"الإرهاب الطائفي بين الدولة الصفوية والجمهورية الإيرانية".. قصة كتاب يكشف سياسات إيران
من داخل صالة ٣ جناح رقم ٤١ يقدم معرض الكتاب لزواره كتاب "الإرهاب الطائفي بين الدولة الصفوية والجمهورية الإيرانية" حيث يُسلط الضوء على بحث تاريخي وعقدي بين الدولة الصفوية في الماضي والجمهورية الإيرانية في الحاضر، للتشابه بينهما في المعتقد والمذهب.
تم اختيار الدولة الصَّفَوية دونَ بقيَّةِ الحضارات والدُّول الشيعيَّة التي تعاقبَتْ على إيران، لعدة أسباب ذكرها المؤلف، ومن ضمنها طول فترة حكم الدولة الصفوية والتي امتدت قرنان ونصف، كما تميزت عن غيرها بأنها قامت بتغييرُ المذهبِ الرَّسميِّ في إيران من مذهَبِ أهلِ السُّنة إلى التشيُّع.
واشتَهَرتْ الدولة الصَّفَوية، بالغُلُوِّ والتعصُّب ونَشرِ الخُرافات، والدَّمويَّة والانتقام والبَطش بأهلِ السنَّة، وأنَّها كانت سببًا قويًّا بل جوهريًّا في وقف فتوحاتِ الخلافةِ العُثمانية في أوروبا.
ويكشف الكتاب أيضًا عن الكثير من الأسرار حول الجمهوريَّة الإيرانيَّة، حيث تحدَّث عن سياسةِ إيران الداخليَّة والخارجيَّة، ومدى جدوى التقريبِ السياسيِّ معها، وذكر أنَّه يجِبُ عدمُ الخَلطِ بين الموقِف السياسيِّ والموقِف الديني، وأنَّه لا بأس بالتقريبِ السِّياسيِّ إن كان قائمًا على مصالِحَ مُشتَرَكة تفيد البَلَدين، والاستفادة من خبراتِ ما بين الدَّولتين.
وسلط المؤلف خلال الكتاب أنَّ الاقتراحاتِ والاتِّفاقياتِ بين إيران وبعض دول الخليج جيِّدةٌ، وتُفيد المنطقةَ وشعوبَها، لكنَّ المصيبةَ في إيران نفسِها، وفي نهجِها السياسيِّ مع الآخرين، إضافةً إلى أنَّها دولةٌ تتلَوَّنُ حسَبَ المواقِفِ والمصالِح، كما أنَّها تتناقَضُ في أقوالها، وعليه: فكما أنَّ التَّقريبَ العَقَديَّ بين المذهبين باطِلٌ لا يصِحُّ، فكذلك التقريبُ السياسيُّ لا يصِحُّ ولا يُقبَل.
ويُعد كتاب "الإرهاب الطائفي بين الدولة الصفوية والجمهورية الإيرانية" من تأليف عبدالرحمن السقاف، وإصدار دار آمنة للنشر والتوزيع بالأردن.