البابا فرنسيس يختتم جولته بالسودان
اختتم البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، جولته في جنوب السودان، اليوم الأحد، بقداس أقامه في العاصمة جوبا.
ويعقد سكان جنوب السودان، الذين يعانون ويلات الانقسامات السياسية والقبلية، آمالًا عريضة، على زيارة البابا فرانسي؛ أرفع شخصية تزور الدولة الوليدة، منذ انفصالهم عن السودان عام2011 عقب حرب طاحنة استمرت 6 عقود، وشرد خلالها 4 ملايين سوداني، رغم أنها تصدرت طوال السنوات العشر الماضية عناوين الصحف العالمية بسبب ما ابتليت به من مجاعات وفيضانات وانقسامات أودت بحياة نحو 500 ألف شخص وشردت أكثر من ثلث السكان البالغ عددهم 11 مليون نسمة.
وتأتي زيارة البابا فرانسيس لجنوب السودان عقب، زيارة استمرت لثلاثة أيام بالكونغو الديموقطراطية بين يومي اللأربعاء والجمع الماضيين؛ إذ وصل الجمعة إلى جنوب السودان.
تعانى الدولتان الإفريقيتان اللتان تضمان عددًا كبيرًا من الكاثوليك في العالم، عنفًا ونزوحًا واضطرابًا مدنيًا في العقود الماضية؛ لذا يعقد شعب البلدين آمالًا كبرى على الزيارة البابوية؛ علّها تسلّط الضوء عليهما عالميًا.
وخلال قداسًا اقامه البابا فرانسيس في الكونغو الأربعاء الماضي، ندد البابا فرانسيس، بـ«الاستعمار الجديد» لإفريقيا، داعيًا القوى الكبرى للكف عن «الاستغلال الأهوج» لموارد وشعوب القارة السمراء، مؤكدًا أن النظام العالمى بات «قاتلًا»؛ بارتكازه على المال لا الإنسان، وأن الصراعات المنسية تمهد الطريق لحرب عالمية
شجب بابا الفاتيكان «الاستغلال السياسى والاقتصادى» للقارة الإفريقية، لافتًا إلى أن ممارسات القوى الكبرى التي تُفسح المجال أمام الاستعمار الاقتصادى تأتى «على قدم المساواة مع العبودية».
وأكد «فرنسيس» أن هذا الطور الجديد من الاستعمار، أقل وضوحًا، لكنه أكثر غدرًا؛ كونه يسلب الشعوب الإفريقية حقها في حرية تقرير مصيرها، وأعرب عن كامل دعمه للشعب الكونغولى، على وجه الخصوص، وحقه في الانتفاع بغاباته الاستوائية التي تتعرض «للنهب الجشع»، لافتًا إلى أن الكونغو تبرز المفارقة التي تعيشها الشعوب الإفريقية ذات الثروات المُحرمة على سكانها.
وأشار «فرنسيس» إلى أن إفريقيا تعيش مأساة يغلق عنها العالم- الأكثر تقدمًا من الناحية الاقتصادية- عيونه وآذانه وفمه، مضيفا: «سم الجشع لطخ الماس بالدم».
وعلى الصعيد الداخلى، شجب «فرنسيس» أعمال العنف في الكونغو الديمقراطية، ودعا الكونغوليين للسلام، قائلا إن زيارته تستهدف احتضان الشعب الكونغولى الذي عانى بشدة من الصراعات والفقر، وتذكير العالم بإفريقيا والصراعات المنسية بها.
واختتم بابا الفاتيكان خطابه بحديث شديد اللهجة للقوى الاقتصادية الكبرى المتنافسة في إفريقيا: «ارفعوا أيديكم عن جمهورية الكونغو الديمقراطية! ارفعوا أيديكم عن إفريقيا! توقفوا عن خنقها، إفريقيا ليست منجمًا يجب تجريده أو تضاريس يجب نهبها، هذا البلد بل هذه القارة تحوى شعوبًا لها حقوق تستحق الاستماع إليها.. ارفعوا أيديكم عسى أن تكون إفريقيا بطلة مصيرها».