من هو برويز مشرف الذي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي بوفاته؟

من هو برويز مشرف الذي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي بوفاته؟

تقارير وحوارات

برويز مشرف
برويز مشرف

أعلنت وسائل الإعلام الباكستانية عن وفاة الرئيس الباكستاني الأسبق برويز مشرف عن 79 عاما، يوم الأحد، بعد صراع طويل مع المرض، كما أعلن الجيش الباكستاني في بيان صدر في إسلام أباد.

لذلك قامت بوابة الفجر الإلكترونية باستعراض كافة التفاصيل حول مشوار برويز مشرف.

من هو برويز مشرف؟
 

ولد مشرف لعائلة متحدثة باللغة الأردية في مدينة دلهي بالهند البريطانية يوم 11 أغسطس عام 1943، وهو ابن سيد مشرف الدين وزوجته بيغوم زارين مشرف (نحو عام 1920 – 2021).

و كانت عائلته مسلمة من السادة ممن ادعوا انحدار أصولهم للنبي محمد، تخرج سيد مشرف من جامعة عليكرة الإسلامية، ودخل سلك الخدمة المدنية الذي كان يعد من الوظائف المرموقة بشدة إبان فترة الحكم البريطاني.

انحدر مشرف من سلالة عائلية طويلة من المسؤولين الحكوميين إذ كان جده الأكبر جابيًا للضرائب في حين كان جده من طرف أمه قاضيًا.
ولدت والدة مشرف زارين في مطلع عشرينيات القرن العشرين ونشأت في مدينة لكناو حيث تلقت تعليمها هناك لتتخرج بعدها من كلية إندرابراستها بجامعة دلهي حاصلةً على درجة بكالوريوس في تخصص الأدب الإنكليزي. تزوجت زارين بعدها وكرست نفسها لتربية عائلتها.

أما والده سيد فكان يعمل محاسبًا لدى وزارة الخارجية في الحكومة الهندية البريطانية، وأضحى في نهاية المطاف مديرًا للمحاسبة.

كان مشرف الثاني من أخوته الثلاثة الذين كان جميعهم فتيانًا. كان شقيقه الأكبر جاويد مشرف عالم اقتصاد مقيم في روما وأحد مدراء الصندوق الدولي للتنمية الزراعية. أما شقيقه الأصغر نوید مشرف فهو عالم تخدير مقيم في ولاية إلينوي بالولايات المتحدة.

عاشت عائلة مشرف في وقت ولادته ضمن منزل كبير كان يعود لعائلة والده لسنوات عدة ويطلق عليه اسم نيهار والي هافيلي والتي تعني «المنزل الواقع إلى جانب القناة».
كانت عائلة السير سيد أحمد خان تقيم في منزل قريب عليهم. تشير صكوك ملكية المنزل إلى التعليم الغربي الذي نالته العائلة بالإضافة إلى مكانتها الاجتماعية إذ وقّع والد مشرف هذه الصكوك بالإنكليزية، وذلك رغم كتابتها بالأردية بصورة كاملة.

باكستان وتركيا

كان مشرف في الرابعة من عمره حين حققت الهند استقلالها وأنشِأت باكستان بوصفها موطنًا لمسلمي الهند. هاجرت عائلة مشرف إلى باكستان قبيل بضعة أشهر من إعلان الاستقلال في شهر أغسطس من عام 1947.
التحق والده بسلك الخدمة المدنية الباكستاني مباشرًا العمل لدى الحكومة الباكستانية، وبعدها انضم والده إلى وزارة الخارجية وتولى فيها مهمة بتركيا. يستفيض مشرف في ذكر تجربته الأولى مع الموت بعد سقوطه من شجرة منغا في سيرته الذاتية التي تحمل عنوان «في خط النار: مذكرة».

انتقلت عائلة مشرف إلى أنقرة بعدما أصبح والده عضوًا في الوفد الدبلوماسي الذي بعثته باكستان إلى تركيا في عام 1949، تعلم مشرف تحدث اللغة التركية،
وكان لديه كلب يدعى وسكي وهو ما جعله من محبي الكلاب طوال حياته. مارس الرياضة في شبابه. غادر تركيا في عام 1956 وعاد إلى باكستان في عام 1957 ليلتحق بمدرسة القديس باتريك بمدينة كراتشي، وقبِل بعدها بكلية فورمان كريستيان التابعة لجامعة لاهور.
اختار مشرف الرياضيات تخصصًا له في كلية فورمان والتي تميز فيها على الصعيد الأكاديمي، ولكنه طور اهتمامًا بالعلوم الاقتصادية فيما بعد.


مشواره السياسي

أصبح رئيسا لباكستان في 20 يونيو 2001 وذلك بعد سنتين من قيادته الجيش للانقلاب على رئيس الوزراء آنذاك نواز شريف، وقد أعاد بانقلابه هذا الجيش إلى سدة الحكم بعد غياب زاد عن عشر سنوات أي منذ موت الجنرال ضياء الحق في عام 1988. وظل يتولى الرئاسة حتى أعلن في خطاب متلفز في يوم 18 أغسطس 2008 عن استقالته وذلك قبيل جلسة للبرلمان كان الائتلاف الحاكم يعتزم فيها مسائلته تمهيدًا لعزله.

استقالته

في 18 اغسطس لعام 2008 أعلن برويز مشرف استقالته قبل مسائلة وشيكة كان الائتلاف الحاكم أعلن اعتزامه القيام بها، وفي كلمة أذاعها التلفزيون واستمرت لمدة ساعة دافع مشرف عن حكمه الذي استمر نحو 9 أعوام، ورفض المزاعم الموجهة ضده، ولكنه قال إنه يترك منصبه بعد مشاورات مع المستشارين القانونيين والأنصار السياسيين المقربين منه، وبناء على نصيحتهم اتخذ قرار الاستقالة وأعلن أنه سيرسل استقالته إلى رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) اليوم.

اعترافاته

كان لعملية هدم المسجد الأحمر بالغ الأثر على مستقبل الرئيس الباكستاني برويز مشرف في الحكم وقد اعترف بذلك بنفسه قائلا: إن سبب فقدانه السلطة يعود إلى إعطائه الأوامر باقتحام المسجد الأحمر في إسلام أباد خلال يوليو 2008. وقال إن تلك العملية حولته من «بطل إلى صفر».

حكم الإعدام

بتاريخ 17 ديسمبر 2019 قضت المحكمة الخاصة في إسلام أباد بإعدامه بعد إدانته بالخيانة العظمى، وترجع القضية إلى نوفمبر 2007، حيث قام مشرف بتعليق العمل بالدستور وفرض حالة الطوارئ في البلاد، في خطوة منه لتمديد فترة حكمه ومواجهة المعارضين له،مما أثار الجدل والاحتجاجات ضده، واضطر للاستقالة عام 2008 لتفادي محاكمته وعزله.
وبعد انتخاب نواز شريف رئيسا للوزراء في 2013، والذي يعتبر خصم مشرف القديم، حيث أطاح به في انقلاب في 1999، بادر شريف إلى محاكمة مشرف بتهمة الخيانة، وفي مارس 2014 وجهت تهمة الخيانة العظمى إلى برويز مشرف الذي اعتبر أن الدافع وراء القضية سياسي، وحسب قوله إن ما اتخذه من إجراءات في 2007 كان بعد موافقة الحكومة ومجلس الوزراء. ولكن المحاكم رفضت تبريره هذا، واتهمته بالتصرف بشكل غير قانوني.

وفاة برويز مشرف
 

توفي برويز مشرف في اليوم الخامس من فبراير عام 2023 عن عمر ناهز التاسعة والسبعين في مستشفى دبي الأمريكي في الإمارات العربية المتحدة بعد صراع طويل مع مرض الداء النشواني.