معركة مفيهاش طيارات ولا جيش..

أولياء أمور بالإسكندرية يتزاحمون على الكتب الخارجية المستعملة بأسواق الكتب..

أخبار مصر

كتب خارجية
كتب خارجية

محال كتب يمينا ويسارا، سيارات تسير ببطء شديد، وشباب في عمر الزهور يتوافدون بشكل قليل نسبيا على محال بيع الكتب، وعطور تفوح يمينا وشمالا، وعيون مصر الساهرة تتوسط الشارع، لحماية المنشآت الحيوية فيه، هكذا يسير الأمر نهارا في شارع النبي دانيال الشارع الأشهر والأكثر زحاما لبيع الكتب في محافظة الإسكندرية، إذ يعد معرض الإسكندرية الدائم للكتاب.

ولكن إذا ما نظرت لبعض المحال خاصة في هذه الأيام قبل بدء الفصل الدراسي الثاني، فإذا بك تقع عينك على بعض المحال يكثر فيها الزحام خاصة لهؤلاء الذين يبدوا عليهم التقدم في العمر نوعا ما، فليسوا من فئة الطلاب المثقفين الذين يتوافدون على محال الكتب، ولكن معظمهم من الأمهات اللاتي يقبلن بشكل غريب على بعض المحال.

"الفجر" ذهبت بعدستها نحو هذا الزحام الغريب والمفاجئ في الشارع الهادئ، ليكشف محرر الجريدة أن الزحام على محال بيع الكتب، ولك ليست الكتب الثقافية والدينية والفنية، إنما كتب المدارس الخارجية "المستعملة".

رحمة حسن، أم لثلاثة أطفال أكبرهم في الصف الرابع والأوسط في الصف الثاني الإبتدائي، افترشت الأرض بين أقدام زميلاتها في الأمومة، وبدأت تقلب في صفوف الكتب المتراصة في محل صغير، تبحث عن كتب لطفليها الطالبين، في جميع المواد، وتقوم بفرزها بحثا عن الكتب الأفضل حالا، والتي لا يوجد فيها إجابات كثيرة.

تقول رحمة في حديثها لـ "الفجر"، أنا لو اشتريت الكتب دي جديدة من أي مكتبة هشتريها 800 جنيه، كتاب اللغة العربي للصف الرابع الإبتدائي وصل سعره 80 جنيه، وهذه مادة واحدة فقط فما بالكم بباقي المواد.

وتضيف رحمة، أقوم بغرز الكتب، وأبحث عن تلك التي لا يوجد فيها إجابات كثيرة من الطالب الأول الذي قام ببيعها للتاجر، وأتمنى أن أحد الكتاب نظيفا، وغير ممزق ولا يوجد فيها كتابات ولا أجوبة كثيرة، وأشتري الكتاب بنصف ثمنه، وبنقي الكتاب زي الطماطم توفيرا للنفقات.

ويقول أحمد السعيد ولي أمر لطالب في الصف السادس الابتدائي، ماذا أفعل، الكتب غالية جدا، وطبعا كتب المدرسة لا نفع منها، ومدرسو الدروس الخصوصية يطلبون كتب خارجية بعينها، ولابد من شرائها، لأنها تقوي مهارات ابني في التدريبات وحل المسائل الرياضية وأسئلة النحو، وما إلى ذلك من التدريبات والمهارات الخاصة، ولا يخرج عنها الامتحان.

ويتابع السعيد، أناشد وزارة التربية والتعليم، تعديل الكتب المدرسية، إصدار كتب خارجية بسعر مخفض ينافس الماركات الخاصة للكتب الخارجية، رحمة لأولياء الأمور والطلاب معا.

ويقول حمدي عبد الفتاح، ولي أمر لـ3 طلاب، لم أكن أتوقع أني سأزاحم الآباء الآخرين للحصول على كتاب بحالة جيدة لابني حتى يستخدمه في الدرس الخصوصي، ولكن ضيق الحال وغلاء الأسعار على كل الأصعدة جعلني أبحث عن البدائل للكتب الجديدة، وهي هنا أرخص بمقدار النصف، ووهذا توفير كبير جدا، وأيضا حزن شديد يعتصر قلبي.