات ائتمان وحسابات بالعملة الرقمية.
انتحال صفة الضحايا
ومن الأدوات التي يستخدمها المحتالون للحصول على الأموال، فإنهم يلجأون إلى حيل الضغط المالي والإلحاح وانتحال صفة الضحايا، حيث أنه من الجيد اللجوء دائما إلى المنظمات العالمية المعروفة والتي تقدم الدعم الإنساني.
أدوات تقنية ومسؤولية شخصية
وعلى صعيد آخر، قال محمد حاسبيني مدير فريق البحث والتحليل العالمي في شركة الأمن السيبراني كاسبرسكي، إن المحتال انتهازي ويحاول قصارى جهده من أجل الاستفادة أي خبر، سواء كانت كارثة أم حربًا؛ فهو دائما على أهبة الاستعداد للوصول إلى هدفه.
وتابع أن مثل كارثة الزلزال الذي حدث في سوريا وتركيا من الطبيعي أن تستعطف جموع الشعب ويشجع على التبرع، في الوقت الذي يستغل فيه المحتالين الفرصة لسرقة التبرعات.
ونبه على أهمية الحرص أثناء التبرع بالأموال خاصة للناس المندمجة على مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفًا أن هناك حسابات وهمية تنتحل حسابات مشاهير وغيرهم.
وشدد على أهمية وجود حماية إلكترونية على الأجهزة الإلكترونية، لكي تحاول وقف المواقع المزيفة.
تطور مقلق وواقع إنساني صعب
وفيما يتعلق بالواقع الصعب الذي أحاط بالعالم، توجهت الكاميرات لرصد لحظات الألم في وقت متأخر من مساء يوم الأربعاء، عند إنقاذ عدد قليل من الناجين، ومنهم عبد العليم معيني الذي تم انتشاله من تحت الأنقاض بجوار زوجته التي لاقت حتفها، إلى جانب انتشال امرأة مصابة تبلغ من العمر 60 عاما بعد 77 ساعة من وقوع الزلزال.
وفي بلدة جندريس السورية المدمرة، سار إبراهيم خليل في الشوارع المليئة بالركام ممسكًا بكيس جثث أبيض مطوي، وقال إنه فقد 7 من أفراد عائلته من بينهم زوجته واثنان من اشقائه، في مشهد مؤلم كادت أن يمزق القلوب.
وعلى مساحات واسعة من جنوب تركيا، يجلس حطام القلوب والمنازل يبحثون عن مأوي مؤقت وطعام، ينتظرون في حالة من الحزن بجوار أكوام الأنقاض التي لربما لا يزال أفراد العائلة أو الأصدقاء تحتها.