من الرصد حتى الإسقاط.. الصين تفضح حيل أمريكا وواشنطن تراقب عن كثب
تطرقت الأحاديث في الآونة الأخيرة، عن أزمة المنطاد الصيني الذي حلق في سماء الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الرغم من إسقاطه إلا أن تداعياته لم تنتهي بعد، لا سيما على الصعيد الدبلوماسي، في محاولات من الصين لفضح حيل أمريكا، وعدم جعل البلاد كرة قدم سياسية في صراع السلطة.
بداية القصة
وتعود بداية القصة عندما أصدرت وكالات الأنباء الأمريكية في بيان لها عن وجود منطاد صيني في الأجواء الأمريكية في الثاني من فبراير الحالي، وحينها ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أن المنطاد كان في سماء الولايات المتحدة الأمريكية منذ 28 يناير المنصرم، وذلك قبل أن يحلق في المجال الجوي الكندي في 30 يناير، ليعود بعد إلى المجال الأمريكي ثانيةٍ، حسب سكاي نيوز عربية.
وأشارت الوزارة إلى المنطاد يحلق على ارتفاع أعلى بكثير من خطوط الملاحة الجوية، وأنه لا يمثل تي تهديدات عسكرية أو مادية للأمريكيين على الأرض، تواترت الاحاديث حول خطر المنطاد عندما كان يحلق في سماء ولاية مونتانا، في شمال غربي الولايات المتحدة الأمريكية، وهي ولاية قليلة السكان، ويوجد بها منشآت عسكرية حساسة، وهو ما أثار المخاوف من أن المنطاد أداة تجسس صينية.
تداعيات سياسية
وفيما يتعلق بالتداعيات السياسية، فإن أول الأمر ألغت حادثة المنطاد زيارة أنتوني بلينكن إلى بكين التي كانت من المقرر انعقادها اليوم، الأحد، وكانت الزيارة تمثل فرصة تهدئة الأوضاع المتصاعدة بين الجانبين على خلفية مجموعة من الملفات، لا سيما جزيرة تايوان.
وزادت التوترات بين الطرفين بعد أن أسقطت الولايات المتحدة المنطاد يوم السبت، وأصدرن الخارجية الصينية بيانا عبرت فيه عن استياءها الشديد، معترضة على استخدام أمريكا القوة لمهاجمة منطادها، وذكرت بكين إنها تحتفظ بحقها لاتخاذ الإجراءات اللازمة ردًا على إسقاط المنطاد.
الصين تفضح حيل أمريكا
وفي المقابل، قالت الحكومة الصينية، اليوم، الأحد أن الولايات المتحدة حولت المنطاد الصيني إلى فيلم ضخم في هوليوود، موضحة أن إدارة بايدن بالغت في رد الفعل عند معالجة الموقف، حسب صحيفة تشاينا ديلي الصينية.
وذكرت الصحيفة في إشارة إلى العلاقات بين الجمهوريين والديمقراطيين، أن المنطاد ليس عذر وليس سبب التأجيل، وأن السبب الحقيقي يأتي من السياسة الداخلية للولايات المتحدة.
وأضافت أن الصين تعتز بعلاقتها مع الولايات المتحدة، وينبغي أن يتردد صدى حسن نواياها بحسن نية بدلًا من مثل هذه الحيل القذرة التي تسعى إلى جعل البلاد كرة قدم سياسية في صراع السلطة.
الروايتان الأمريكية والصينية
ومن ناحية اخرى، قال مسؤول دفاعي أمريكي، إن واشنطن واثقة أن المنطاد الصيني الذي يلحق على ارتفاع شاهق، كان يحلق في سماء مواقع حساسه للغاية لهدف جمع المعلومات، لذلك، ضربت البحرية طوقا على مكان إسقاط المنطاد قبالة سواحل ولاية ساوث كارولينا المطلة على المحيط الأطلسي، من أجل انتشال الحطام ومعرفة مكوناته.
ونفت بكين أن المنطاد كان بغية التجسس على المصالح الأمريكية، وإنما كان الغاية منه علمية وأنه وصل إلى الأجواء الأمريكية بشكل عرضي.
ترك المنطاد فترة طويلة قبل إسقاطه
وأشار القادة العسكريون على بايدن إلى أنه لا بد من عدم إسقاط المنطاد بسبب مخاطر الحطام المتساقط، وأسقطت مقاتلتان حربيتان من طراز "إف- 22" المنطاد بعد أن ابتعد عن الأراضي الأميركية، وتحديدا قبالة سواحل ساوث كارولينا، وذلك وفقًا لما ذكرته رويترز البريطانية.
ووضع الجيش الأمريكي خطة لإسقاط المنطاد فوق البحر لتقليل المخاطر، حسب موقع إكسيوس الأمريكي.
وسستأخر عملية انتشال الحطام أياما، وذلك نتج عن غياب سفينة متخصصة في الأمر من مكان الحطام، ومن المرتقب بعد العثور على بقايا الحطام أخذه إلى مختبر مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" حيث ولاية فرجينيا من أجل تحليلها، طبقًا لـ سي أن أن الأمريكية.
الاستفادة
ذكر الصحفي الأمريكي ديفيد إغناتيوس، أن المناطيد لا يبدو أنها تجمع المعلومات الاستخباراتية، مما يمكن أن تجمع الأقمار الاصطناعية الصينية في مدار أرضي منخفض، وأكد هذا الأمر مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، وأضاف أن المنطاد يوفر دقة افضل في صوره لكن لا يوفر معلومات اوفى مقارنة بالاقمار الاصطناعية.
ونفى أن البالون كان ينثر أجهزة تجسس صغيرة، وأنه لا يوجد أي دليل على هذه الأخبار.
هدية استخباراتية من الصين لواشنطن
ومن جانبه، أوضح مسؤول دفاعي كبير أن إسقاط البالون كان من شأنه أن يفيد الولايات المتحدة بشكل كبير، حيث تم دراسته وفحصه، والتي كانت ذات قيمة كبيرة، وفقًالـ إيه بي سي نيوز الأمريكية.