حصن من النار.. تعرف على فضائل قراءة آية الكرسي عقب الصلاة

تقارير وحوارات

القرآن الكريم
القرآن الكريم

 

جعل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم شفاءً ورحمة للمسلمين وجعل فيه علاج لكل ما يعانون منه في حياتهم.

وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: مَنْ قرأَ آيةً الكُرسِيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ، لمْ يمنعْهُ من دُخُولِ الجنةَ إلَّا أنْ يمُوتَ.

فقراءة آية الكرسي مستحبة بعد كُل صلاة مكتوبة من الفرائض، أي الصلوات الخمس، وآية الكرسي لها شأنٌ عظيم، فهي أعظم آية في كتاب الله -عز وجل- كما جاء في صحيح مسلم.

وتميّزت بعظمها لأنّها جمعت أصول الأسماء والصفات الإلهية والوحدانية، وأنه قيوم السماوات والارض، وهو الحي، صاحب القدرة والإرادة والمُلك.

والقرآن الكريم كتابٌ عظيم، فيه العديد من السور والآيات التي ورد فضلُها في الكتاب والسنة النبوية، ومن هذه الآيات آية الكرسي، وبهذه الآية الكريمة ينال المسلم الأجر والفضل الكبير إذا التزم بالمداومة على قراءتها بعد كُلِ صلاة وعند دخوله في فراشه.

والمسلم يتنعم بالجنة بعد الموت، ويبدأ تنعمه منذ دخوله إلى قبره، ويُفسح له في قبره، ويكون قبره روضة من رياض الجنّة، فلا يدخل الجنّة مباشرة إلا بعد حياة البرزخ في القبر، وهي الحياة التي تكون بين الحياة الدنيا والآخرة، فإذا لم يكن لدى العبد مانع من دخول الجنّة دخلها، وإلا دخل النار مؤقتًا إن كان عنده كبائر ومعاصي لم تُغفر له، والمداومة على قراءة آية الكرسي سبب من الأسباب التي تدخل صاحبها الجنة، لكن لا يحق للعبد الاغترار بذلك وفعل الكبائر والمحرمات، ظنًا منه أنه سيدخل الجنة بها دون غيرها.

فضل آية الكرسي إن آية الكرسي من الآيات العظيمة جدًا، وقد ورد فضلها في العديد من الأحاديث النبوية، وبيان ذلك فيما يأتي: إنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: يا أبا المُنْذِر، أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ. قالَ: يا أبا المُنْذِرِ أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا هو الحَيُّ القَيُّومُ، قالَ: فَضَرَبَ في صَدْرِي، وقالَ: واللَّهِ لِيَهْنِكَ العِلْمُ أبا المُنْذِرِ.

فهي أعظم آية في كتاب الله بِدليل ما أخرجه مسلم في صحيحه، ومن الجدير بالذكر أن أبي بن كعب -رضي الله عنه- هو سيد القراء، وقد بين فضله النبي في الحديث حين لقبه بأبي المنذر تكريمًا له -رضي الله عنه- وإشارة إلى منزلته العالية، وعندما أجاب عن سؤاله -عليه السلام- دعا له بالبركة في العلم الذي فتح الله به عليه.

كما أن آية الكرسي حرز للإنسان وحصن له من دخول النار، بدليل الحديث الذي ورد عن أبي أمامة الباهلي السابق الذكر، إن آية الكرسي حصن للبيوت من دخول الشياطين والجن، فقد ثبت عن أُبيّ بن كعب أنه رأى جنّيًا يريد أن يسرق من طعامه، فسأله أُبيّ بعد أن علم أنه جني: فما يُنَجِّينَا مِنكُم، قال: هذه الآيةُ التِي في سورةِ البقرةِ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هو الْحَيُّ الْقَيُّومُ مَنْ قالَها حِينَ يُمسِي أُجِيرَ مِنَّا حتَى يُصْبِحَ، ومَن قالَها حينَ يصبحُ أُجِيرَ مِنَّا حتى يُمسِي، فلَمَّا أصبحَ أتَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليِه وسلَّمَ فذكر ذلكَ له فقال: صَدَقَ الخبيثُ.

وإن آية الكرسي خير حافظ ٍللإنسان في يومه، فعند الالتزام بقراءتها قبل النوم تحفظه حتى يصبح، وعند قراءتها حين يُصبح تحفظه حتى يُمسي، مصداقًا لما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إذا أوَيْتَ إلى فِراشِكَ فاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزالَ معكَ مِنَ اللَّهِ حافِظٌ، ولا يَقْرَبُكَ شيطانٌ حتَّى تُصْبِحَ.