عبدالله السناوي: ياسر رزق كان يشعر أن الموت قريب.. وكان له مواقف تاريخية في يناير و30 يونيو
قال الكاتب الصحفي عبدالله السناوي، إن نقابة الصحفيين لا تستقبل اليوم عزاء أو تأبين الراحل ياسر رزق، ولكنه حفل تكريم له، وفي محبته، ولتاريخه الكبير والمؤثر في تاريخ مصر.
وأضاف خلال حفل تأبين للكاتب الصحفي الراحل ياسر رزق بالنقابة، اليوم، أن الذاكرة العامة في النقابة لا يمكن أن تغيب عن المواقف النقابية التي اتخذها ياسر رزق، ولكنها تُعبّر عن شخصيته، وقد ترد بعض المطاعن التي قيلت بحقه عندما اقتُحمت نقابة الصحفيين عام 2016، ولكنه كان يومًا صعبًا عليه، واتخذ وقتها موقفًا مدافعًا عن المهنة والنقابة، وطالب بإقالة وزير الداخلية آنذاك، وكان رأيه وشجاعته نابعين من غيرته على مهنته ونقابته في وقت عصيب، وانحاز لهم، وتحمل مسؤولية وعواقب الموقف الذي اتخذه، ولم يكن أمرًا سهلًا عليه.
وتابع: "نقول ياسر رزق عندما نريد أن نتحدث عن الالتزام وشجاعة الموقف، ياسر رزق لم يُملى عليه، وكان شريكًا حقيقيًا في أمل وحُلم، وسجّل سهادة دقيقة عن فترة فارقة في حياة مصر بكاتبه سنوات الخماسين، والذي احتوى على وقائع، وهذا بعض ما يعرفه الكاتب الراحل، ولم يتحث فيه عن تاريخه، ولكن تحدث عن تاريخ مصر، ولم يكذب كذبة واحدة، ولم يدعِ ادعاءً واحدًا".
وأكد "السناوي" أن لا أحد يستطيع أن ينكر أو يتجاهل شهادة ياسر رزق، والذي كان يشعر بأن الموت اقتر ب منه، رغم أنه كان مطمئنًا بالتقارير الطبية الأخيرة الخاصة بالمرض، ولكن الموت كان إحساسًا داخله، وهو ما دفعه ليكتب كتابه الأخير.
وأضاف: "أعتقد أن ياسر رزق مات بالإرهاق أكثر من الأزمة القلبية أو أي مرض آخر، لإن حجم ما بذله قبل وفاته من ندوات وفضائيات وكتابه، كان كبيرًا وأكثر من اللازم، ياسر قد تختلف معه أو تتفق في بعض المواضع أو المواقف، ولكن أفضل ما يُنسب إليه هو العُمق الإنساني؛ فلم يأذِ أحدًا طوال عمله بمؤسسة أخبار اليوم، وكثيرون كانوا يتعرّضون لظروف تستدعي اتخاذ إجراءات بحقهم، ولكن لم يمضِ في عقاب أحد، وكان يصفح ويسامح".
ولفت "السناوي" إلى أن ياسر رزق كان أكثر رؤساء تحرير أخبار اليوم شعبية، ونجح في إدراتها، وتحويلها إلى مؤسسة ضخمة، وحقق بها نهضة غير مسبوقة، بالإضافة إلى مجلة الإذاعة والتلفزيون، والتي نجح أن يحقق فيها أعلى توزيع على مستوى الجمهورية.
وشدد على أن الكاتب الراحل ياسر رزق انحاز لثورة يناير، وواجه جماعة الإخوان الإرهابية، ولم يأخذ تعليمات من أحد، وكان يراها معركة مصر، رغم اتهام الكثيرين له، إلا أنه كان يتحدّث عن اعتقاده الشخصي، وكان يُعبّر عن أرائه وتصوراته، بالإضافة إلى موقفه في ثورة 30 يونيو، والتي كان شريكًا بها، وجزءًا من جبهة الإنقاذ، وكانت كلمته مسموعة ومؤثرة داخل قطاعات وساعة في الدولة، مؤكدًا أنه استحق احترام بالغ، وتقدير حقيقي من جميع الصحفيين والوطنيين في مصر.
جاء ذلك بحضور أرملته الكاتبة الصحفية أماني ضرغام، وضياء رشوان نقيب الصحفيين، وأعضاء المجلس: محمد شبانة، وخالد ميري وكيل النقابة، وأيمن عبدالمجيد السكرتير العام، بالإضافة إلى إبراهيم أبوكيلة، وحماد الرمحي رئيس لجنة التدريب، ومحمود كامل، ودعاء النجار.
كما شارك عددُ من الكُتاب الصحفيين، على رأسهم عبدالله السناوي، وخالد داوود، والإعلامي مصطفى بكري رئيس تحرير جريدة الأسبوع، وعماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق، وممدوح الصغير رئيس تحرير أخبار الحوادث الأسبق، وعبدالله حسن وكيل الهيئة الوطنية للصحافة.
وعرض حفل التأبين جزءًا من فيلم وثائقي أعدته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، عن حياة الكاتب الصحفي الكبير الراحل.