في ذكرى رحيلها ال48.. ما لا تعرفه عن أم كلثوم
في ذكرى رحيلها ال48.. ما لا تعرفه عن أم كلثوم
تحتفل مصر والعالم اليوم بذكري وفاة كوكب الشرق، لذلك قامت بوابة الفجر الالكترونية باستعراض كافة التفاصيل بمشوار الست أم كلثوم.
حياة أم كلثوم
ولدت فاطمة لأسرة متواضعة في قرية ريفية تسمى طماي الزهايرة، في مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية، الخديوية المصرية، كان والدها الشيخ إبراهيم إمامًا ومؤذنًا لمسجد في القرية، ووالدتها فاطمة المليجي تعمل كربة منزل. تضاربت مصادر تاريخ ميلادها الدقيق، فبعض المصادر تشير إلى أن تاريخ ميلادها يعود لتاريخ 31 ديسمبر 1898م، ومصادر أخرى ترجح أن ميلادها يرجع لتاريخ 4 مايو 1908م وهو المذكور في سجل مواليد المحافظة.
عاشت العائلة في مسكن صغير مُشيد من طوب طيني. وكانت حالة الدخل المادي للأسرة منخفضة، حيث إن المصدر الرئيس للدخل هو أبيها الذي يعمل كمُنشد في حفلات الزواج للقرية.
وبالرغم من الحالة المادية الصعبة للأسرة إلا أن والديها قاما بإلحاقها بكتاب القرية لتتعلم وتعلمت الغناء من والدها في سن صغيرة، فبرزت موهبتها المميزة، وعلمها أيضًا تلاوة القرآن، وذكرت أنها قد حفظته عن ظهر قلب. وذات مرة سمعت أباها يُعلم أخيها خالد الغناء، حيث كان يصطحبه ليغني معه في الاحتفالات، فعندما سمع ما تعلمته انبهر من قوة نبرتها، فطلب منها أن تنضم معه لدروس الغناء، وبدأت الغناء بسن الثانية عشر وذلك بعدما كان يصطحبها والدها إلى الحفلات لتغني معه وكانت تغني وهي تلبس العقال وملابس الأولاد.
وبعدما سمعها القاضي علي بك أبو حسين قال لوالدها: لديك كنز لا تعرف قدره... يكمن في حنجرة ابنتك، وأوصاه بالاعتناء بها.
بدأ صيت أم كلثوم يذيع منذ صغرها، حين كان عملها مجرد مصدر دخل إضافي للأسرة، لكنها تجاوزت أحلام الأب حين تحولت إلى المصدر الرئيس لدخل الأسرة، أدرك الأب ذلك عندما أصبح الشيخ خالد ابنه المنشد وعندما أصبح الأب ذاته في بطانة ابنته الصغيرة. وفي ذات مرة تصادف أن كان أبو العلا معها في القطار وسمعها تردد ألحانه دون أن تعرف أنه معها في القطار، وذلك بعد عام 1916م حيث تعرف والدها على الشيخين زكريا أحمد وأبو العلا محمد اللذين أتيا إلى السنبلاوين لإحياء ليالي رمضان وبكثير من الإلحاح أقنعا الأب بالانتقال إلى القاهرة ومعه أم كلثوم وذلك في عام 1922م. كانت تلك الخطوة الأولى في مشوارها الفني. حينها أحيت ليلة الإسراء والمعراج بقصر عز الدين يكن باشا وأعطتها سيدة القصر خاتما ذهبيا وتلقت أم كلثوم 3 جنيهات أجرًا لها.
تزوجت من السيد حسن السيد الحفناوي في عام 1954 إلى عام 1975.
الحياة الفنية
البدايات
عادت إلى القاهرة لكي تستقر نهائيًا في عام 1921م. وكانت تغني في مسرح البوسفور في ميدان رمسيس دون فرقة موسيقية. وغنت على مسرح حديقة الأزيكية واشتهرت بقصيدة «وحقك أنت المنى والطلب» وتعد هذه أول إسطوانة لها صدرت في منتصف العشرينيات وبيع منها ثمانية عشر ألف إسطوانة.
وتعلمت أم كلثوم لاحقًا من أمين المهدي أصول الموسيقى، وكذلك تعلمت عزف العود على يد أمين المهدي ومحمود رحمي ومحمد القصبجي.
في عام 1923م غنت في حفلات كبار القوم، كما غنت في حفل حضرته كبار مطربات عصرها وعلى رأسهم منيرة المهدية شخصيًا والتي كانت تلقب بسلطانة الطرب، والتقت في نفس العام بالموسيقار محمد عبد الوهاب لأول مرة بحفلة أقيمت في منزل والد أبي بكر خيرت.
في عام 1924م تعرفت إلى أحمد رامي عن طريق أبي العلا، في إحدى الحفلات التي أدت أم كلثوم فيها أغنية «الصب تفضحه عيونه» كان أحمد رامي حاضرًا بعد أن عاد من أوروبا، فأدرك أنه قد وجد هدفه. غير أن البداية الحقيقية كانت عندما سمعها محمد القصبجي الملحن المجدد وقتها.
في نفس العام 1924م، تعرفت أم كلثوم إلى طبيب أسنان يهوى الموسيقى هو أحمد صبري النجريدي أول ملحن يلحن لأم كلثوم ألحانا خاصة بها، إلا أن ألحانه اعتمدت على الزخارف الموسيقية بشكل مبالغ فيه مما دفع أم كلثوم إلى إنهاء التعاون معه مبكرًا.
أول فرقة موسيقية
بدأ محمد القصبجي في إعداد أم كلثوم فنيا ومعنويا مشكلًا لها فرقتها الخاصة، وأول تخت موسيقي يكون بديلا لبطانة المعممين التي كانت معها دائما، عندما شنت روز اليوسف والمسرح هجوما صاعقا على بطانتها. لعل هذا ما جعل أباها يتخلى عن دوره كمنشد وينسحب هو والشيخ خالد. بعد ذلك بعام تقريبا خلعت أم كلثوم العقال والعباءة وظهرت في زي الآنسات المصريات، وذلك بعد أن توفى الشيخ (أبو العلا محمد) الذي ترك فيها تأثيرا روحيا عظيما وكان مرشدها في عالم الطرب.
كان شائعًا في أوائل القرن العشرين أن يقدم المطربون قصائد بعينها بصرف النظر عن تفرد أحدهم بها، وكانت المباراة بين المطربين تكمن في كيفية أداء نفس القصيدة. وهكذا أدت أم كلثوم قصيدة (أراك عصي الدمع) مرة من ألحان السنباطي، ومرة أخرى من ألحان عبده الحامولي عام 1926.
الأغاني التي غنتها أم كلثوم
طوف وشوف
شمس الأصيل
حق بلادك
نصرة قوية وفرحة هنية
صوت بلدنا
مصر التي في خاطري وفي دمي (صوت الوطن)
ياسلام على عيدنا
نشيد الجلاء (يا مصر إن الحق جاء)
بأبي وروحي
مصر تتحدث عن نفسها
بعد الصبر ما طال
بطل السلام
الوحدة (يا ربي الفيحاء)
صباح جدي
يا جمال يا مثال الوطنية
صوت السلام
فرحة القنال (ما احلاك يا مصري)
أنا فدائيون
ثوار ثوار
قم واسمعها من أعماقي
راجعين بقوة السلاح
أنشودة الجيش
والله زمان يا سلاحي
مصر تتحدث عن نفسها
نشيد الجامعة
النيل (أغنية)
نشيد الطيران
بغداد يا قلعة الأسود
يا حبنا الكبير
الفجر الجديد
محلاك يا مصري
منصورة يا ثورة أحرار
قصة السد (كان حلما فخاطرا)
بالسلام احنا بدينا
باسم مين
الزعيم والثورة (بالمحبة والأخوة)
شعب العراق
يا صوت بلدنا
على باب مصر
حولنا مجرى النيل
قوم بإيمان وبروح وضمير (حق بلادك)
طريق واحد (أصبح عندي الآن بندقية)
مصر (أجل إن ذا يوم لمن يفتدي مصر)
رسالة إلى جمال عبد الناصر بمناسبة وفاة جمال عبد الناصر 1970
يا سلام على الأمة
إن يغب عن مصر (ذكرى سعد) 1927
ميلاد الملك (اجمعي يا مصر) 1937
إرفعي يامصر أعلام السرور بمناسبة زواج الملك 1938
أشرقت شمس التهاني بمناسبة زواج الملك فاروق 1938
يا أغاني السماء بمناسبة ميلاد الأميرة فريال 1938
مبروك على سموك بمناسبة زفاف ولي عهد إيران والأميرة فوزية 1939
يا بدر لما جبينك لاح ذكرى زواج الملك 1940
لاح نور الفجر بمناسبة عيد جلوس الملك 1941
أميرة الوادي (زهرة هلت على فجر الحياة) بمناسبة ميلاد الأميرة فادية 1942
تحية الربيع (تغنى بحبك موج النهر) بمناسبة عيد جلوس الملك 6 مايو 1944
زهر الربيع بمناسبة إنشاء جامعة الدول العربية 1945
أيقظي يا طير نعسان الورود بمناسبة عيد ميلاد الملك 1946
بزوغ نجمها
في عام 1928 تغني مونولوج (إن كنت أسامح وأنسى الآسية)، لتحقق الأسطوانة أعلى مبيعات وقتها على الإطلاق ويدوي اسم أم كلثوم بقوة في الساحة الغنائية، وهو نفس العام الذي لحنت فيه أم كلثوم أغنية (على عيني الهجر) بنفسها لنفسها!..
وفي 31 مايو 1934م بعد افتتاح الإذاعة المصرية كانت أم كلثوم أول من غنى فيها.
التعاون مع السنباطي
في عام 1935 غنت ام كلثوم (علي بلد المحبوب وديني) من ألحان ملحن شاب رياض السنباطي، وقد ظل السنباطي يلحن لأم كلثوم ما يقرب من 40 عاما، ويكاد يكون هو ملحنها الوحيد في فترة الخمسينيات، بعدها بعام لحنت أغنية (يا رتني كنت النسيم) في ثاني وآخر تجربة لها وكانت تجربتها الأولي أغنية (على عيني الهجر) عام 1928.
في عام 1943م أسست أول نقابة للموسيقيين برئاستها وظلت بمنصبها مدة عشر سنوات.
في عام 1946 غنت 3 قصائد من ألحان السنباطي وكلمات أحمد شوقي، غنت (سلوا قلبي) التي أخذت بعدا سياسيا في أبياتها التي تقول
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
كان ذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ونكوص الإمبراطورية البريطانية عن وعدها بمنح مصر الاستقلال التام، وغنت قصيدة (ولد الهدي)، ويصل طلب من القصر بتغيير كلمة «الاشتراكيون» في البيت الذي يقول:
الاشتراكيون أنت إمامهم لولا دعاوي القومُ والغلواءُ
كان هذا في عصر بروز التيار اليساري الذي لم يكن يتماشي مع اتجاهات القصر ولا رغبات الملك، إلا أنها أصرت علي عدم تغيير أي كلمة، وغنت أيضا في ذلك العام
أروع ما غنت في المديح النبوي نهج البردة.
في سنة 1966 غنت من الحان رياض السنباطي قصيدة الأطلال من كلمات الشاعر إبراهيم ناجي وكان غناؤها لهذه الأغنية بعد عام واحد من غنائها لأغنية أنت عمري من الحان محمد عبد الوهاب، وكان ذلك بمثابة رد من السنباطي على عمل عبد الوهاب أنت عمري الذي حقق نجاحًا كبيرًا وأثبت السنباطي أيضًا قدرته الفائقة على تلحين القصائد التي تكتب بالفصحى وحققت الأطلال نجاحًا قويًا.
من أشهر الأغاني التي غنتها انا وأنت ظلمنا الحب - الحب كده - هجرتك يمكن انسى هواك.
جوائز وتكريمات
وسام الرافدين من قبل الحكومة العراقية في 1946 وهو أعلى وسام يمنح في العراق، في عصر النظام الملكي
في عام 1975 تضم إلى قائمة الأوسمة وسام النهضة من ملك الأردن عام ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس هاشم الأتاسي
وسام الجمهورية من رئيس تونس بورقيبة عام1968.
في عام 1959 تنال وسام الأرز برتبة كوماندوز من رئيس الوزراء اللبناني رشيد كرامي.
المرض والوفاة
سافرت إلى لندن لتلقي لعلاج وكانت قبل سفرها قد طلبت من الشاعر صالح جودت أن يكتب لها أغنية بمناسبة حرب أكتوبر وبعد عودتها طلبت من الملحن رياض السنباطي تلحينها حتى تغنيها في عيد النصر لكنها توفيت قبل تأديتها.
بدأت صحتها تسوء في عام 1971م، فانقطعت عن تقديم الحفلات، وكانت أغنية ليلة حب آخر ما غنّته وذلك في 17 نوفمبر 1972م، وفي 21 يناير 1975م أوشكت على الوفاة بسبب عدة مشاكل بكليتيها، وبالرغم من السنوات العديدة من تلقي العلاج، رفضت الإقامة في المستشفى لتلقي العلاج حيث كانت تقول: لو ذهبت للمستشفى، فسوف أموت هناك. في 22 يناير 1975م تصدرتْ أخبار مرض أم كلثوم الصحف وكانت الإذاعة تستهل نشراتها بأخبار مرض أم كلثوم وعرض الناس التبرع بالدم لأم كلثوم.
في يوم الأثنين 3 فبراير 1975م عند الرابعة مساءًا توفيت أم كلثوم في القاهرة بسبب قصور القلب عن عمر يناهز 76 عامًا، وشُيعت جنازتها من مسجد عمر مكرم الواقع بوسط القاهرة، وكانت جنازةً مهيبة ومن أكبر الجنازات في العالم إذ قُدِّر عدد المشيعين بين 2 إلى 4 ملايين شخص.
أعلنت إذاعات الشرق الأوسط والبرنامج العام وصوت العرب عن وفاتها، وظهر يوسف السباعي في تمام السادسة مساءً ليلقي النبأ، بينما وقف سيد مرعي رئيس مجلس الشعب دقيقة حدادًا.
أرسل الأمير عبد الله الفيصل هدية عبارة عن عدة ليترات من ماء زمزم وصلت مباشرة من الأراضي المقدسة كواجب أخير.