زلزال سوريا وتركيا.. منذ عام 1822 سباق مع الزمن بين مشرد ومصاب

عربي ودولي

زلزال - أرشيفية
زلزال - أرشيفية

ترك زلزال سوريا وتركيا دمارًا كبيرًا، نتج عنه خسائر فادحة، قُدرّت تكلفتها بالمليارات، خاصة مع متطلبات إعادة إعمار البنية التحتية وتعويض الناجين، الأمر الذي يسفر عن أعباء تثقل كاهل معظم الحكومات على تحملها.

تعليق صادم

وفي سياق متصل، قالت منظمة الصحية العالمية إنه من المتوقع أن يصل عدد المتضررين من تبعات الزلازل 23 مليون شخص، وأن فرق الإنقاذ في شمالي سوريا تسابق الزمن لانتشال العالقين تحت أنقاض المباني التي انهارت نتيجة الزلزال، حسب الـ بي بي سي البريطانية.

وبلغت حصيلة قتلى الزلزال الذي ضرب شمال سوريا وتركيا أكثر من خمسة آلاف شخص، ويواجه عمال الإنقاذ في سوريا صعوبات شديدة بسبب نقص المعدات والصقيع.

وقدرت قورة الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين بنحو 7،8 درجات على مقياس ريختر، وأشار بعض الخبراء الدوليين أن الدمار الذي خلف الزلزال لم يعتمد على قوته فقط بل تتمثل أيضا في توقيت الزلزال وموقعه وخط صدع هادئ نسبيا منذ قرنين، فضلا عن مبان مشيدة بصورة سيئة.

زلزال 1999

وتقع تركيا على خط صدع زلزالي رئيسي في العالم، وأن بنية المساكن لا تتوافق بالفعل مع منطقة معرضة لخطر الزلازل العنيفة، حسب ما قاله  روجيه موسون الباحث في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية.

وتسبب الزلزال الذي حدث في عام 1999 على بعد 100 كلم جنوب وشرق إسطنبول في مقتل 17 ألف شخص، وأن الزلزال الذي حدث يوم الاثنين، وقع على الطرف الآخر من البلاد قرب الحدود السورية على امتداد خط الصدع الشرقي للأناضول.

زلزال 1822 قضى على عشرات الآلاف

وتابع روجيه أن هذا الخط لم يشهد أي زلزال تفوق قوته 7 درجات منذ أكثر من قرنين، مما جعل السكان يستخفون بخطورته،  وتشير هذه المدة أيضا إلى أن كمية كبيرة نسبيا من الطاقة تراكمت على طول الصدع.

وأضاف أن الزلزال الذي ضرب يوم الإثنين، يشبه في قوته الزلزال الذي ضرب في أغسطس 1822، والذي قدرت قوته بنحو 7،4، والذي نتج عنه دماء هائل وهدمت مدن باكملها وقضى على عشرات الآلاف من البشر، حسب فرانس 24 الفرنسية

انهيار على شكل طبقات

ومن جانبه، أوضحت كارمن سولانا عالمو البراكين في جامعة بورتسموث البريطانية، أن تشييد المباني من العوامل الرئيسية عند حدوث الزلازل، مضيفة أن مقاومة البنية التحتية متفاوتة في جنوب تركيا، على الرغم من أن زلزال عام 1999 أدى إلى إصدار تشريع في عام 2004 يلزم جميع المباني الجديدة لمعايير مقاومة الزلازل.

وأشارت إلى أن إنقاذ الأرواح يعتمد على سرعة الإغاثة، لا سيما في سوريا.

وبدوره قال بيل ماكغواير عالم البراكين من جامعة كلية لندن البريطانية، إن الكثير من المباني انهارت على شكل طبقات، وأن ذلك يحدث عندما تكون الجدران والأرضيات غير متصلة بشكل كافي، فينهار واحد تلو الآخر، أي ما طابق عموديا على الطابق السفلي، الأمر الذي من شأنه أن يترك للسكان فرصة ضئيلة على قيد الحياة.